عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 12:07 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)}


تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإلى عادٍ أخاهم هوداً...} ). [معاني القرآن: 1/ 384]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم مّن إله غيره أفلا تتّقون}
وقال: {وإلى عادٍ أخاهم هوداً} {وإلى ثمود أخاهم صالحاً ... [73]} فكل هذا - والله أعلم - نصبه على الكلام الأول على قوله: {لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه ... [59]} وكذلك {لوطاً... [80]}، وقال بعضهم: "واذكر لوطاً". وإنما يجيء هذا النصب على هذين الوجهين، أو يجيء على أن يكون الفعل قد عمل فيما قبله وقد سقط بعده فعل على شيء من سببه فيضمر له فعلا. فإنما يكون على أحد هذه الثلاثة وهو في القرآن كثير.
وقال: {خلائف الأرض} وقال: {خلفاء ... [69]} وكل جائز وهو جماعة "الخليفة"). [معاني القرآن: 2/ 12]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره أفلا تتّقون (65)}
المعنى: لقد أرسلنا نوحا إلى قومه، وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا.
وقيل للأنبياء أخوهم وإن كانوا كفرة، يعني به أنّه قد أتاهم بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم، وهو أرجح عليهم.
وجائز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم ليكون أفهم لهم بأن يأخذوا عن رجل منهم). [معاني القرآن: 2/ 347]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال الملأ...}
هم الرجال لا يكون فيهم امرأة. وكذلك القوم، والنفر والرّهط). [معاني القرآن: 1/ 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا لنراك في سفاهةٍ} أي في جهل). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال الملأ الّذين كفروا من قومه إنّا لنراك في سفاهة وإنّا لنظنّك من الكاذبين (66)}؛
السفاهة خفة الحلم والرأي، يقال ثوب سفيه إذا كان خفيفا.
وقوله: {وإنّا لنظنّك من الكاذبين}؛
وكفروا به ظانّين لا مستيقنين). [معاني القرآن: 2/ 347]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة}؛
السفاهة رقة الحلم والطيش يقال ثوب سفيه إذا كان خفيفا). [معاني القرآن: 3/ 47]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكنّي رسول من ربّ العالمين (67)
هذا موضع أدب للخلق في حسن الجوار وفي المخاطبة، أنه دفع ما نسبوه إليه من السفاهة بأن قال ليس بي سفاهة، فدفعهم بنفي ما قالوا فقط.
وقوله: {ولكنّي رسول من ربّ العالمين}؛
أي الذي أنبئكم به من عند الله، لأنه أمرهم بعبادة اللّه جلّ وعزّ وتوحيده). [معاني القرآن: 2/ 347]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {جوابا لهم قال يا قوم ليس بي سفاهة}؛
وهذا أدب في الاحتمال). [معاني القرآن: 3/ 47]

تفسير قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنا لكم ناصحٌ أمينٌ...}
يقول: قد كنت فيكم أمينا قبل أن أبعث. ويقال: أمين على الرسالة). [معاني القرآن: 1/ 384]

تفسير قوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {آلاّء الله}؛ أي نعم الله، وواحدها في قول بعضهم ألى تقديرها قفاً، وفي قول بعضهم إلى تقديرها معي.
جعل الأعشى واحدها إلى خفيف فقال:
أبيض لا يرهب الهذال ولا ....... يقطع رحماً ولا يخون إلا). [مجاز القرآن: 1/ 217-218]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أو عجبتم أن جاءكم ذكرٌ مّن رّبّكم على رجلٍ مّنكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوحٍ وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء اللّه لعلّكم تفلحون}
وقال: {وزادكم في الخلق بسطةً} أي: انبساطاً. وهو في موضع آخر {بسطةً في العلم والجسم} وهو مثل الأول). [معاني القرآن: 2/ 13]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فاذكروا آلا ءالله} فالواحد إلى وألى بالفتح مقصوران؛ وقال بعضهم: إلو كما ترى، وحكي لنا: ألي كما ترى، بفتح الألف وإسكان اللام؛ وهي النعم، وكان ابن عباس رحمه الله يقول {فبأي آلاء ربكما تكذبان}؛ أي بنعم ربكما تكذبان أي بنعم ربكما.
وقالوا في اللغة أيضًا: الاء الفتى: أخلاقه وأفعاله.
وقال أوس بن حجر:
ألهفي على حسن آلاءه = على مانع الحي والحارب
وقال الأعشى:
أبلج لا يرهب الهزال ولا = يقطع رحما ولا يخون ألا
إلا أن يونس زعمك أنه يريد "ألا يا خير [من] يركب"؛ فيصير ألا يا زيد، ذهب بالبيت إلى غير معنى النعم). [معاني القرآن لقطرب: 592]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({آلاء الله}: نعم الله وحدها إلى وإلو). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آلاء اللّه}: نعمة. واحدها ألى. ومثله في التقدير {غير ناظرين إناه}: أي وقته. وجمعه: آناء). [تفسير غريب القرآن: 169]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربّكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء اللّه لعلّكم تفلحون (69)}
وخلفاء جمع خليفة على التذكير لا على اللفظ، مثل ظريف وظرفاء.
وجائز أن يجمع خلائف على اللفظ، مثل طريفة وطرائف.
وقوله - جلّ وعزّ -: {وزادكم في الخلق بسطة}؛
في التفسير أنّه كان أقصرهم، طوله ستون ذراعا وأطولهم مائة ذراع.
وقوله: {فاذكروا آلاء اللّه}؛
معناه نعم اللّه، واحدها إلى.
قال الشاعر:
أبيض لا يرهب الهزال ولا ....... يقطع رحما ولا يخون إلاّ
ويجوز أن يكون واحدها إلي وإليّ). [معاني القرآن: 2/ 347-348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آلاءَ اللَّهِ} نعمه، واحده إلي، مثل حمل وأحمال، ويجوز أن يكون واحده ألي مثل ثوب وأثواب، و(ألى وإلى) مثل واحد
(آناء الليل) وآناء الليل: أوقاته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آلاء اللّهِ}: نعم الله). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (رجسٌ) (70) أي عذاب وغضب). [مجاز القرآن: 1/ 218]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وقع عليكم من ربكم رجس وغضب} وقوله {وقع عليهم الرجز} بالزاي؛ فكان أبو عمرو بن العلاء يزعم: أنهما سواء، قلبوها إلى الزاي كما قلبوا قربوس السرج، وقربوت، يريد: قربوس؛ وقالوا: برست الشمس؛ يريدون: برزت، وقالوا: ست أدؤر، وإنما هي من سدس، فقلبوها إلى التاء؛ وقالوا أيضًا: أفلأيس إن فعلت ما تفعل؛ يريدون: أفرأيت. وقال الراجز:
ألا لحي الله بني السعلات
عمرو بن يربوع لئام النات
ليسوا بأعفاف ولا أكيات
يريد: الناس، وأكياس، فقلبها.
وقال رؤبة:
كم رامنا من ذي عديد مبزي
حتى وقمنا كيده بالرجز
فجاء بها بالزاي.
وقمنا: أذللنا.
[معاني القرآن لقطرب: 591]
وكان ابن عباس يقول: الرجز العذاب.
وقالوا: الرجز من الشيطان: وسوسته.
وقوله {والرجز فاهجر} كان الحسن يقول: الآلهة). [معاني القرآن لقطرب: 592]


تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)}


رد مع اقتباس