عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 07:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة غافر
[ من الآية (18) إلى الآية (22) ]
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22)}


قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)}
قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والذين يدعون من دونه} [20].
قرأ نافع وابن عامر برواية هشام بالتاء على الخطاب، أي: قل لهم يا محمد.
وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غيب، والأمر بينهما قريب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/262]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله عزّ وجلّ: والذين يدعون من دونه [المؤمن/ 20] فقرأ نافع وابن عامر والذين تدعون* بالتاء.
وقرأ الباقون: يدعون بالياء وكلّهم فتح الياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/102]
ووجه الياء من قوله: والذين يدعون أي يدعو الكفّار من آلهتهم من دون اللّه تعالى.
والتاء على: قل لهم: والذين تدعون.
قال: وكلّهم فتح الياء، أي لم يضمّها أحد منهم، فيقولوا، والذين يدعون من دونه، ولو قرئ ذلك لكان المعنى في يدعون: يسمّون، وذلك كقولهم: ما تدعون كذا فيكم؟ أي ما تسمّون؟ فكأنّ المعنى:
والذين يسمّون آلهة لا يقضون بشيء. قال:
أهوى لها مشقصا حشرا فشبرقها وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا أدعو: أي كنت أسمّي). [الحجة للقراء السبعة: 6/103]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء}
قرأ نافع {والّذين تدعون} بالتّاء على الخطاب أي قل لهم
[حجة القراءات: 628]
يا محمّد وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عنهم). [حجة القراءات: 629]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {والذين يدعون} قرأ نافع وهشام بالتاء، على الخطاب للكفار على معنى: قل لهم يا محمد الذين تدعون أيها المشركون من دونه، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على ما جرى من ذكر الكفار قبله في قوله: {يوم هم بارزون} «16»، وقوله: {منهم شيء} وعلى قوله: {ما للظالمين من حميم} «18» وهو الاختيار، لأنه ظاهر اللفظ، وعليه بُني الكلام، وعليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} [آية/ 20] بالتاء:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أنه على إضمار القول، والتقدير: قل لهم: والذين تدعون من دونه.
وقرأ الباقون {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ} بالياء.
والوجه أن المراد: والذين يدعوهم الكفار دون الله من آلهتهم). [الموضح: 1122]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كانوا هم أشدّ منهم قوّةً (21)
قرأ ابن عامر وحده (كانوا هم أشدّ منكم قوّةً) بالكاف.
وقرأ الباقون (منهم) بالهاء.
قال أبو منصور: من قرأ (منكم) فهو خطاب لهذه الأمة.
ومن قرأ (منهم) فهو إخبار عنهم). [معاني القراءات وعللها: 2/344]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله [تعالى]: {كانوا هم أشد منهم} [21].
قرأ ابن عامر وحده: {أشد منكم} بالكاف. وكذلك في مصاحف أهل الشام.
فإن سألت عن خبر «كان» الأول، والثاني، والثالث.
فقل: اسم «كان» الأول {عاقبة} وخبره {كيف} وإنما قدم لأن الاستفهام له صدر الكلام، واسم «كان» الثاني الضمير الذي دل عليه الواو، وخبره {من قبلهم} واسم «كان» الثالث الضمير، وهم فاصلة عند البصريين وعما عند الكوفيين كما تقول: كان زيد هو القائم {ولكن كانوا هم الظالمين} و{أشد} خبر «كان» الثالث.
فإن قيل لك: الفاصلة لا يكون إلا بين معرفتين {وأشد} نكرة فلم صلح ذلك؟
فقل: لأن أفعل الذي معه «من» بمنزلة المضاف المعرفة. قال الله تعالى: {من خير تجدوه عند الله هو خيرًا} لأن خيرًا أفعل في الأصل محذوف الهمز تخفيفًا، ولا يستعمل إلا بــ «من» في الأصل كقولك: زيد خير من عمرو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/265]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن عامر وحده: كانوا هم أشد منكم قوة [غافر/ 21] بالكاف وكذلك في مصاحفهم.
وقرأ الباقون: أشد منهم، وكذلك في مصاحفهم.
من قرأ: أشد منهم قوة فأتى بلفظ الغيبة فلأنّ ما قبله من قوله: أولم يسيروا فى الارض فينظروا [غافر/ 21] من قبلهم، على لفظ الغيبة، فكذلك يكون قوله: كانوا هم أشد منهم قوة على الغيبة، ليكون موافقا لما قبله من ألفاظ الغيبة. فهذا البين.
وأمّا من قال: كانوا هم أشد منكم بعد ما ذكرناه من ألفاظ الغيبة فعلى الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، كقولك: إياك نعبد [الفاتحة/ 4] بعد قوله: الحمد لله [الفاتحة/ 1] وحسن الخطاب هنا، لأنّه خطاب فيما أرى لأهل مكّة، فحسن الخطاب بحضورهم، فجعل الخطاب على لفظ الحاضر المخاطب، وهذه الآية في المعنى مثل قوله: مكناهم في الأرض ما لم نمكن [الأنعام/ 6] ومثل قوله:
أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها [الروم/ 9].
[الحجة للقراء السبعة: 6/106]
وهذه كلّها على لفظ الغيبة ففيها ترجيح لمن قرأ هذه التي في المؤمن على لفظ الغيبة دون الخطاب). [الحجة للقراء السبعة: 6/107]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كانوا هم أشد منهم قوّة}
قرأ ابن عامر (كانوا هم أشد منكم قوّة) بالكاف وكذلك هي في مصاحف أهل الشّام
وقرأ الباقون منهم بالهاء أتوا بلفظ الغيبة وحجتهم أن ما قبله بلفظ الغيبة وهو قوله {أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم} فكذلك يكون قوله {كانوا هم أشد منهم قوّة} على الغيبة ليكون موافقا لما قبله من ألفاظ الغيبة ومعنى قوله {أشد منهم قوّة} أي من قومك
وأما من قال {منكم} بعدما ذكرناه من ألفاظ الغيبة فعلى الانصراف من الغيبة إلى الخطاب كقوله {إياك نعبد} بعد قوله {الحمد لله} وحسن الخطاب هنا لأنّه خطاب لأهل مكّة فحسن الخطاب لحضورهم). [حجة القراءات: 629]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {أشد منهم} قرأه ابن عامر بالكاف، على الخروج من الغيبة إلى الخطاب، كما قال: {الحمد لله رب العالمين} ثم قال: {إياك نعبد} فرجع إلى الخطاب بعد لفظ الغيبة، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام بالكاف، وقرأ الباقون بالهاء، ردوه على لفظ الغيبة المتقدم في قوله: {أولم يسيروا في الأرض}، وقوله: {فينظروا}، وقوله: {من قبلهم}، فجرى آخر الكلام على ما جرى عليه أوله، وهو الاختيار، وكذلك هي بالهاء في كل المصاحف إلى مصاحف أهل الشام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/242]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [آية/ 21] بالكاف:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب؛ لأن قبله {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، فهو على الغيبة والانصراف عنها إلى الخطاب بقوله {مِنْكُمْ} يكون مثل قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} بعد قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} وهذا يسمى تلوين الخطاب.
وقرأ الباقون {أَشَدَّ مِنْهُمْ} بالهاء.
والوجه أنه على موافقة ما قبله؛ لأن الذي قبله على الغيبة، وهو قوله {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا}، فيكون هذا أيضًا على الغيبة ليتناسب الكلام). [الموضح: 1122]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (22)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس