عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:24 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّبعوا خطوات} [النور: 21] خطايا.
{الشّيطان} [النور: 21] وبعضهم يقول: أمر الشّيطان.
{ومن يتّبع خطوات الشّيطان فإنّه} [النور: 21] فإنّ الشّيطان.
{يأمر} [النور: 21] بالخطيئة ويأمر.
{بالفحشاء والمنكر} [النور: 21] عاصم بن حكيمٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي مجلزٍ قال: {لا تتّبعوا خطوات الشّيطان} [النور: 21] قال: النّذور في المعاصي.
- عاصم بن حكيمٍ، عن محمّد بن الزّبير، عن أبيه، عن عمران بن حصينٍ قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/434]
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا نذر في غضبٍ وكفّارته كفّارة اليمين».
قال: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته} [النور: 21] هي مثل الأولى.
{ما زكا منكم} [النور: 21] ما صلح منكم.
{من أحدٍ أبدًا ولكنّ اللّه يزكّي} [النور: 21] يصلح.
{من يشاء واللّه سميعٌ عليمٌ} [النور: 21] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/435]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {خطوات الشّيطان} مجازه آثار الشيطان ومذاهبه ومسالكه، وهو من " خطوت "). [مجاز القرآن: 2/65]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما زكى منكم من أحدٍ} أي ما طهر.
{اللّه يزكّي} أي يطهّر). [تفسير غريب القرآن: 302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك: أن يأتي بالكلام مبنيّا على أنّ له جوابا، فيحذف الجواب اختصارا لعلم المخاطب به.
كقوله سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} أراد: لكان هذا القرآن، فحذف.
وكذلك قوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} أراد: لعذّبكم فحذف.
قال الشاعر:
فأقسم لو شيء أتانا رسوله = سواك، ولكن لم نجد لك مدفعا
أي لرددناه). [تأويل مشكل القرآن: 214] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا يأتل} [النور: 22] قال قتادة: ولا يحلف.
{أولو الفضل منكم والسّعة} [النور: 22] الغنى.
{أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل اللّه وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم واللّه غفورٌ رحيمٌ} [النور: 22] أي فكما تحبّون أن يغفر اللّه لكم فاعفوا واصفحوا.
سعيدٌ عن قتادة قال: أنزلت في أبي بكرٍ الصّدّيق ومسطحٍ.
كان بينه وبين أبي بكرٍ قرابةٌ، وكان يتيمًا في حجره، وكان الّذي أذاع على عائشة ما أذيع، فلمّا أنزل اللّه براءتها وعذرها تألّى أبو بكرٍ، حلف ألا يرزأه خيرًا أبدًا.
فأنزل اللّه هذه الآية.
- قال يحيى: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه دعا أبا بكرٍ فتلاها عليه فقال: أما تحبّ أن يعفو اللّه عنك؟ قال: بلى.
قال: فاعف وتجاوز.
فقال أبو بكرٍ: لا جرم، واللّه لا أمنعه معروفًا كنت أوليه إيّاه قبل اليوم.
وحدّثني يحيى بن أيّوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّ أبا بكرٍ كفّر يمينه لذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/435]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا يأتل أولو الفضل...}

والائتلاء: الحلف، وقرأ بعض أهل المدينة (ولا يتالّ أولو الفضل) وهي مخالفة للكتاب، من تألّيت. وذلك أن أبا لكرٍ حلف ألاّ ينفق على مسطح بن أثاثة وقرابته الذين ذكروا عائشة. وكانوا ذوي جهد فأنزل الله {ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم} فقال أبو بكرٍ: بلى يا ربّ. فأعادهم إلى نفقته). [معاني القرآن: 2/248]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ولا يأتل أولو الفضل منكم " مجازه ولا يفتعل من آليت: أقسمت، وله موضع آخر من ألوت بالواو،
أولو الفضل: أي ذوو السعة والجدة، والفضل التفضل). [مجاز القرآن: 2/65]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا يأتل أولوا الفضل منكم}: أي لا يأل وقال بعضهم لا يحلف والألية اليمين). [غريب القرآن وتفسيره: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا يأتل أولوا الفضل منكم} أي لا يحلف. وهو يفتعل من الألية، وهي اليمين. وقرئت أيضا: ولا يتألّ، على يتفعلّ.
أراد أن لا يؤتوا. فحذف «لا». وكان أبو بكر حلف أن لا ينفق على مسطح وقرابته الذين ذكروا عائشة، وقال أبو عبيدة: لا يأتل، هو يفتعل من ألوت.
يقال: ما ألوت أن اصنع كذا وكذا. وما آلو [جهدا] قال النابغة الجعدي:
وأشمط عريانا يشدّ كتافه= يلام على جهد القتال وما ائتلا
أي ما ترك جهدا). [تفسير غريب القرآن: 302]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسّعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل اللّه وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم واللّه غفور رحيم}
وقرئت: ولا يتألّ أولو الفضل منكم والسّعة.
ومعنى تأتلي تحلف وكذلك يتألّى يحلف.
ومعنى (أن يؤتوا) أن لا يؤتوا (أولي القربى)، المعنى ولا يحلف أولو الفضل منكم والسّعة أن لا يعطوا (أولي القربى والمساكين).
ونزلت هذه الآية في أبي بكر الصّدّيق، وكان حلف أن لا يفضل على مسطح بن أثاثة، وكان ابن خالته بسبب سبّه عائشة - رضي الله عنها - فلما نزلت: {ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم}قال أبو بكر: بلى، وأعاد الإفضال على مسطح وعلى من حلف أن لا يفضل عليه وكفّر عن يمينه). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة}
قل أبو جعفر فيه قولان:
أحدهما رواه علي بن أبي طلحة عن أبن عباس قال لا يقسموا ألا ينفعوا أحدا
والآخر أن المعنى لا يقصروا من قولهم ما ألوت أن أفعل
قال هشام ومنه قول الشاعر:
ألا رب خصم فيك ألوى رددته = نصيح على تعذاله غير مؤتلي
قال أبو جعفر القول الأول أولى لأن الزهري روى، عن سعيد بن المسيب وعروة وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت: كان أبو بكر ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته وفقره فقال والله لا أنفق عليه بعدما قال في عائشة ما قال فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى}
قال أبو جعفر والتقدير في العربية ولا يحلف أولو الفضل كراهة أن يؤتوا وعلى قول الكوفيين لأن لا يؤتوا
ومن قال معناه ولا يقصر فالتقدير عنده ولا يقصر أولو الفضل عن أن يؤتوا
فإن قيل أولو لجماعة وفي الحديث أن المراد أبو بكر
فالجواب أن علي بن الحكم روى عن الضحاك قال: قال أبو بكر وغيره من المسلمين لا نبر أحدا ممن ذكر عائشة فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة}
إلى آخر الآية). [معاني القرآن: 4/513-511]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلاَ يَأْتَلِ}: من الحلف). [العمدة في غريب القرآن: 219]

رد مع اقتباس