عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (94) إلى الآية (99) ]

{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ 94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ 94)}

قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)}

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {لفتحنا عليهم بركات من السماء} [96].
قرأ ابن عامر وحده: {لفتحنا} أي: مرة بعد أخرى.
والباقون يخففون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/196]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (كلّهم قرأ لفتحنا عليهم [الأعراف/ 96] خفيفة غير ابن عامر، فإنّه قرأ لفتحنا عليهم مشددة التاء.
قد تقدّم القول في هذا). [الحجة للقراء السبعة: 4/52]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لفتحنا عليهم بركات من السّماء والأرض}
قرأ ابن عامر {لفتحنا} بالتّشديد أي مرّة بعد مرّة وحجته قوله {بركات من السّماء} ولم يقل بركة
وقرأ الباقون بالتّخفيف أرادوا الواحد). [حجة القراءات: 288]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ} [آية/ 96] بتشديد التاء:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أن التشديد للتكثير، فالذي أسند إليه الفعل جمع.
وقرأ الباقون {فَتَحْنَا} بالتخفيف؛ لأن التخفيف قد يؤدي معنى التثقيل، فالفعل وإن خفف يدل على الجنسية والكثرة، لكن التثقيل يختص الكثرة، وقد مضى مثله في مواضع). [الموضح: 540]

قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97)}

قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أوأمن أهل القرى... (98)، (أوآباؤنا).
قرأ ابن كثير (أو أمن، (أو آباؤنا) بسكون الواو هنا.
وقرأ نافع وابن عامر (أو أمن)، (أو آباؤنا) في الصافات (أو آباؤنا) في الواقعة.
[معاني القراءات وعللها: 1/413]
وقرأ محمد بن الحسن عن أبي ربيعة عن البزي عن ابن كثير الثلاثة المواضع مثل نافع، والباقون يفتحون الواو فيهن.
قال أبو منصور: من فتح الواو في هذه الحروف هي واو عطف، ادخلت عليها ألف الاستفهام كما تدخل على الفاء من قوله (أفعجبتم) (أوعجبتم)، ومن سكن الواو فهي (أو)، وكذلك سكنه، و(أو) من حروف العطف للشك، تقول: ضربت زيدًا أو عمرًا، ومرّ بي زيد أو عمرو، وقد يكون (أو) بمعنى (بل)، ويكون (أو) بمعنى الواو، ويجيء بمعنى (بل) ). [معاني القراءات وعللها: 1/414]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {أو أمن أهل القرى} [98].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر بإسكان الواو جعلوه نسقًا: كقولك: لقيت زيدًا أو عمرًا.
وقرأ الباقون: {أو أمن} بفتح الواو جعلها واوًا وأدخلت عليها ألف الاستفهام. وهو الاختيار؛ لأنه مثل قوله: {أفأمنتم}.
وقرأ نافع وابن عامر في (الصافات) و(الواقعة) ساكنة أيضًا. وفارقهم ابن كثير في هذين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/196]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الواو وإسكانها من قوله تعالى: أوأمن [الأعراف/ 98].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: أو أمن بإسكان الواو.
وروى ورش عن نافع أو امن يفتح ويدع الهمزة، ويلقي حركتها على الواو.
وقرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: أو أمن بتحريك الواو، غير أن ابن كثير كان ينصب الواو في الصافات [17] والواقعة [48].
وكان نافع وابن عامر يقفانها في الثلاثة المواضع.
[الحجة للقراء السبعة: 4/52]
[قال أبو علي]: أو: حرف استعمل على ضربين:
أحدهما: أن يكون بمعنى أحد الشيئين أو الأشياء في الخبر والاستفهام.
والآخر: أن يكون للإضراب عمّا قبلها في الخبر والاستفهام، كما أنّ «أم» المنقطعة في الاستفهام، والخبر كذلك.
فأمّا «أو» التي تكون لأحد الشيئين أو الأشياء، فمثاله في الخبر: زيد أو عمرو جاء، وزيد أو عمرو ضربته كما تقول:
أحدهما جاء، وأحدهما ضربته، وهي إذا كانت للإباحة، كذلك أيضا، وذلك قولك: جالس الحسن أو ابن سيرين، ويدلّك على أنّها ليست بمعنى الواو أنّه إذا جالس أحدهما؛ فقد ائتمر للأمر، ولم يخالفه، وإنّما جاز له الجمع بين مجالستهما من حيث كان كلّ واحد منهما مجالسته بمعنى مجالسة الآخر، ليس من حيث كانت «أو» بمعنى الواو، وقول الشاعر:
وكان سيّان أن لا يسرحوا نعما... أو يسرحوه بها واغبرّت
السّوح إنّما حسن له استعمال أو، مع أنّه لا يجوز: سيّان
[الحجة للقراء السبعة: 4/53]
أحدهما؛ أنّه رأى نحو: جالس الحسن أو ابن سيرين؛ فيجوز له أن يجمع بين مجالستهما.
وأمّا «أو» التي تجيء للإضراب بعد الخبر والاستفهام، فكقولك: أنا أخرج، ثم تقول: أو أقيم، أضرب عن الخروج وأثبت الإقامة، كأنّك قلت: لا بل أقيم، كما أنّك في قولك: «إنّها لإبل أم شاء» مضرب عن الأول، ولا تقع بعد أو هذه إلّا جملة، كما لا تقع بعد «أم» إذا كانت للإضراب إلّا جملة.
ومن ثمّ قال سيبويه: في قوله: ولا تطع منهم آثما أو كفورا [الإنسان/ 24]، إنّك لو قلت: أو لا تطع كفورا، انقلب المعنى، وإنّما كان ينقلب المعنى لأنّه إذا قال: لا تطع آثما أو كفورا، فكأنّه قال: لا تطع هذا الضّرب، ولا تطع هؤلاء، وإنّما لزمه أن لا يطيع أحدا منهما، لأنّ كلّ واحد منهما في معنى الآخر في وجوب ترك الطاعة له، كما جاز له أن يجمع بين مجالسة الحسن وابن سيرين، لأنّ كلّ واحد منهما أهل للمجالسة، ومجالسة كلّ واحد منهما كمجالسة الآخر، ولو قال: لا تطع آثما أو لا تطع كفورا، كان بقوله: أو لا تطع، قد
[الحجة للقراء السبعة: 4/54]
أضرب عن ترك طاعة الأوّل، فكان يجوز أن يطيعه، وفي جواز ذلك انقلاب المعنى.
فوجه قراءة من قرأ: أو أمن، أنّه جعل أو للإضراب لا على أنّه أبطل الأوّل، ولكن كقوله: الم، تنزيل الكتاب لا ريب فيه [السجدة/ 1 - 2]، ثم قال: أم يقولون افتراه [السجدة/ 3]، فجاء هذا ليبصّروا ضلالتهم، فكأنّ المعنى:
أأمنوا هذه الضروب من معاقبتهم، والأخذ لهم، وإن شئت جعلته أو التي في قولك: ضربت زيدا أو عمرا، كأنّك أردت:
أفأمنوا إحدى هذه العقوبات؟
ووجه قراءة من قرأ: أوأمن أهل القرى [الأعراف/ 98] أنّه أدخل همزة الاستفهام على حرف العطف، كما دخل في نحو قوله: أثم إذا ما وقع [يونس/ 51].
وقوله: أوكلما عاهدوا عهدا [البقرة/ 100].
ومن حجة من قرأ ذلك: أنّه أشبه بما قبله وما بعده، ألا ترى أنّ قبله: أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا وبعده أفأمنوا مكر الله [الأعراف/ 99] أولم يهد للذين يرثون الأرض [الأعراف/ 100]، فكما أنّ هذه الأشياء، حروف عطف دخل عليها حرف الاستفهام، كذلك يكون قوله: أوأمن). [الحجة للقراء السبعة: 4/55]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو أمن أهل القرى}
[حجة القراءات: 288]
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر {أو أمن أهل القرى} بإسكان الواو جعلوه نسقا في الاستفهام كما تقول أقمت أو قعدت
وقرأ الباقون {أو أمن} بفتح الواو جعلوا واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام وهو المختار لأنّه مثل قوله قبلها {أفأمن أهل القرى} ). [حجة القراءات: 289]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (26- قوله: {أو أمن أهل القرى} قرأ الحرميان وابن عامر بإسكان الواو من «أو» غير أن ورشًا يُلقي حركة الهمزة من «أمن» على الواو من «أو» على أصله، وقرأ الباقون بفتح الواو، وبهمزة بعدها.
وحجة من أسكن الواو أنه جعلها «أو» التي للعطف، على معنى الإباحة، مثل: {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} «الإنسان 24» أي: لا تطع هذا الجنس، ومثل قولك: جالس الحسن أو ابن سيرين، أي: جالس هذا الصنف، فالمعنى: أفأمنوا هذه الضور من العقوبات، أي: إن أمنتم ضربًا منها لم تأمنوا الضرب الآخر، ويجوز أن تكون «أو» لأحد الشيئين، كقولك:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/468]
ضربت زيدًا أو عمرًا، أي: ضربت أحدهما، ولم ترد أن تبين المضروب منهما وأنت عالم به من هو منهما، وليست هو «أو» التي للشك في هذا، إنما هي «أو» التي لأحد الشيئين غير معين، فيكون التقدير في الآية: أفأمنوا إحدى هذه العقوبات.
27- وحجة من فتح الواو وهمز «أمن» أنه جعلها واو العطف، دخلت عليها ألف الاستفهام، كما تدخل على «ثم» في نحو قوله: {أثم إذا ما وقع} «يونس 51» ومثله: {أو كلما} «البقرة 100» ويقوي ذلك أن الحرف الذي قبله، والذي بعده، وهو الفاء دخلت عليه ألف الاستفهام، وكذلك: {أولم يهد} «الأعراف 100» فحمل وسط الكلام على ما قبله وما بعده، للمشاكلة والمطابقة في اتفاق اللفظ، في دخول الألف عليه كله، وهو الاختيار، لأن عليه الجماعة، وقد تقدم ذكر «الريح» و«بسطة»، و«إن لنا» و{أئنكم لتأتون} و«تعقلون» و{أرثتموها} و{يلهث ذلك} وشبهه، فأغنانا ذلك عن التكرير له). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/469]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {أَوْ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى} [آية/ 98] بسكون الواو من «أو»:-
قرأها ابن كثير في هذا وحده، وقرأها نافع وابن عامر في هذا وفي الصافات والواقعة {أَوَ آبَاؤُنَا}.
وهذا هو أو الذي معناه الإضراب عن الأول، لا على معنى إبطال الأول، فإن أو على ضربين:
أحدهما: أن يكون لأحد الشيئين أو الأشياء في الخبر والاستفهام، كقولك في الخبر: زيد أو عمرو جاءني، وفي الاستفهام: أزيد أو عمرو في الدار؟
والثاني: أن يكون للإضراب عما قبله في الخبر والاستفهام، كأم المنقطعة في الخبر والاستفهام، فمثاله في الخبر: أنا أقوم، ثم تقول: أو أقعد، أضربت عن القيام وأثبت القعود، كأنك قلت: لا بل أقعد، كما في أم المنقطعة، كذلك إذا قلت: إنها لإبل أم شاء، كأنك قلت بل أهي شاء؟ ومثاله في الاستفهام: أضربت زيدًا أو شتمته، كأنك تركت السؤال عن ضربه واستأنفت السؤال عن شتمه، والتقدير: أضربت زيدًا بل أشتمته؟ فكلاهما استفهام.
فأو في هذه القراءة هو الذي للإضراب عن الأول واستئناف الثاني، كأنه قال أأمنوا هذه الضروب عن عقوباتهم.
وقرأ الباقون {أَوْ أَمِنَ} بفتح الواو.
والوجه أن همزة الاستفهام دخلت على واو العطف، وهو أشبه بما قبله وما
[الموضح: 541]
بعده، فإن ما قبله قوله تعالى {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا}، وما بعده قوله تعالى {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله}، فكما دخلت همزة الاستفهام على فاء العطف في الآيتين، فكذلك على الواو في هذا الموضع). [الموضح: 542]

قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس