عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 02:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بخبر يتضمن تشريف المؤمنين ويعظم الرجاء لهم، وهو أن الملائكة الحاملين للعرش والذين حول العرش - وهم أفضل الملائكة - يستغفرون للمؤمنين، ويسألون الله تبارك وتعالى لهم الجنة والرحمة، وهذا معنى قوله تعالى في غير هذه الآية: {كان على ربك وعدا مسؤولا}، أي: سألته الملائكة، وفسر تعالى في هذه الآية المجمل الذي في قوله تعالى في غير هذه الآية: {ويستغفرون لمن في الأرض}، لأنه معلوم أن الملائكة لا تستغفر لكافر، وقد يجوز أن يقال: معنى ذلك أنهم يستغفرون للكفار، بمعنى طلب هدايتهم والمغفرة لهم بعد ذلك، وعلى هذا النحو هو استغفار إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه، واستغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم للمنافقين، وبلغني أن رجلا قال لبعض الصالحين: ادع لي واستغفر لي، فقال له: تب واتبع سبيل الله يستغفر لك من هو خير مني، وتلا هذه الآية. وقال مطرف بن الشخير: وجدنا أنصح العباد للعباد الملائكة، وأغش العباد للعباد الشياطين، وتلا هذه الآية، وروى جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة سنة". وقرأت فرقة: "العرش" بضم العين، والجمهور على فتحها.
وقوله تعالى: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما}. نصب "رحمة" على التمييز، وفيه حذف تقديره: يقولون، ومعناه: وسعت رحمتك وعلمك كل شيء، وهذا نحو قولهم: "تفقأت شحما، وتصببت عرقا، وطبت نفسا". و"سبيل الله المتبعة" هي الشرائع). [المحرر الوجيز: 7/ 423-424]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "جنات عدن" على جمع الجنات، وقرأ الأعمش - في رواية المفضل -: "جنة عدن" على الإفراد، وكذلك هو في مصحف ابن مسعود رضي الله عنه، و"العدن": الإقامة.
وقوله تعالى: {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم}. روي عن سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه في تفسير ذلك: أن الرجل يدخل الجنة قبل قرابته، فيقول: أين أبي؟ أين أمي؟ أين زوجتي؟ فيلحقون به لصلاحهم، ولتنبيهه عليهم وطلبه إياهم، وهذه دعوة الملائكة، وقرأ عيسى بن عمر: "وذريتهم" بالإفراد). [المحرر الوجيز: 7/ 424]

تفسير قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "وقهم" أصله: أوقهم، حذفت الواو إتباعا لحذفها في المستقبل، واستغني عن ألف الوصل لتحرك القاف، ومعناه: اجعل لهم وقاية تقيهم السيئات، واللفظ يحتمل أن يكون الدعاء في أن يدفع الله عنهم العذاب اللاحق من السيئات، فيكون في اللفظ - على هذا - حذف مضاف، كأنه قال: وقهم جزاء السيئات). [المحرر الوجيز: 7/ 425]

رد مع اقتباس