عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك} الآية رد على العرب، الذين قالوا: إن الله لا يبعث بشرا رسولا، واستبعدوا ذلك، وقوله تعالى: {منهم من قصصنا عليك}، قال النقاش: هم أربعة وعشرون، وقوله تعالى: {ومنهم من لم نقصص عليك} روي من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل بعث ثمانية آلاف رسول"، وروي عن سلمان، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "بعث الله أربعة آلاف نبي"، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "بعث الله رسولا من الحبشة أسود" وهو الذي لم يقص على محمد صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ساقه على أن هذا الحبشي مثال لمن لم يقص، لا أنه هو المقصود وحده، فإن هذا بعيد.
وقوله تعالى: {وما كان لرسول} رد على قريش في إنكارهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إنه كاذب على الله تعالى، والإذن يتضمن علما وتمكينا، فإذا اقترن به أمر، قوي كما هو في إرسال النبي، ثم قال تعالى: {فإذا جاء أمر الله} أي إذا أراد الله إرسال رسول وبعثة نبي، قضى ذلك وأنفذه بالحق، وخسر كل مبطل، وحصل على فساد آخرته، وتحتمل الآية معنى آخر، وهو أن يريد بـ"أمر الله" القيامة، فتكون الآية توعدا لهم).[المحرر الوجيز: 7/ 458]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون * ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون * ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون * أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون}
هذه آيات عبر وتعديد نعم، و"الأنعام": الأزواج الثمانية، و"منها" الأولى للتبعيض، لأن المذكور ليس كل الأنعام، بل الإبل خاصة، و"منها" الثانية لبيان الجنس; لأن الجميع منها يؤكل، وقال الطبري في هذه الآية: إن الأنعام تعم الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير وغير ذلك مما ينتفع به في البهائم، فـ"منها" في الموضعين للتبعيض - على هذا - لكنه قول ضعيف، وإنما الأنعام: الأزواج الثمانية التي ذكر الله فقط،
ثم ذكر تعالى المنافع ذكرا مجملا، لأنها أكثر من أن تحصى.
وقوله تعالى: {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} يريد قطع المهامه الطويلة والمشاق البعيدة، و"الفلك": السفن، وهو هنا جمع، و"تحملون" يريد: برا وبحرا، وذكر تعالى الحمل عليها، وقد تقدم ذكر ركوبها لأن المعنى مختلف في الأمرين وبينهما تغاير; لأن الركوب هو المتعارف فيما قرب، واستعمل في القرى والمواطن، فهو نظير الأكل منها وسائر المنافع، ثم خصص بعد ذلك السفر الأطول وحوائج الصدور مع البعد، وهذا هو الحمل الذي قرنه بشبيهه من أمر السفن). [المحرر الوجيز: 7/ 458-459]

تفسير قوله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر الله تعالى آياته عامة جامعة لكل عبرة وموضع نظر، وهذا غير منحصر لاتساعه، ولأن في كل شيء له آية تدل على وحدانيته، ثم قررهم - على جهة التوبيخ - بقوله: {فأي آيات الله تنكرون}؟). [المحرر الوجيز: 7/ 459]

رد مع اقتباس