عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 22 رجب 1440هـ/28-03-2019م, 03:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

فصل في إدغام لام التعريف
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فصل في إدغام لام التعريف
اعلم أن أكثر إدغام حرف الفم بعضها في بعض يقوى ويحسن، لاشتراك الحرفين في إدغام لام التعريف فيهما، فلما اشتركا في إدغام لام التعريف فيهما حسن إدغام أحدهما في الآخر لذلك الاشتراك، هذا هو الأكثر في علة إدغام حروف الفم بعضها في بعض، فاضبط هذا الأصل، واعلم أن لام التعريف تدغم في أربعة عشر حرفًا بلا اختلاف في ذلك، وهن: التاء والثاء والدال والذال والراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء واللام والنون، وعلة إدغام لام التعريف في هذه الحروف أن مخرجها من مخارج هذه الحروف في الفم، فلما سكنت ولزمها السكون أشبهت اجتماع المثلين، والأول ساكن، وكثر الاستعمال لها، مع أن أكثر هذه الحروف أقوى من اللام، ليس منها ما ينقص عن قوة اللام إلا التاء، فكان في إدغامها فيهن قوة لها، فأدغمت فيها لذلك، ولا تدغم في باقي حروف الفم، لتباعدها عن مخرج الفم منهن أو في الصفة أو في القوة، فإن وقعت، قبل هذه الحروف، لام ساكنة، غير لام التعريف، لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/141]
تدغم فيهن، نحو: ألسنة جمع لسان، ونحو: «ألزمه وألصقه وألثمه» وشبهه، وعلة ذلك أن لام التعريف لا تتحرك أبدًا، فلزمها السكون، فقويت، في الإدغام، ولأن لام التعريف كثر استعمالها، وهذه اللامات، غير لام التعريف، قد تتحرك ويقل استعمالها، وتقول: لسنته ولصقت به ولزمته، فتحرك اللام، فلما لم تلزم اللام في هذا لم يلزها الإدغام، وعلة أخرى وذلك أنهم فرقوا بين اللام الزائدة، وهي لام التعريف، وبين اللام الأصلية، وهي لام ألسنة وألصقه وشبهه، لأنها فاء الفعل، وأيضًا فإن الأصل الإظهار، فجرت الأصلية على الأصل، وهو الإظهار، وأدغمت لام التعريف للفرق بين اللام الأصلية واللام الزائدة، وكانت الأصلية أولى بالإظهار؛ لأنه الأصل، فجرى الأصل على الأصل، وهو الإظهار، وجرى الزائد على الفرع وهو الإدغام. وكانت لام التعريف أولى بالإدغام لأنه تخفيف، وهو كثير التصرف لدخولها على النكرات إلا اليسير. وحجة أخرى، وهو أنك لو أدغمت اللام الأصلية في «ألسنة» لأشبه قولك «السنة» وهو النوم، فكان الإظهار أولى بها، فإذا اشترك الحرفان في إدغام لام التعريف فيهما قوي إدغام أحدهما في الآخر، ما لم يمنع من ذلك علة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/142]


رد مع اقتباس