عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنات} يعني: أهل مصر، قد بعث اللّه فيهم رسولًا من قبل موسى، وهو يوسف، عليه السّلام، كان عزيز أهل مصر، وكان رسولًا يدعو إلى اللّه أمّته القبط، فما أطاعوه تلك السّاعة إلّا لمجرّد الوزارة والجاه الدّنيويّ؛ ولهذا قال: {فما زلتم في شكٍّ ممّا جاءكم به حتّى إذا هلك قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولا} أي: يئستم فقلتم طامعين: {لن يبعث اللّه من بعده رسولا} وذلك لكفرهم وتكذيبهم {كذلك يضلّ اللّه من هو مسرفٌ مرتابٌ} أي: كحالكم هذا).[تفسير ابن كثير: 7/ 143]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم} أي: الّذين يدفعون الحقّ بالباطل، ويجادلون الحجج بغير دليلٍ وحجّةٍ معهم من اللّه، فإنّ اللّه يمقت على ذلك أشدّ المقت؛ ولهذا قال تعالى: {كبر مقتًا عند اللّه وعند الّذين آمنوا} أي: والمؤمنون أيضًا يبغضون من تكون هذه صفته، فإنّ من كانت هذه صفته، يطبع اللّه على قلبه، فلا يعرف بعد ذلك معروفًا، ولا ينكر منكرًا؛ ولهذا قال: {كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّرٍ} أي: على اتّباع الحقّ {جبّارٍ}.
وروى ابن أبي حاتمٍ عن عكرمة -وحكي عن الشّعبيّ-أنّهما قالا لا يكون الإنسان جبّارًا حتّى يقتل نفسين.
وقال أبو عمران الجونيّ وقتادة: آية الجبابرة القتل بغير حقٍّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 144]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلّي أبلغ الأسباب (36) أسباب السّموات فأطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه كاذبًا وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله وصدّ عن السّبيل وما كيد فرعون إلا في تبابٍ (37)}
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون، وعتوّه، وتمرّده، وافترائه في تكذيبه موسى، عليه السّلام، أنّه أمر وزيره هامان أن يبني له صرحًا، وهو: القصر العالي المنيف الشّاهق. وكان اتّخاذه من الآجرّ المضروب من الطّين المشويّ، كما قال: {فأوقد لي ياهامان على الطّين فاجعل لي صرحًا} [القصص: 38]، ولهذا قال إبراهيم النّخعيّ: كانوا يكرهون البناء بالآجرّ، وأن يجعلوه في قبورهم. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقوله: {لعلّي أبلغ الأسباب * أسباب السّموات} قال سعيد بن جبيرٍ، وأبو صالحٍ: أبواب السموات. وقيل: طرق السّموات {فأطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه كاذبًا}، وهذا من كفره وتمرّده، أنّه كذّب موسى في أنّ اللّه، عزّ وجلّ، أرسله إليه، قال اللّه تعالى: {وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله وصدّ عن السّبيل} أي: بصنيعه هذا الّذي أراد أن يوهم به الرّعيّة أنّه يعمل شيئًا يتوصّل به إلى تكذيب موسى، عليه السّلام؛ ولهذا قال تعالى: {وما كيد فرعون إلا في تبابٍ} قال ابن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما]، ومجاهدٌ: يعني إلّا في خسارٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 144]

رد مع اقتباس