عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 01:04 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي نهيت أن أعبد الّذين تدعون من دون اللّه لمّا جاءني البيّنات من ربّي وأمرت أن أسلم لربّ العالمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك من قريشٍ {إنّي نهيت} أيّها القوم {أن أعبد الّذين تدعون من دون اللّه} من الآلهة والأوثان، {لمّا جاءني البيّنات من ربّي} يقول: لمّا جاءني الآيات الواضحات من عند ربّي، وذلك آيات كتاب اللّه الّذي أنزله عليه {وأمرت أن أسلم لربّ العالمين} يقول: وأمرني ربّي أن أذلّ لربّ العالمين ربّ كلّ شيءٍ، ومالك كلّ خلقٍ بالخضوع، وأخضع له بالطّاعة دون غيره من الأشياء). [جامع البيان: 20/358-359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 66.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا: يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك، فأنزل الله تعالى {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين} ). [الدر المنثور: 13/73-74]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي خلقكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ ثمّ يخرجكم طفلاً ثمّ لتبلغوا أشدّكم ثمّ لتكونوا شيوخًا ومنكم من يتوفّى من قبل ولتبلغوا أجلاً مسمًّى ولعلّكم تعقلون}.
يقول تعالى ذكره آمرًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بتنبيه مشركي قومه على حججه عليهم في وحدانيّته: قل يا محمّد لقومك: أمرت أن أسلم لربّ العالمين الّذي صفته هذه الصّفات. وهي أنّه خلق أباكم آدم {من ترابٍ ثمّ} خلقكم {من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ} بعد أن كنتم نطفًا {ثمّ يخرجكم طفلاً} من بطون أمّهاتكم صغارًا، {ثمّ لتبلغوا أشدّكم} فتتكامل قواكم، ويتناهى شبابكم، وتمام خلقكم، ثمّ لتكونوا من بعد ما تناهى كمال قواكم وتمام خلقكم شيوخًا {ومنكم من يتوفّى من قبل} أن يبلغ الشّيخوخة {ولتبلغوا أجلاً مسمًّى} يقول: ولتبلغوا ميقاتًا مؤقّتًا لحياتكم، وأجلاً محدودًا لا تجاوزونه، ولا تتقدّمون قبله {ولعلّكم تعقلون} يقول: وكي تعقلوا حجج اللّه عليكم بذلك، وتتدبّروا آياته فتعرفوا بها أنّه لا إله غيره فعل ذلك). [جامع البيان: 20/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 67 - 70
أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: يثغر الغلام لسبع ويحتلم لأربعة عشر وينتهي طوله لاحدى وعشرين وينتهي عقله لثمان وعشرين ويبلغ أشده لثلاث وثلاثين). [الدر المنثور: 13/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه {ومنكم من يتوفى من قبل} قال: من قبل أن يكون شيخا {ولتبلغوا أجلا مسمى} الشيخ والشاب {ولعلكم تعقلون} عن ربكم أنه يحييكم كما أماتكم وهذه لأهل مكة كانوا يكذبون بالبعث). [الدر المنثور: 13/74]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون (68) ألم تر إلى الّذين يجادلون في آيات اللّه أنّى يصرفون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم يا محمّد: {هو الّذي يحيي ويميت} يقول قل لهم: ومن صفته جلّ ثناؤه أنّه هو الّذي يحيي من يشاء بعد مماته، ويميت من يشاء من الأحياء بعد حياته و{إذا قضى أمرًا} يقول: وإذا قضى كون أمرٍ من الأمور الّتي يريد تكوينها {فإنّما يقول له كن} يعني للّذي يريد تكوينه كن، فيكون ما أراد تكوينه موجودًا بغيرٍ معاناةٍ، ولا كلفة مؤنةٍ). [جامع البيان: 20/359-360]


رد مع اقتباس