عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصدع بأنه نهي عن عبادة الأصنام التي عبدها الكفار من دون الله سبحانه وتعالى، ووقع النهي لما جاءه الوحي والهدى من ربه، وأمر بالإسلام الذي هو الإيمان والأعمال. وقوله تعالى: {لرب العالمين} أي أن أستسلم لرب العالمين وأخضع له بالطاعة). [المحرر الوجيز: 7/ 454-455]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين تعالى أمر الوحدانية والألوهية بالعبرة في ابن آدم وتدريج خلقه، فأوله خلق آدم عليه السلام من تراب من طين لازب، فجعل البشر من التراب كما كان منسلا من المخلوق من التراب، وقوله: {من نطفة} إشارة إلى التناسل من آدم فمن بعده و"النطفة" [هي] الماء الذي خلق المرء منه، و"العلقة": الدم الذي يصير من النطفة، و"الطفل" هنا اسم جنس، و"بلوغ الأشد" اختلف فيه، فقيل: ثلاثون، وقيل: ستة وثلاثون، وقيل: أربعون، وقيل: ستة وأربعون، وقيل: عشرون، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: خمسة عشر، وهذه الأقوال الأخيرة ضعيفة في الأشد.
وقوله تعالى: {ومنكم من يتوفى من قبل} عبارة تتردد في الأدراج المذكورة كلها، فمن الناس من يموت قبل أن يخرج طفلا، وآخرون قبل الأشد، وآخرون قبل الشيخوخة، وقوله تعالى: {ولتبلغوا أجلا مسمى} أي: هذه الأصناف كلها مخلوقة ميسرة ليبلغ كل واحد منها أجلا مسمى لا يتعداه ولا يتخطاه، ولتكون معتبرا، ولعلكم أيها البشر تعقلون الحقائق إذا نظرتم في هذا وتدبرتم حكمة الله). [المحرر الوجيز: 7/ 455]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون * الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون * إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون * ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين}
قوله تعالى: {فإذا قضى أمرا} عبارة عن إنقاذ الإيجاد، وإخراج المخلوق من العدم، وإيجاد الموجودات هو بالقدرة، واقتران الأمر بذلك هو عظمة في الملك وتخضيع للمخلوقات وإظهار للقدرة، والأمر للموجد إنما يكون في حين تلبس القدرة بإيجاده، لا قبل ذلك، لأنه حينئذ لا يخاطب في معنى الوجود والكون، ولا بعد ذلك، لأن ما هو كائن لا يقال له: كن). [المحرر الوجيز: 7/ 455-456]

رد مع اقتباس