الموضوع: مقدمة الدراسات
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 3 رجب 1434هـ/12-05-2013م, 03:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي نظرات في الدراسات المتقدمة

[ نظرات في الدراسات المتقدمة ]

بدأت هذه الدراسة في مكة المكرمة وفي بيت الله الحرام في شهر صفر سنة 1366 – يناير سنة 1947، وكان من ثمرة موالاة العمل أن كتبت مجلدات ضخمة سعة المجلد ألف صفحة، وهذا تعريف بهذه المجلدات:
1- وجدت المصنفين الذين عرضوا لفهرسة ألفاظ القرآن قد تناهت جهودهم عند حصر ألفاظ الأفعال وبعض الأسماء، وإحصاء آياتها، وتركوا هذا الإحصاء في الحروف والضمائر، وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وبعض الظروف الكثيرة الذكر كإذ، وإذا.
بدأت بإحصاء حروف المعاني، وجمع آياتها، كذلك فعلت في كل ما أغفلت جمعه هذه الكتب:
1- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي – رحمه الله -.
2- المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته للأستاذ محمد فارس بركات.
3- فتح الرحمن لطالب آيات القرآن لفيض الله العلمي.
4- مفتاح كنوز القرآن.
نعم وقفت على كتاب أحصى لنا ألفاظ القرآن، لم يترك منها لفظًا وهو كتاب «مصباح الإخوان، لتحريات القرآن»، لجامعه الحافظ: يحيى حلمي بن حسين قسطموني، غير أنه لم يذكر الآيات، وإنما اكتفى بذكر أرقام للآيات، وهذه الأرقام – مع الأسف – يشيع فيها الاضطراب ولا سيما في طوال المفصل، وقد اعتذر عن هذا في مقدمة كتابه التي كتبها باللغة التركية، اعتذر بأنه لم يكن لديه مصحف مرقم الآيات، والمصحف المفسر لم يظهر إلا بعد أن فرغ من كتابه.
شغل هذا الإحصاء مني مجلدًا ضخمًا.
2- نظرت في الكتب التي عُنيت بإعراب القرآن، وأهمها:
«البحر المحيط» لأبي حيان، «الكشاف» للزمخشري، «إملاء ما من به الرحمن» للعكبري، «البيان» للأنباري، حاشية الجمل، وغيرها، لخصت ما فيها من أعاريب، ورتبتها ترتيب أبواب النحو والصرف، فشغل ذلك العمل مجلدين كبيرين.
3- قرأت كتب القراءات: السبعية، والعشرية، والشواذ، وهي: شرح الشاطبية لابن القاصح، «غيث النفع في القراءات السبع» «النشر» في القراءات العشر لابن الجزري، «إتحاف فضلاء البشر» للبناء، «المحتسب» لابن جني، «شواذ القرآن» لابن خالويه، وأضفت إليها ما ضمه «البحر المحيط» من القراءات وتوجيهها، لخصت ما في هذه الكتب وتربته ترتيب أبواب النحو والصرف، فشغل ثلاثة مجلدات.
4- رأيت أن الكتب المصنفة في فهرسة ألفاظ القرآن لا يتأتى النفع بها إلا إذا رتبت ألفاظ القرآن ترتيب أبواب النحو والصرف، فالباحث مثلاً عن مصادر القرآن لا يستطيع أن يقع عليها في هذه الكتب إلا إذا قرأها، فإذا أراد البحث عن المشتقات، أو الأبنية، أو صيغ الزوائد والأفعال كان عليه أن يقرأها مرات ومرات، وهكذا دواليك.
لذلك قمت بترتيب ألفاظ المصحف ترتيب أبواب النحو والصرف فجمعت في كل باب ألفاظه القرآنية، وبهذا يسهل الوقوف على الآيات عن طريق هذه الألفاظ، فجاء هذا العمل في مجلدين كبيرين.
هذه هي الخطوات الأولى لهذا البحث، وهي خطوات تدور حول مرحلة واحدة، وهي مرحلة الجمع والإعداد. وقد كتب عن هذه الخطوات، وسجلت بعض الظواهر اللغوية في القرآن في مقالات نشرت بمجلة الأزهر بدأت من عدد رجب سنة 1379 – يناير سنة 1960 بعنوان: «دراسات لأسلوب القرآن الكريم» ثم توقفت عن متابعة الكتابة؛ إذ كنت لا أدري متى أنتهي من دراسة حروف المعاني.


رد مع اقتباس