عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:53 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (142) إلى الآية (143) ]

{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}

قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (33- {ووَعَدْنَا مُوسَى} [آية/ 142] بغير ألف:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
وقرأ الباقون {ووَاعَدْنَا} بالأف.
وقد مضى الكلام في هذا في سورة البقرة). [الموضح: 552]

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (جعله دكًّا وخرّ موسى صعقًا... (143)
قرأ حمزة والكسائي (دكاء) ممدودة، وفي الكهف مثله.
وقرأ عاصم هنا (دكًّا) منونة، وفي الكهف بغير تنوين، وقرأ الباقون (دكًّا) منونة في الموضعين.
قال أبو منصور: من قرأ (دكًّا) منونة أراد: أنها دكت دكا، على المصدر، ومن قرأ (دكاء) فالمعنى جعلها أرضًا دكاء، على (فعلاء)، وهي المستوية، وجمعها دكاوات). [معاني القراءات وعللها: 1/422]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (33- وقوله تعالى: {جعله دكا} [143].
قرأ حمزة والكسائي: {دكاء} ممدودًا، جعله صفة، والتقدير: فجعل الجبل أرضًا ملساء دكاء كقول العرب ناقة دكاء: لاسنام لها، فأقيمت الصفة مقام الموصوف.
وقرأ الباقون: {دكا} جعلوه مصدرًا كقوله: {دكت الأرض دكا} غير أن هذا قد ذكر الفعل الذي صدر عن مصدره لفظًا، وقوله: {فجعله} ليس من لفظ دكا. غير أنه بمعناه فكأن التقدير: فلما تجلي ربه للجبل دكه دكا.
إلا عاصمًا فإنه كان يمد الذي في (الكهف) ويقصر هاهنا كأنه جمع بين اللغتين لينبئ أن هذه جائزة وهذه جائزة، فمن مد جمعها دكاوات، ومن قصر لم يثن ولم يجمع؛ لأنه مصدر، وحكي لي عن بعض القراء أنه قرا {دكا} بالضم فيكون مصدرًا وجمعًا، والاختيار أن الدك الأرض الذليلة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/205]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في المدّ والقصر [في قوله جلّ وعزّ]: دكا [الأعراف/ 143].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وابن عامر: جعله دكا منونة مقصورة هاهنا وفي الكهف [98] مثله.
وقرأ عاصم في الأعراف: دكا منونة مقصورة، [وقرأ في] الكهف [98]: دكاء ممدودة غير منونة.
وقرأ حمزة والكسائي: دكاء في الموضعين ممدودة غير منوّنة.
قال أبو زيد: دككت على الميّت التراب أدكّه دكّا: إذا دفنته، وهلت عليه التراب أهيله هيلا، وهما واحد، ودككت الرّكيّة دكا: إذا دفنتها، ودكّ الرجل فهو مدكوك: إذا مرض.
قال أبو عبيدة: جعله دكا أي: مندكا، والدّكّ والدكّة مصدر، وناقة دكّاء ذاهبة السّنام، والدك: المستوي، وأنشد للأغلب:
[الحجة للقراء السبعة: 4/75]
هل غير غار دكّ غارا فانهدم قال أبو الحسن: جعله دكا لأنّه لمّا قال: جعله كأنّه قال: دكّه، أو أراد جعله ذا دكّ، ويقال: دكّاء: جعلوها كالناقة الدكّاء التي لا سنام لها؛ فكأنّه بقي أكثره، قال: والأوّل أكثر القراءتين.
[قال أبو علي]: والمضاف محذوف على قول أبي الحسن.
وفي التنزيل: وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة [الحاقة/ 14]، وفيه: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا [الفجر/ 21] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/76]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا تجلى ربه للجبل جعله دكا}
[حجة القراءات: 294]
قرأ حمزة الكسائي {جعله دكاء} بالمدّ والهمز قال الأخفش قول تعالى {دكاء} أي جعله مثل دكاء ثمّ حذف المضاف وأقم المضاف إليه مقامه كما قال (وسل القرية الّتي) والعرب تقول ناقة دكاء أي لا سقام لها وقال قطرب قوله {دكاء} صفة التّقدير جعله أرضًا دكاء أي ملساء فأقيمت الصّفة مقام الموصوف وحذف الموصوف ودلّ عليه الصّفة كما قال سبحانه {وقولوا للنّاس حسنا} أي قولا حسنا
وقرأ الباقون {دكا} منونا جعلوا دكا مصدرا من دككت الشّيء إذا كسرته وفتته فتأويله جعلته مفتتا كالتراب وحجتهم قوله تعالى {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا} المعنى فلمّا تجلى ربه للجبل جعل مدكوكا فكأنّه دكه فيجعل قوله {دكا} مصدرا صدر عن معنى الفعل لا عن لفظه). [حجة القراءات: 295]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (38- قوله: {جعله دكًا} قرأه حمزة والكسائي بالمد، وفتح الهمزة، غير منون، وقرأ الباقون بالتنوين، من غير مد ولا همز.
وحجة من مده أنه أخذه من قول العرب: «هذه ناقة دكاء» للتي لا سنام لها، فهي مستوية الظهر، فكأنه في التقدير: جعل الجبل مثل ناقة دكاء، أي جعله، إذ تجلى عليه مستويًا لا ارتفاع فيه، انحط الجبل من علوه وارتفاعه تعظيمًا لله وخضوعًا له، إذ تجلى بعظمته إليه، فلما حدث في الجبل على عظمته وصلابته وقوته هذا الحادث فكيف لابن آدم الضعيف طاقة على رؤية البارئ في الدنيا، هذا ما لا يكون، فلما أظهر الله لموسى أمرًا في الجبل استيقن موسى برؤيته أنه تعالى لا يرى في الدنيا.
39- وحجة من لم يمده أنه جعله مصدر دككت الأرض
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/475]
دكا، أي: جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، قال الأخفش كأنه لما قال: جعله، قال: دكه دكا، فجعله في موضع دكه، ويقوي هذه القراءة قوله: {فدكتا دكة واحدة} «الحاقة 14» وقوله: {دكت الأرض دكا دكا} «الفجر 21» قال أبو عبيدة: جعله دكا أي مندكا، والاختيار ترك المد لما بيناه من العلة، ولأن عليه أكثر القراء، ولما روى أنس بن مالك عن النبي عليه السلام أنه قرأ: «دكا» بالتنوين من غير مد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/476]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (34- {جَعَلَهُ دَكًاء} [آية/ 143] ممدود مهموز:
قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في سورة الكهف، وقرأ عاصم في الأعراف {دَكًا} مقصورة منونة، وفي الكهف {دَكًاء} مثل حمزة.
[الموضح: 552]
ووجه القراءة بالمد والهمز أن {دَكًاء} صفة موصوف محذوف، والتقدير: جعله أرضًا دكاءً، وهي المستوية، مثل ناقة دكاء وهي التي افترض سنامها فصار مستويًا على ظهرها.
وقرأ الباقون {دَكًا} مقصوراً منوِّنًا في السورتين.
والوجه أنه مصدر دك يدك، يقال: دككت التراب على الميت إذا دفنته فيه فسويته بالأرض، فقوله {جَعَلَهُ دَكًا} أي ذا دكٍ، فحذف المضاف). [الموضح: 553]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس