عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:43 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ويستغفرون للذين آمنوا قال: قال مطرف بن عبد الله بن الشخير وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة ووجدنا أغش عباد الله لعباد الله الشياطين). [تفسير عبد الرزاق: 2/178-179]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فاغفر للذين تابوا قال تابوا من الشرك تابوا واتبعوا أي طاعتك). [تفسير عبد الرزاق: 2/179]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلمًا فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم}.
يقول تعالى ذكره: الّذين يحملون عرش اللّه من ملائكته، ومن حول عرشه، ممّن يحفّ به من الملائكة {يسبّحون بحمد ربّهم} يقول: يصلّون لربّهم بحمده وشكره {ويؤمنون به} يقول: ويقرّون باللّه أنّه لا إله لهم سواه، ويشهدون بذلك، لا يستكبرون عن عبادته {ويستغفرون للّذين آمنوا} يقول: ويسألون ربّهم أن يغفر للّذين أقرّوا بمثل إقرارهم من توحيد اللّه، والبراءة من كلّ معبودٍ سواه ذنوبهم، فيعفوها عنهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويستغفرون للّذين آمنوا} لأهل لا أله إلاّ اللّه.
وقوله: {ربّنا وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلمًا} وفي هذا الكلام محذوفٌ، وهو يقولون؛ ومعنى الكلام ويستغفرون للّذين آمنوا يقولون: يا ربّنا وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلمًا ويعني بقوله: {وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلمًا} وسعت رحمتك وعلمك كلّ شيءٍ من خلقك، فعلمت كلّ شيءٍ، فلم يخف عليك شيءٌ، ورحمت خلقك، ووسعتهم برحمتك.
وقد اختلف أهل العربيّة في وجه نصب الرّحمة والعلم، فقال بعض نحويّي البصرة: انتصاب ذلك كانتصاب لك مثله عبدًا، لأنّك قد جعلت وسعت كلّ شيءٍ، وهو مفعولٌ له، والفاعل التّاء، وجاء بالرّحمة والعلم تفسيرًا، وقد شغلت عنهما بالفعل كما شغلت المثل بالهاء، فلذلك نصبته تشبيهًا بالمفعول بعد الفاعل.
وقال غيره: هو من المنقول، وهو مفسّرٌ، وسعت رحمته وعلمه، ووسع هو كلّ شيءٍ رحمةً، كما تقول: طابت به نفسي، وطبت به نفسًا، وقال: أما لك مثله عبدًا، فإنّ المقادير لا تكون إلاّ معلومةً مثل عندي رطل زيتًا، والمثل غير معلومٍ، ولكن لفظه لفظ المعرفة والعبد نكرةٌ، فلذلك نصب العبد، وله أن يرفع، واستشهد لقيله ذلك بقول الشّاعر:
ما في معدٍّ والقبائل كلّها = قحطان مثلك واحدٌ معدود
وقال: ردّ الواحد على (مثل) لأنّه نكرةٌ، قال: ولو قلت: ما مثلك رجلٌ، ومثلك رجلٌ، ومثلك رجلاً، جاز، لأنّ مثل يكون نكرةٌ، وإن كان لفظها معرفةً.
وقوله: {فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك} يقول: فاصفح عن جرم من تاب من الشّرك بك من عبادك، فرجع إلى توحيدك، واتّباع أمرك ونهيك.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فاغفر للّذين تابوا} من الشّرك.
وقوله: {واتّبعوا سبيلك} يقول: وسلكوا الطّريق الّذي أمرتهم أن يسلكوه، ولزموا المنهاج الّذي أمرتهم بلزومه، وذلك الدّخول في الإسلام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {واتّبعوا سبيلك} أي طاعتك.
وقوله: {وقهم عذاب الجحيم} يقول: واصرف عن الّذين تابوا من الشّرك، واتّبعوا سبيلك عذاب النّار يوم القيامة). [جامع البيان: 20/283-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 7 - 9.
أخرج أبو يعلى، وابن مردويه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبيه وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون). [الدر المنثور: 13/16-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح، عن جابر رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة). [الدر المنثور: 13/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حبان بن عطية رضي الله عنه قال: حملة العرش ثمانية، أقدامهم مثقفة في الأرض السابعة ورؤوسهم قد جاوزت السماء السابعة وقرونهم مثل طولهم عليها العرش). [الدر المنثور: 13/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ذاذان رضي الله عنه قال: حملة العرش أرجلهم في التخوم لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور). [الدر المنثور: 13/17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان عن هرون بن رباب رضي الله عنه قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم، يقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، وأربعة منهم يقولون: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك). [الدر المنثور: 13/17-18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن أبي حاتم من طريق أبي قبيل أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: حملة العرش ثمانية، ما بين موق أحدهم إلى مؤخرة عينيه مسيرة خمسمائة عام). [الدر المنثور: 13/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال: حملة العرش الذي يحملونه لكل ملك منهم أربعة وجوه وأربعة أجنحة جناحان على وجهه ينظر إلى العرش فيصعق وجناحان يطير بهما، أقدامهم في الثرى والعرش على أكتافهم، لكل واحد منهم وجه ثور ووجه أسد ووجه إنسان ووجه نسر، ليس لهم كلام إلا أن يقولوا: قدوس الله القوي ملأت عظمته السموات والأرض). [الدر المنثور: 13/18]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال: حملة العرش أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدوا بأربعة آخرين، ملك منهم في صورة إنسان يشفع لبني آدم في أرزاقهم وملك منهم في صورة نسر يشفع للطير في أرزاقهم وملك منهم في صورة ثور يشفع للبهائم في أرزاقهم وملك في صورة أسد يشفع للسباع في أرزاقهم، فلما حملوا العرش وقعوا على ركبهم من عظمة الله فلقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله فاستووا قياما على أرجلهم). [الدر المنثور: 13/18-19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن مكحول رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في حملة العرش أربعة أملاك، ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور فما زال غضبان مذ يوم العجل إلى ساعتي هذه وملك على صورة سيد الطير وهو النسر). [الدر المنثور: 13/19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أم سعد رضي الله عنها قالت: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول العرش على ملك من لؤلؤة على صورة ديك رجلاه في تخوم الأرض وجناحاه في الشرق وعنقه تحت العرش). [الدر المنثور: 13/19]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: حملة العرش كلهم على صور، قيل: يا عكرمة وما صور فأمال خده قليلا). [الدر المنثور: 13/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ميسرة رضي الله عنه قال: لا تستطيع الملائكة الذين يحملون العرش أن ينظروا إلى ما فوقهم من شعاع النور). [الدر المنثور: 13/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حملة العرش ما بين منكب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام وذكر: أن خطوة تلك الملك ما بين المشرق والمغرب). [الدر المنثور: 13/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ميسرة رضي الله عنه قال: حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم وهم أشد خوفا من أهل السماء السابعة وأهل السماء السابعة أشد خوفا من أهل السماء التي تليها وأهل السماء التي تليها أشد خوفا من التي تليها). [الدر المنثور: 13/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عروة رضي الله عنه قال: حملة العرش منهم من صورته صورة الإنسان ومنهم من صورته صورة النسر ومنهم من صورته صورة الثور ومنهم من صورته صورة الأسد). [الدر المنثور: 13/20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن الملائكة الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية). [الدر المنثور: 13/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال: ما جمعكم قالوا: اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته فقال: لن تدركوا التفكر في عظمته، ألا أخبركم ببعض عظمة ربكم قيل: بلى يا رسول الله قال: إن ملكا من حملة العرش يقال له إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله، قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة في مثله من خليقة ربكم تعالى). [الدر المنثور: 13/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: في بعض القراءة الذين يحملون العرش فالذين حوله الملائكة يسبحون بحمد ربهم). [الدر المنثور: 13/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ويستغفرون للذين آمنوا} قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: وجدنا أنصح عباد الله لعباده الملائكة عليهم السلام ووجدنا أغش عباد الله لعباده الشياطين). [الدر المنثور: 13/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: في بعض القراءة {الذين يحملون العرش} في قوله فاغفر للذين تابوا من الشرك واتبعوا سبيلك قال: طاعتك وفي قوله {وأدخلهم جنات عدن} قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا كعب ما عدن قال: قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل وفي قوله {وقهم السيئات} قال: العذاب). [الدر المنثور: 13/21-22]

تفسير قوله تعالى: (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم قال بلغني أن عمر بن الخطاب قال يا كعب ما عدن قال قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل). [تفسير عبد الرزاق: 2/178]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ربّنا وأدخلهم جنّات عدنٍ الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم إنّك أنت العزيز الحكيم}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن دعاء ملائكته لأهل الإيمان به من عباده، تقول: يا {ربّنا وأدخلهم جنّات عدنٍ} يعني: بساتين إقامةً {الّتي وعدتهم} يعني الّتي وعدت أهل الإنابة إلى طاعتك أن تدخلهموها {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم} يقول: وأدخل مع هؤلاء الّذين تابوا {واتّبعوا سبيلك} جنّات عدنٍ من صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم، فعمل بما يرضيك عنه من الأعمال الصّالحة في الدّنيا، وذكر أنّه يدخل مع الرّجل أبواه وولده وزوجته الجنّة، وإن لم يكونوا عملوا عمله، بفضل رحمة اللّه إيّاه.
- كما حدّثنا أبو هشامٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ العجليّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سعيدٍ، قال: يدخل الرّجل الجنّة، فيقول: أين أبي، أين أمّي، أين ولدي، أين زوجتي، فيقال: لم يعملوا مثل عملك، فيقول: كنت أعمل لي ولهم، فيقال: أدخلوهم الجنّة؛ ثمّ قرأ {جنّات عدنٍ الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم}.
فـ{من} إذن، إذ كان ذلك معناه، في موضع نصبٍ عطفًا على الهاء والميم في قوله {وأدخلهم} وجائزٌ أن يكون نصبًا على العطف على الهاء والميم في وعدتهم.
{إنّك أنت العزيز الحكيم} يقول: إنّك أنت يا ربّنا العزيز في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره خلقه). [جامع البيان: 20/285-286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: في بعض القراءة {الذين يحملون العرش} في قوله فاغفر للذين تابوا من الشرك واتبعوا سبيلك قال: طاعتك وفي قوله {وأدخلهم جنات عدن} قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا كعب ما عدن قال: قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل وفي قوله {وقهم السيئات} قال: العذاب). [الدر المنثور: 13/21-22] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وقهم السيئات قال قهم العذاب ومن تق العذاب يومئذ فقد رحمته). [تفسير عبد الرزاق: 2/179]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقهم السّيّئات ومن تق السّيّئات يومئذٍ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم}.
يقول تعالى ذكره بقوله مخبرًا عن قيل ملائكته: وقهم: اصرف عنهم سوء عاقبة سيّئاتهم الّتي كانوا أتوها قبل توبتهم وإنابتهم، يقولون: لا تؤاخذهم بذلك، فتعذّبهم به {ومن تق السّيّئات يومئذٍ فقد رحمته} يقول: ومن تصرف عنه سوء عاقبة سيّئاته بذلك يوم القيامة، فقد رحمته، فنجّيته من عذابك {وذلك هو الفوز العظيم} لأنّه من نجا من النّار وأدخل الجنّة فقد فاز، وذلك لا شكّ هو الفوز العظيم.
وبنحو الّذي قلنا في معنى السّيّئات قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وقهم السّيّئات} أي العذاب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يعمر بن بشرٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن معمرٍ، عن قتادة، عن مطرّفٍ، قال: وجدنا أنصح العباد للعباد الملائكة وأغشّ العباد للعباد الشّياطين، وتلا: {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم} الآية.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال مطرّفٌ: وجدنا أغشّ عباد اللّه لعباد اللّه الشّياطين، ووجدنا أنصح عباد اللّه لعباد اللّه الملائكة). [جامع البيان: 20/286-287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: في بعض القراءة {الذين يحملون العرش} في قوله فاغفر للذين تابوا من الشرك واتبعوا سبيلك قال: طاعتك وفي قوله {وأدخلهم جنات عدن} قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا كعب ما عدن قال: قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل وفي قوله {وقهم السيئات} قال: العذاب). [الدر المنثور: 13/21-22] (م)


رد مع اقتباس