عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 09:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (138) إلى الآية (140) ]

{وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}

قوله تعالى: {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أُبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس وابن الزبير والأعمش وعكرمة وعمرو بن دينار: [حَرْثٌ حِرْج]، وقراءة الناس: {حِجْرٌ} .
قال أبو الفتح: قد قدمنا في كتابنا الخصائص صدرًا صالحًا من تقلب الأصل الواحد والمادة الواحدة إلى صور مختلفة يَخْطِمها كلها معنى واحد، ووسمناه بباب الاشتقاق الأكبر،
[المحتسب: 1/231]
نحو: ك ل م، ك م ل، م ل ك، م ك ل، ل ك م، ل م ك، وإنها مع التأمل لها ولين مَعطِف الفكر إليها آئلة إلى موضع واحد ومترامية نحو غرض غير مختلف، كذلك أيضًا يقال: ح ج ر، ج ر ح، ح ر ج، ر ج ح، ج ح ر. وأما ر ح ج فمهمل فيما علمنا، فالتقاء معانيها كلها إلى الشدة والضيق والاجتماع، من ذلك الحِجْر وما تصرف منه، نحو: انحجر، واستحجر الطين، والحُجرة وبقيته، وكله إلى التماسك في الضيق. ومنه الحرَج: الضيق، والحِرْج مثله، والْحَرجَةُ: ما التف من الشجر فلم يكن دخوله، ومنه الْحُجر وبابه لضيقه، ومنه الْجَرْح لمخالطة الحديد للحم وتلاحمه عليه، ومنه رجح الميزان؛ لأنه مال أحد شقيه نحو الأرض؛ فقرب منها، وضاق ما كان واسعًا بينه وبينها.
فإن قلت: فإنه إذا مال أحدهما إلى الأرض فقد بعُد الآخر منها، قيل: كلامنا على الراجح، والراجح هو الداني إلى الإرض. فأما الآخر فلا يقال له: راجح، فليزم ما ألزمته، وإذا ثبت ذلك -وقد ثبت- فكذلك قوله تعالى: [حَرثٌ حِرْج] في معنى {حِجْر}، معناه عندهم: أنها ممنوعة محجورة أن يَطْعَمَها إلا من يشاءون أن يُطعموه إيَّاها بزعمهم). [المحتسب: 1/232]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (57- {بِزُعْمِهِمْ} [آية/ 139] مضمومة الزاي:-
قرأها الكسائي وحده، وكذلك الحرف الآخر، وقرأ الباقون {بِزَعْمِهِمْ} مفتوحة الزاي في الحرفين.
والوجه أن الزعم والزعم لغتان). [الموضح: 505]

قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جل وعزّ: (وإن يكن ميتةً... (139).
قرأ ابن كثير (وإن تكن ميتةٌ) بالياء والرفع في (ميتةٌ).
وقرأ ابن عامر (وإن تكن) بالتاء (ميتةٌ) رفعًا أيضًا، وروى الأعشى عن أبي بكر (وإن يكن) بالياء (ميتةً) نصبا مثل رواية حفص.
وفي رواية يحيى بن آدم (وإن تكن ميتةً) بالتاء والفتح في (ميتةً).
وقرأ الباقون (وإن يكن ميتةً) نصبا.
[معاني القراءات وعللها: 1/390]
قال أبو منصور: من قرأ (وإن يكن) بالياء، والرفع في (ميتةٌ) فالتذكير على المعنى، كأنه أريد بالميتة شيء من الميتات.
وقد قيل: إن التذكير لأن (كان) مكتفية ها هنا.
ومن قرأ (وإن تكن ميتة) بالتاء فهو جيد بالغ؛ لأن الميتة مؤنثة.
ومن قرأ (وإن يكن ميتة) جعل (يكن) للفظ (ما)، ونصب (ميتةً)؛ لأنه خبر كان). [معاني القراءات وعللها: 1/391]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (51- وقوله تعالى: {إن يكن ميتة} [139].
قرأ ابن عامر {تكن} بالتاء {ميتة} بالرفع.
وقرأ ابن كثير {يكن} بالياء و{ميتة} بالرفع أيضًا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر {تكن} بالتاء {ميتة} بالنصب.
وقرأ الباقون {يكن} بالياء و{ميتة} نصبًا. فمن نصب جعلها خبر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/171]
«كان» والاسم المضمر في «ما» في قوله: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام} فلذلك ذكر الفعل للفظ «ما» ومن أنث الفعل ونصبه رده على معنى «ما»، أو على الأنعام ومن رفع {ميتة} جعل «تكن» تحدث وتقع، أيك إلا أن تقع ميتة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/172]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: [وإن يكن ميتة في الرفع والنصب] [الأنعام/ 139].
فقرأ ابن كثير: وإن يكن بالياء ميتة* رفعا خفيفا.
وقرأ ابن عامر: وإن تكن بالتاء، ميتة* رفعا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر [وإن تكن] بالتاء، ميتة نصبا، وروى حفص عنه بالياء ميتة نصبا.
وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائيّ: يكن بالياء، ميتة نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/414]
قراءة ابن كثير: وإن يكن بالياء، ميتة* رفعا، أنه لم يلحق الفعل علامة التأنيث لمّا كان الفاعل المسند إليه تأنيثه غير حقيقي، ولم يجعل في يكن شيئا.
والمعنى: وإن وقع ميتة، أو حدث ميتة.
وألحق ابن عامر الفعل علامة التأنيث، لما كان الفاعل في اللفظ مؤنثا، وأسند الفعل إلى الميتة، كما فعل ذلك ابن كثير.
وأما قراءة أبي عمرو ومن تبعه وإن يكن ميتة فإنه ذكّر الفعل لأنه مسند إلى ضمير ما تقدم في قوله: ما في بطون هذه الأنعام [الأنعام/ 139]، وهو مذكّر، وانتصب الميتة لما كان الفعل مسندا إلى الضمير، ولم يسنده إلى الميتة، كما فعل ابن كثير وابن عامر.
وأما قراءة عاصم في رواية أبي بكر، تكن* بالتاء.
ميتة فإنّه أنّث، وإن كان المتقدم مذكرا لأنه حمله على المعنى، وما في بطون الأنعام حوران فحمل على المعنى كما قالوا: ما جاءت حاجتك، فأنث الضمير لمّا كان في المعنى حاجة.
ورواية حفص يكن بالياء، ميتة على لفظ المتقدم الذي هو مذكر). [الحجة للقراء السبعة: 3/415]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس بخلاف والأعرج وقتادة وسفيان بن حسين: [خالِصَةً].
وقرأ: [خالصًا] سعيد بن جبير.
وقرأ: [خالِصُه] ابن عباس بخلاف والزهري والأعمش وأبو طالوت.
وقرأ: [خالِصٌ] ابن عباس وابن مسعود والأعمش بخلاف.
قال أبو الفتح: أما قراءة العامة: {خَالِصَةٌ} فتقديره: ما في بطون هذه الأنعام خالصة لنا؛ أي: خالص لنا، فأنث للمبالغة في الخلوص، كقولك: زيد خالِصَتِي، كقولك: صَفِيِّي وثقتي؛ أي: المبالغ في الصفاء والثقة عندي، ومنه قولهم: فلان خاصَّتي من بين الجماعة؛ أي: خاصِّي الذي يخصني، والتاء فيه للمبالغة وليكون أيضًا بلفظ المصدر، نحو: العاقبة والعافية، والمصدر إلى الجنسية، فهي أعم وأوكد.
ويدلك على إرادة اسم الفاعل هنا -أي: خالص- قراءة سعيد بن جبير [خَالِصًا]، وعليه
[المحتسب: 1/232]
القراءة الأخرى: [خَالِصٌ لذكورنا]، والقراءة الأخرى: [خالِصُه لِذكورنا]، ألا تراه اسم فاعل وإن كان مضافًا؟ لكن الكلام في نصب خَالِصًا وخالِصةً، وفيه جوابان:
أحدهما: أن يكون حالًا من الضمير في الظرف الجاري صلة على "ما"، كقولنا: الذي في الدار قائمًا زيد.
والآخر: أن يكون حالًا من "ما" على مذهب أبي الحسن في إجازته تقديم الحال على العامل فيها إذا كان معنى بعد أن يتقدم صاحب الحال عليها، كقولنا: زيد قائمًا في الدار.
واحتج في ذلك بقول الله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، فيجوز على هذا في العربية لا في القراءة؛ لأنها سنة لا تُخالَف [وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٍ بِيَمِينِهِ].
فإن قلت: فهل يجوز أن يكون [خالصًا] "وخالصةً" حالًا من الضمير في لنا؟ قيل: هذا غير جائز؛ وذلك أنه تَقدَّم على العامل فيه وهو معنى وعلى صاحب الحال، وهذا ليس على ما بَيَّنَا.
ولا يجوز أن يكون "خالصةً" حالًا من الأنعام؛ لأن المعنى ليس عليه، ولعزَّة الحال من المضاف إليه). [المحتسب: 1/233]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء}
قرأ ابن عامر (وإن تكن) بالتّاء {ميتة} رفع وتكن بمعنى الحدوث والوقوع أي وإن تقع أو تحدث ميتة
وقرأ ابن كثير {وإن يكن} بالياء {ميتة} رفع جعل أيضا يكن بمعنى الوقوع إلّا أنه ذكر الفعل لأن تأنيث الميتة غير حقيقيّ فلذلك ذكر الفعل
وقرأ أبو بكر وإن تكن بالتّاء ميتة نصب المعنى وإن تكن تلك الحمول الّتي في البطون ميتة ويجوز أن ترد على الأنعام أو على معنى ما ولك أن ترجع عن لفظ ما ومن إلى معناهما ومن معناهما إلى لفظهما لأن لفظهما واحد ومعناهما الجمع والتأنيث وقد جاء في التّنزيل حرف قد حمله على اللّفظ ثمّ رجع إلى المعنى ثمّ حمله ثانيًا على اللّفظ وهو قوله {ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحا يدخله جنّات} فوحد وحمله على اللّفظ ثمّ قال {خالدين فيها أبدا} فجمع على المعنى ثمّ قال {قد أحسن الله له رزقا} فرجع بعد الجمع إلى التّوحيد وحمله أيضا على التّوحيد وكذلك قوله هنا {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا} على معنى ما {ومحرم} مذكّر بعد مؤنث على لفظ ما فهو حرف ثان وهو حسن
[حجة القراءات: 274]
وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة الكسائي وحفص {وإن يكن} بالياء {ميتة} نصب جعلوها خبر كان والاسم المضمر في {يكن} ردّوه على لفظ ما المعنى وإن يكن في في البطون ميتة وإن يكن الّذي في البطون ميتة قال أبو عمرو الوجه {يكن} بالياء لقوله {فهم فيه} ولم يقل فيها). [حجة القراءات: 275]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (75- قوله: {وإن يكن ميتة} قرأ أبو بكر وابن عامر «وإن تكن» بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، وقرأ ابن كثير وابن عامر «ميتة» بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب.
وحجة من قرأ بالتاء ورفع «الميتة»، وهو ابن عامر، أنه أنَّث لتأنيث لفظ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/454]
«الميتة» وجعل «كان» بمعنى «حدث ووقع» تامة، لا تحتاج إلى خبر، فرفع «ميتة» بفعلها.
76- وحجة من قرأ بالياء ورفع «ميتة» وهو ابن كثير، أنه ذكر لما كان تأنيث «الميتة» غير حقيقي، ولأن «ميتة وميتا» بمعنى، وجعل «كان» تامة غير محتاجة إلى خبر، بمعنى «حدث ووقع»، فرفع «ميتة» بها كالأول.
77- وحجة من قرأ بالياء والنصب، وعليه أكثر القراء، وهو الاختيار أنه ذكر الفعل لتذكير «ما» في قوله: {ما في بطون} لأن الفعل لـ «ما» وجعل «كان» ناقصة، تحتاج إلى خبر، فأضمر فيها اسمها، وهو ضمير «ما» في قوله: {وقالوا ما في بطون} ونصب «ميتة» على خبر «كان» والتقدير: وإن يكن ما في بطون الأنعام ميتة فهم في أكله شركاء.
78- وحجة من قرأ بالتاء ونصب «ميتة» وهو أبو بكر أنه أنَّث، لتأنيث معنى «ما» لأنها هي «الميتة» في المعنى، فـ «ما» في المعنى مؤنثة، ألا ترى أن الخبر عنها مؤنث، في قوله: {خالصة}، فلما كانت «كان» تدخل على الابتداء والخبر، وهو الابتداء أنَّث لفظ الفعل حملًا على معنى «ما»، وصيّر ما في كان اسم كان و«ميتة» خبرها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/455]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (59- {وَإِنْ تَكُنْ} [آية/ 139] بالتاء:-
قرأها ابن عامر وعاصم ياش -.
والوجه أنه ألحق الفعل علامة التأنيث؛ لأن الفاعل مؤنث في اللفظ، وهو قوله {مَيْتَةً} لمكان تاء التأنيث الذي فيه والفعل (مسند) إلى الميتة.
وقرأ الباقون {وَإِنْ يَكُنْ} بالياء.
والوجه أنه لما كان تأنيث الفاعل الذي أسند إليه الفعل غير حقيقي، وهو
[الموضح: 508]
الميتة، استحسنوا تذكيره فذكروه). [الموضح: 509]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (60- {مَيْتَةً} [آية/ 139] بالرفع:-
قرأها ابن كثير وابن عامر.
والوجه أن كان ههنا تامة بمعنى وقع أو حدث، فيكون التقدير: وإن يقع أو يحدث ميتة.
وقرأ الباقون {مَيْتَةً} بالنصب.
والوجه أن كان فيه ناقصة، وهي التي تفتقر إلى الاسم والخبر، والاسم مضمر، وهو الذي يرجع إلى {ما} من قوله في بطون الأنعام، وهو مذكر، هذا إذا قرئ {يَكُنْ} بالياء، فأما من قرأ {تَكُنْ} بالتاء مع نصب الميتة، فإنه أنث الضمير العائد إلى ما في بطون الأنعام؛ لأن ما في بطون الأنعام أولاد أو حيران، أو نحوها، فحمل على المعنى، فأنث الضمير لهذا، وأما نصب الميتة فمن أجل أنها خبر كان). [الموضح: 509]

قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قد خسر الّذين قتلوا أولادهم... (140).
قرأ ابن كثير وابن عامر (قتّلوا أولادهم) مشددا، وخففه الباقون.
قال أبو منصور: التشديد في (قتّلوا) للتكثير، والتخفيف فصيح جيد). [معاني القراءات وعللها: 1/391]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (52- وقوله تعالى: {قد خسر الذين قتلوا أولادهم} [140].
قرأ ابن عامر وابن كثير {قتلوا} بالتشديد.
وقرأ الباقون مخففًا. فمن شدد أراد تكرير الفعل مرة، بعد مرة كما يقال: رجل قتال: إذا قتل عودًا بعد بدء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/172]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتشديد في التاء في قوله [جلّ وعزّ]: قد خسر الذين قتلوا أولادهم [الأنعام/ 140].
فقرأ ابن كثير وابن عامر قتلوا* مشددة التاء.
وقرأ الباقون قتلوا خفيفة التاء.
التشديد للتكثير مثل: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50]، والتخفيف يدلّ على الكثرة). [الحجة للقراء السبعة: 3/416]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قد خسر الّذين قتلوا}
قرأ ابن كثير وابن عامر {قد خسر الّذين قتلوا} بالتّشديد أي مرّة بعد مرّة كما يقال رجل قتال إذا كثر منه القتل وقرأ الباقون {قتلوا} بالتّخفيف). [حجة القراءات: 275]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (79- قوله: {قتلوا} قرأه ابن كثير وابن عامر بالتشديد، وخفف الباقون وقد تقدم ذكر علته، وفي التشديد معنى التكرير). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/455]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (61- {قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ} [آية/ 140] بتشديد التاء:-
قرأها ابن كثير وابن عامر.
[الموضح: 509]
والوجه أن الفعل مراد به التكثير، فلذلك جاء مشددًا مثل قوله {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ}.
وقرأ الباقون {قَتَلُوا} بالتخفيف.
والوجه أن الفعل المخفف قد يصلح للكثرة كما يصلح للقلة، وقد مضى مثله). [الموضح: 510]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس