عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (77) إلى الآية (82) ]
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)}

قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لأوتينّ مالًا وولدًا (77)
[معاني القراءات وعللها: 2/138]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (ولدًا) بفتح اللام والواو في كل القرآن.
إلا في سورة نوح فإنهم قرأوا (ماله وولده إلّا خسارًا) بضم الواو، وسكون اللام.
وقرأ نافع وعاصم وابن عامر (لأوتينّ مالًا وولدًا) و(ولده) بفتح اللام والواو في كل القرآن.
وقرأ حمزة والكسائي (لأوتينّ مالًا وولدًا) بضم الواو وسكون اللام). [معاني القراءات وعللها: 2/139]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {مالاً وولدًا} [77].
قرأ حمزة، ولاكسائي بالضم في ستة مواضع، أربعة في (مريم) وفي (الزخرف) وفي (نوح).
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو بضم الذي في (نوح)، وفتح الباقي. والباقون يفتحون. كل ذلك.
واختلف النحويون في ذلك، فقال قوم: هما لغتان الولد والولد مثل العدم والعدم والسقم والسقم. قال الشاعر:
فليت فلانًا كان في بطن أمه = وليت فلانًا كان ولد حمار
وقال آخرون: الولد واحد، والولد جمع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/24]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم الواو وفتحها من قوله عز وجل: وولدا [مريم/ 77] في ستة مواضع في مريم أربعة مواضع [77، 88، 91، 92]، وفي الزخرف [81] ونوح [21].
[الحجة للقراء السبعة: 5/210]
فقرأهنّ ابن كثير وأبو عمرو: وولدا بالفتح إلا في سورة نوح: (ماله وولده) فإنهما قرءاه بضم الواو في هذه وحدها.
وقرأهن نافع وعاصم وابن عامر بفتح الواو في كلّ القرآن.
وقرأهن حمزة والكسائي بضم الواو في كلّ القرآن.
قال أبو الحسن: الولد: الابن والابنة، قال: والولد: هم الأهل والولد. وقال بعضهم: بطنه الذي هو منه. قال أبو علي: الولد: هو ما ذكر في التنزيل في غير موضع مع المال، قال: المال والبنون زينة الحياة الدنيا [الكهف/ 46] وقال: إنما أموالكم وأولادكم فتنة [التغابن/ 15] وقال: إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم [التغابن/ 14].
وروى محمد بن السّريّ، عن أحمد بن يحيى عن الفراء قال:
من أمثال بني أسد: ولدك من دمّى عقبك. قال الفراء: وكان معاذ يعني: الهراء يقول: لا يكون الولد إلا جماعا، وهذا واحد، يعني:
الذي في المثل، أي: لا تقل لكل إنسان: ابني ابني وأنشد:
فليت فلانا كان في بطن أمّه... وليت فلانا كان ولد حمار
[الحجة للقراء السبعة: 5/211]
قال أبو علي: الذي قال معاذ وجه، ويجوز أن يكون جمعا كأسد وأسد، ونمر ونمر، وثمر وثمر، والفلك، ويجوز أن يكون واحدا، فيكون ولد وولد، كبخل وبخل، وحزن وحزن، وعرب وعرب، فيكون لفظ الواحد موافقا للفظ الجمع، كما كان الفلك كذلك، فلا يكون القول فيه كما قال معاذ، لأنه لا يكون إلا جمعا، ولكن على ما ذكرناه. وأما قوله: واتبعوا من لم يزده ماله وولده [نوح/ 21] فينبغي أن يكون جمعا، وإنما أضيف إلى ضمير المفرد لأن الضمير يعود إلى (من) وهو كثرة في المعنى، وإن كان اللفظ مفردا، وإنما المعنى: إنهم عصوني واتبعوا الكفار الذين لم تزدهم أموالهم وأولادهم إلا خسارا، فأضيف إلى لفظ المفرد وهو جمع، وقد حكى الكسائي أو غيره من البغداديين: ليت هذا الجراد قد ذهب فأراحنا من أنفسه، فولد، في أنه جمع، مثل الأنفس. وما أنشده الفراء من قوله:
وليت فلانا كان ولد حمار.
يدلّ على أنه واحد ليس بجمع، وأنه مثل ما ذكرناه من قولهم: الفلك، الذي يكون مرّة جمعا ومرّة واحدا. ولهذا يشبه أن يكون ابن كثير وأبو عمرو قرءاه بالضم. (ماله وولده) وفتحا ما سوى ذلك.
وأما قراءة نافع وعاصم وابن عامر بفتح الواو في كلّ القرآن، فإن فتحهم الواو في قوله: ماله وولده على أنه واحد يراد به الجمع، ويجوز ذلك من وجهين: أحدهما: أنه إذا أضافه إلى اسم، هو جمع في المعنى، علم أن المفرد في موضع جمع، كقوله:
قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
[الحجة للقراء السبعة: 5/212]
وكقوله:
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا ويجوز أن يكون كقوله: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [النحل/ 18].
وأما قراءة حمزة والكسائي: (ولدا) في جميع القرآن فإن ما كان منه مفردا قصدا به المفرد، وما كان جمعا قصدا به الجمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/213]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لأوتينّ مالا وولدا}
قرأ حمزة والكسائيّ {مالا وولدا} بضم الواو وسكون اللّام جميع ما في هذه السّورة وفي الزخرف
وقرأ الباقون بفتح الواو واللّام قال الفراء هما لغتان مثل البخل والبخل والحزن والحزن قال الشّاعر:
فليت فلانا كان في بطن أمه ... وليست فلانا كان ولد حمار
يعني الولد وقال آخرون منهم ابن أبي حمّاد الولد ولد الولد والولد بالفتح ولد الصلب). [حجة القراءات: 447]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (29- قوله: {وولدا} قرأ حمزة والكسائي بضم الواو، وإسكان اللام في أربعة مواضع، في هذه السورة، وفي موضع في الزخرف وفي موضع في سورة نوح عليه السلام، وقرأ ذلك كله الباقون بفتح الواو واللام، غير أن ابن كثير وأبا عمرو ضما الواو، وأسكنا اللام في سورة نوح خاصة.
وحجة من ضم الواو أنه جعله جمع «ولد» كقولهم: وثَن ووثْن، وأسد وأُسْد، وقال الأخفش: الولد بالفتح الابن والابنة، والوُلد بالضم الأهل. وقيل: هما لغتان في الولد كقولهم: البَخَل والبُخل والعَدَم والعُدْم، فيتفق لفظ الواحد في إحدى اللغتين مع لفظ الجمع كما قالوا: الفلك في الواحد وفي الجمع.
30- وحجة من فتح الواو أنها اللغة المشهورة في الابن والابنة، وهو الاختيار لأن عليه الجماعة، ولأن الضم قد يكون بمعنى الفتح، ويكون معنى قراءة من فتح أنه أنكر عليهم قولهم: {المسيح ابن الله} «التوبة 30» فهو واحد، ويكون معنى قراءة من ضم إن جعله جمعًا أنه أنكر عليهم قولهم:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/92]
«الملائكة بنات الله» فهي جماعة.
31- وحجة ابن كثير وأبي عمرو في تخصيصهما للضم في سورة نوح أنه محمول على الجمع، على الخطاب للجماعة، فكل واحد منهم له ولد وأولاد، فإنما أتى بالهاء مفردة في «ولده وماله» لأنه ردّه على لفظ من لو حمل على المعنى لقيل: ومالهم وولدهم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/93]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {مَالاً ووَلَدًا}[آية/ 77] بضم الواو وتسكين اللام:
قرأها حمزة والكسائي في أربعة مواضع من هذه السورة، وفي الزخرف {قُلْ إن كَانَ لِلرَّحْمَنِ ولَدٌ}، وفي نوح {مَالُهُ ووَلَدُهُ}، فهذه ستة مواضع.
[الموضح: 824]
والوجه أنه يجوز أن يكون واحداً فيكون الولد والولد واحداً كبخل وبخلٍ وعدمٍ وعدمٍ، ويجوز أن يكون جمعًا لولدٍ كأسدٍ لجمع أسدٍ، وثُمرٍ لجمع ثَمرٍ.
وقرأ نافع وابن عامر وعصام «ولداً» بفتح الواو واللام في المواضع الستة.
والوجه أنه مفرد، لكنه يجوز أن يعنى به الجمع، وإن كان لفظه مفرداً، لما فيه من معنى الجنسية، وقال بعضهم: الولد بمعنى المولود وهو كالقبض بمعنى المقبوض، وهو يقع على الواحد والجميع، والمراد ههنا الجمع؛ لأن الكافر ادعى أنه يعطى في الآخرة أموالاً وأولاداً.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب في نوح {ووَلَدُهُ}مضمومة الواو، وفي الخمسة الباقية وهي الأربعة في مريم، والواحد في الزخرف بفتح الواو واللام. ولم يختلفوا في غير هذه الستة.
وقد تقدم وجه اللغتين). [الموضح: 825]

قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78)}

قوله تعالى: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79)}

قوله تعالى: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)}

قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81)}

قوله تعالى: {كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي نهيك: [كَلًّا سَيَكْفُرُون]، بالتنوين.
قال أبو الفتح: ينبغي أن تكون "كلا" هذه مصدران كقولك: كل السيف كلا، فهو إذًا منصوب بعفل مضمر، فكأنه لما قال: سبحانه: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا} قال الله سبحانه رادا عليهم: "كلا"، أي: كل الرأي والاعتقاد كلا، ورأوا منه رأيا كلا، كما يقال: ضعفا لهذا الرأي وفيالة، فتم الكلام، ثم قال تعالى مستأنفا فقال: كل رأيهم كلا، ووقف، ثم قال من بعد: [سيكفرون]، فهناك إذا وقفان: أحدها "عزا"، والآخر "كلا"؛ من حيث كان منصوبا بفعل مضمر، لا من حيث كان زجرا وردا وردعا). [المحتسب: 2/45]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس