عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 11:19 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}


تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا...}
يريد: ويقولون، مضمرة؛ كما قال: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم ربّنا} يريد يقولون: {ربّنا}. وفي قراءة عبد الله {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} يقولان {ربّنا}). [معاني القرآن: 1/413]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولو ترى إذ يتوفّى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}
مجازه مجاز المختصر المضمر فيه وهو بمعنى ويقولون ذوقوا عذاب الحريق، والعرب تفعل ذلك، قال النّابغة:
كأنّك من جمال بني أقيش = يقعقع خلف رجليه بشنّ
معناه: كأنك جملٌ والعرب تقدّم المفعول قبل الفاعل). [مجاز القرآن: 1/247]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}
وقال: {ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} فأضمر الخبر والله أعلم. وقال الشاعر:

إن يكن طبّك الدّلال فلوفي = سالف الدّهر والسنين الخوالي
يريد بقوله "فلوفي سالف الدهر" {أن} يقول: "فلو كان في سالف الدهر لكان كذا وكذا" فحذف هذا الكلام كلّه). [معاني القرآن: 2/28-29]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {ولو ترى إذ يتوفى}.
الأعرج {تتوفى} بالتاء). [معاني القرآن لقطرب: 615]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّ اللّه ليس بظلاّمٍ لّلعبيد...}
{أنّ} في موضع نصب إذا جعلت {ذلك} نصبا وأردت: فعلنا {ذلك بما قدّمت أيديكم} وبـ {أنّ اللّه}. وإن شئت جعلت {ذلك} في موضع رفع، فتجعل {أن} في موضع رفع؛ كما تقول: هذا ذاك). [معاني القرآن: 1/413]

تفسير قوله تعالى: (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كدأب آل فرعون...}
يريد: كذّب هؤلاء كما كذّب آل فرعون، فنزل بهم كما نزل بآل فرعون). [معاني القرآن: 1/413]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كدأب آل فرعون} مجازه: كعادة آل فرعون وحالهم وسنتهم والدّأب والدّيدن والدّين واحد، قال المثقّب العبديّ:

تقول إذا درأت لها وضيني = أهذا دينه وديني
أكلّ الدهر حلٌّ وارتحالٌ = أما يبقى علىّ ولا يتيني
وقوله: درأت أي بسطت ويقال يا فلانة ادرئ لفلان الوسادة، وقال خداش بن زهير العامريّ في يوم الفجار، كانت النصرة فيه لكنانة وقريش على قيس:
وما زال ذاك الدّأب حتى تخاذلت = هوازن وارفضّت سليم وعامر). [مجاز القرآن: 1/247-248]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم}
قال مجاهد أي كفعل والدأب عند أهل اللغة العادة وحقيقته عندهم أنه من قولك فلان يدأب أي يداوم على الشيء
ويلزمه وهذا معنى العادة). [معاني القرآن: 3 /163 -164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَدَأْبِ}: كعادة). [العمدة في غريب القرآن: 144]
تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) )
تفسير قوله تعالى: (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كدأب آل فرعون}: كشأن آل فرعون وفعلهم جحدوا كما جحدتم وكفروا كما كفرتم). [غريب القرآن وتفسيره: 159]


رد مع اقتباس