عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 01:06 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلاّ بإذن اللّه فإذا جاء أمر اللّه قضي بالحقّ وخسر هنالك المبطلون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولقد أرسلنا} يا محمّد {رسلاً من قبلك} إلى أممها {منهم من قصصنا عليك} يقول: من أولئك الّذين أرسلناهم إلى أممهم من قصصنا عليك نبأهم {ومنهم من لم نقصص عليك} نبأهم.
وذكر عن أنسٍ أنّهم ثمانية آلافٍ.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا عليّ بن شعيبٍ السّمسار، قال: حدّثنا معن بن عيسى، قال: حدّثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمارٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالكٍ، قال: بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد ثمانية آلافٍ من الأنبياء، منهم أربعة آلافٍ من بني إسرائيل.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس، عن عتبة بن عتيبة البصريّ العبديّ، عن أبي سهلٍ، عن وهب بن عبد اللّه بن كعب بن سورٍ الأزديّ، عن سلمى، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: بعث اللّه أربعة آلاف نبيٍّ.
- حدّثني أحمد بن الحسين التّرمذيّ، قال: حدّثنا آدم بن أبي إياسٍ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن جابرٍ، عن ابن عبد اللّه بن نجيّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، في قوله: {منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} قال: بعث اللّه عبدًا حبشيًّا نبيًّا، فهو الّذي لم نقصص عليك.
وقوله: {وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلاّ بإذن اللّه} يقول تعالى ذكره: وما جعلنا لرسولٍ ممّن أرسلناه من قبلك الّذين قصصناهم عليك، والّذين لم نقصصهم عليك إلى أممها أن يأتي قومه بآيةٍ فاصلةٍ بينه وبينهم، إلاّ بإذن اللّه له بذلك، فيأتيهم بها؛ يقول جلّ ثناؤه لنبيّه: فلذلك لم يجعل لك أن تأتي قومك بما يسألونك من الآيات دون إذننا لك بذلك، كما لم نجعل لمن قبلك من رسلنا إلاّ أن نأذن له به {فإذا جاء أمر اللّه قضي بالحقّ} يقول: فإذا جاء قضاء اللّه بين رسله وأممها قضي بالحقّ يعني بالعدل، وهو أن ينجّي رسله والّذين آمنوا معهم {وخسر هنالك المبطلون} يقول: وهلك هنالك الّذين أبطلوا في قيلهم الكذب، وافترائهم على اللّه وادّعائهم له شريكًا). [جامع البيان: 20/367-369]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {منهم من قصصنا عليك} [غافر: 78].
- عن عليٍّ في قوله - تعالى - {منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} [غافر: 78] قال: بعث اللّه عبدًا حبشيًّا نبيًّا وهو ممّن لم يقصّ على محمّدٍ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه جابرٌ الجعفيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/102]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 78.
أخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {ومنهم من لم نقصص عليك} قال: بعث الله عبدا حبشيا نبيا فهو ممن لم يقصص على محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/77]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون (79) ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون (80) ويريكم آياته فأيّ آيات اللّه تنكرون}.
يقول تعالى ذكره: {اللّه} الّذي لا تصلح الألوهة إلاّ له أيّها المشركون به من قريشٍ {الّذي جعل لكم الأنعام} من الإبل والبقر والغنم والخيل، وغير ذلك من البهائم الّتي يقتنيها أهل الدّنيا؛ لمركبٍ أو لمطعمٍ {لتركبوا منها} يعني: الخيل والبغال والحمير {ومنها تأكلون} يعني الإبل والبقر والغنم. وقال: {لتركبوا منها} ومعناه: لتركبوا منها بعضًا ومنها بعضًا تأكلون، فحذف استغناءً بدلالة الكلام على ما حذف). [جامع البيان: 20/369]

تفسير قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى حاجة في صدوركم قال من بلد إلى بلد). [تفسير عبد الرزاق: 2/183]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولكم فيها منافعٌ} يقول: ولكم في الأنعام الّتي جعلها لكم منافعٌ، وذلك أن جعل لكم من جلودها بيوتًا تستخفّونها يوم ظعنكم، ويوم إقامتكم، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حينٍ.
وقوله: {ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم} يقول: ولتبلغوا بالحمولة على بعضها، وذلك الإبل حاجةً في صدوركم لم تكونوا لتبلغوها لولا هي، إلاّ بشقّ أنفسكم، كما قال جلّ ثناؤه: {وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم} يعني الإبل تحمل أثقالكم إلى بلدٍ.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم} لحاجتكم ما كانت.
وقوله: {وعليها} يعني: وعلى هذه الإبل، وما جانسها من الأنعام المركوبة {وعلى الفلك} يعني: وعلى السّفن {تحملون} يقول نحملكم على هذه في البرّ، وعلى هذه في البحر). [جامع البيان: 20/370]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم يعني حاجاتكم في الأسفار ما كانت). [تفسير مجاهد: 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 79 - 85
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} قال: أسفاركم لحاجتكم ما كانت، وفي قوله {وآثارا في الأرض} قال: المشي فيها بأرجلهم، وفي قوله {فرحوا بما عندهم من العلم} قال: قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وفي قوله {وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون} قال: ما جاءت به رسلهم من الحق). [الدر المنثور: 13/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} قال: من بلد إلى بلد، وفي قوله {سنة الله التي قد خلت في عباده} قال: سننه أنهم كانوا إذا رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم عند ذلك). [الدر المنثور: 13/77]

تفسير قوله تعالى: (وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ويريكم آياته} يقول: ويريكم حججه، {فأيّ آيات اللّه تنكرون} يقول: فأيّ حجج اللّه الّتي يريكم أيّها النّاس في السّماء والأرض تنكرون صحّتها، فتكذّبون من أجل فسادها بتوحيد اللّه، وتدعون من دونه إلهًا). [جامع البيان: 20/370]


رد مع اقتباس