الموضوع: مقدمة الدراسات
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 3 رجب 1434هـ/12-05-2013م, 10:58 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي طريقة عرض الدراسات

[ طريقة عرض الدراسات ]

طريقة العرض: رأيت أن أقدم أمام دراسة كل حرف صورة واضحة موجزة لعناصر الدراسة التفصيلية، واخترت لها عنوان: «لمحات عن دراسة...» وهذه اللمحات أشبه بما تفعله الإذاعات في صدر نشراتها الإخبارية من تقديم موجز الأنباء، وآثرت هذا المنهج لأمرين:
1- تقريب هذه الدراسة إلى نفوس القراء على اختلاف درجاتهم الثقافية، وتيسيرها لهم، فمن شاء اكتفى بهذا القدر ومن شاء رجع إلى الدراسة التفصيلية.
2- كفل هذا المنهج لي حرية نقل النصوص في الدراسة التفصيلية، وفي اعتقادي أن البحوث النحوية إن لم ترتكز على النصوص كانت كلامًا إنشائيًا أجوف لا غناء فيه، والوقوف على النصوص في كتب النحو يحتاج إلى بذل الجهد، وقد جعلت كتابي قائمًا برأسه، مستغنيًا بنفسه، لا يحتاج الناظر فيه إلى الرجوع إلى شيء من كتب النحو، كما حشدت له المراجع الكثيرة، وسيرى القارئ كتب النحو والإعراب والتفسير في كل مسألة، ولا يعني هذا أتفاقها في كل التفصيلات، وإنما كنت أتخير أوضح ما فيها، ثم أشير إلى بقية المراجع ليسهل الرجوع إليها.
ولما كان البحر المحيط لأبي حيان أهم كتب الإعراب، وأجمعها فائدة وأكثرها تفصيلاً فقد كان لي معه مناقشات، إذ رأيته حريصًا على تخطئة الزمخشري في الكشاف فيدعوه ذلك إلى تخطئته والرد عليه، ثم يعود فيما بعد إلى قول الزمخشري ناسيًا أنه خطأه وضعف رأيه، لذلك كان تصوير مذهب أبي حيان متوقفًا على متابعة أحاديثه في البحر المحيط.
قد يقول قائل: إن ابن هشام قد أغنى القراء في دراسة الحروف والأدوات بكتابه «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» فما الذي جاء به كتابك بعده؟
وأكتفي في الجواب بهذه الموازنة: تكلم ابن هشام عن (إلا) الاستثنائية في القرآن وفي كلام العرب، فلم يتجاوز حديثه (50-60) سطرًا على اختلاف طبعات المغني، واستغرق حديثي عن (إلا) الاستثنائية في القرآن وحده (153) صفحة، تزيد عن ثلاثة آلاف سطر.
وابن هشام يقول في [المغني:2/177]: «لأني وضعت كتابي لإفادة متعاطي التفسير والعربية جميعًا».
وقيل له: هلا فسرت القرآن أو أعربته؟، فقال: أغناني المغني.
كتب التفسير كثيرة، ولا يغني كتاب منها عن آخر. وفي اعتقادي أن مما يفيد المفسر أن يجد دراسات تتناول أسلوب القرآن من جوانب متعددة، على أن تكون هذه الدراسات مرتكزة على الاستقراء والاستقصاء.
الحديث عن الحروف والأدوات شغل ثلاثة أجزاء تجاوزت الآيات فيها والقراءات (28700) وحجمه في أوراقي يزيد كثيرًا عما نُشر، وقد خطر لي أن أكتفي بالقول بأنه هذا النوع كثيرٌ في القرآن أو كثيرٌ جدًا، ثم رأيت أن مثل هذه الألفاظ لا تقدم صورة واضحة القسمات لما في القرآن، لذلك رأيت أن أكتفي بذكر أرقام السور والآيات فيما يكثر وروده في القرآن، ومن السهل الوقوف على هذه الآيات، إذ كل مصاحفنا مرقمة الآيات والسور، وبهذا جمعت بين الفائدة والاختصار.
وسيتلو هذه الأجزاء الثلاثة – إن شاء الله – الحديث عن الجانب الصرفي، ثم الحديث عما بقى من الجانب النحوي، نسأل الله العون والتوفيق والسداد.

محمد عبد الخالق عضيمة
حلوان
20 من جمادى الآخرة سنة 1392
31 من يوليو سنة 1972.

رد مع اقتباس