عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال مسلّيًا له: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} كما قال في "سورة النّساء" سواءٌ، أي: منهم من أوحينا إليك خبرهم وقصصهم مع قومهم كيف كذّبوهم ثمّ كانت للرّسل العاقبة والنّصرة، {ومنهم من لم نقصص عليك} وهم أكثر ممّن ذكر بأضعاف أضعافٍ، كما تقدّم التّنبيه على ذلك في سورة النّساء، وللّه الحمد والمنّة.
وقوله: {وما كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلا بإذن اللّه} أي: ولم يكن لواحدٍ من الرّسل أن يأتي قومه بخارقٍ للعادات، إلّا أن يأذن اللّه له في ذلك، فيدلّ ذلك على صدقه فيما جاءهم به، {فإذا جاء أمر اللّه} وهو عذابه ونكاله المحيط بالمكذّبين {قضي بالحقّ} فينجو المؤمنون، ويهلك الكافرون؛ ولهذا قال: {وخسر هنالك المبطلون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 158-159]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه الّذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون (79) ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون (80) ويريكم آياته فأيّ آيات اللّه تنكرون (81)}
يقول تعالى ممتنًّا على عباده، بما خلق لهم من الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} [يس: 72]، فالإبل تركب وتؤكل وتحلب، ويحمل عليها الأثقال في الأسفار والرّحال إلى البلاد النّائية، والأقطار الشّاسعة. والبقر تؤكل، ويشرب لبنها، وتحرث عليها الأرض. والغنم تؤكل، ويشرب لبنها، والجميع تجزّ أصوافها وأشعارها وأوبارها، فيتّخذ منها الأثاث والثّياب والأمتعة كما فصّل وبيّن في أماكن تقدّم ذكرها في "سورة الأنعام"، و "سورة النّحل"، وغير ذلك؛ ولهذا قال هاهنا: {لتركبوا منها ومنها تأكلون. ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 159]

تفسير قوله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ويريكم آياته} أي: حججه وبراهينه في الآفاق وفي أنفسكم، {فأيّ آيات اللّه تنكرون} أي: لا تقدرون على إنكار شيءٍ من آياته، إلّا أن تعاندوا وتكابروا). [تفسير ابن كثير: 7/ 159]

رد مع اقتباس