عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 14 شوال 1434هـ/20-08-2013م, 01:08 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((وما تخفي صدورهم أكبر) [118] وقف تام. وكذلك في «براءة» (ورضوان من الله أكبر) [72].
وفي العنكبوت: (ولذكر الله أكبر) [45].

(قل موتوا بغيظكم) [119] وقف حسن.
(لا يضركم كيدهم شيئا) [120] وقف حسن.)
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/582 - 583]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({صدورهم أكبر} تام. ومثله في التوبة {ورضوانٌ من الله أكبر} وفي العنكبوت {ولذكر الله أكبر}.
{تعقلون} تام {بغيظكم} كاف. {بذات الصدور} تام. {كيدهم شيئًا} كاف.
{بما يعملون محيط} تام.)
[المكتفى: 206 - 207]

قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({خبالاً- 118 – ط}. {ما عنتم- 118 – ج} للابتداء بقد، وإضمار واو الحال، أي: وقد. [{أفواههم – 118 – ط} والوصل أجوز، لأن الغرض بيان أن مستور بغضائهم أكبر من مظهرها].
{أكبر – 118- ط}. {كله – 119 – ج} [للعطف مع الحذف، أي: وهم لا يؤمنون بكتابكم]. {آمنا- 119}

قد قيل، والوصل أولى لأن المقصود بيان تناقض حاليهم في النفاق. {من الغيظ- 119- ط}. {بغيظكم – 119 – ط}.
{تسؤهم- 120} قد يجوز لابتداء [شرط آخر]، والوصل أجوز، لأن المقصود بيان تضاد حاليهم. {يفرحوا بها – 120 – ط} لتناهي وصف الذم لهم، وابتداء شرط على المؤمنين. {شيئًا- 120 – ط}.)
[علل الوقوف: 1/386 - 387]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (من دونكم ليس بوقف لأنَّ جملة لا يألونكم خبالاً مفسرة لحال البطانة الكافرة والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذميًا وتلا هذه الآية عليه وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة ألا يكتب عنك فقال إذًا أتخذ بطانة سوء لأنَّه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بعضنا وتكذيب نبينا وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا وما أحسن قول الطرطوشي لما دخل على الخليفة بمصر وكان من الفاطميين ورآه سلَّم قياده لوزيره الراهب ونفذ كلمته المشؤمة حتى في الطرطوشي ورآه مغضبًا عليه فأنشده
يا أيها الملك الذي جوده = يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شرفت من أجله = يزعم هذا إنَّه كاذب
فغضب الخليفة عند سماع ذلك فأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل وأقبل على الطرطوشي وأكرمه بعد عزمه على أذيته وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصرفهم كما قيل فيهم
لعن النصارى واليهود لأنَّهم = بلغوا بمكرهم بنا الآمالا
جعلوا أطباء وحسابًا لكي = يتقاسموا الأرواح والأموالا
وجاءت لهذا الملك امرأة وكان وزيره يهوديًا وكاتبه نصرانيًا وقالت له فبالذي أعز اليهود بموسى والنصارى بعيسى وأذل المسلمين بك إلاَّ نظرت في ظلامتي
ما عنتم (حسن) فما مصدرية أي ودوا عنتم أي هم لا يكتفون ببغضكم حتى يصرحوا بذلك بأفواههم
أكبر (أحسن) مما قبله للابتداء بقد
تعقلون (كاف)
بالكتاب كله (صالح)
آمنا الأولى وصله لأنَّ المقصود بيان تناقض أحوالهم في النفاق
من الغيظ (كاف) ومثله بغيظكم للابتداء بإن
الصدور (تام)
تسؤهم (حسن) للابتداء بالشرط
يفرحوا بها (أحسن منه) لتناهي وصف الذم لهم وللابتداء بالشرط
كيدهم شيئًا (كاف) للابتداء بإن
محيط (تام))
[منار الهدى: 86 - 87]

- تفسير


رد مع اقتباس