عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (59) إلى الآية (64) ]

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) }

قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعز: (ما لكم من إلهٍ غيره... (59).
[معاني القراءات وعللها: 1/409]
قرأ الكسائي وحده (ما لكم من إلهٍ غيره) خفضا في كل القرآن، وقرأ الباقون (غيره) رفعا، واتفق حمزة والكسائي على خفض قوله: (هل من خالقٍ غير اللّه).
وقرأ الباقون بالرفع.
قال أبو منصور: من قرأ (غيره) بالخفض جعله نعتا للإله، ومن قرأ (غيره) جعله تابعا، لتأويل (من إلهٍ)؛ لأن فعناه: مالكم إلهٌ غيره. و(من) زائدة). [معاني القراءات وعللها: 1/410]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أخاف عليكم... (59).
فتح (الياء) ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/410]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ما لكم من إله غيره} [59].
قرأ الكسائي وحده: {غيره} بالخفض جعله نعتًا لما تقدم.
والباقون يرفعون، وهو الاختيار؛ لأن غيرًا إذا كانت بمعنى «إلا» جعلت على إعراب ما بعد «إلا» وأنت قائل ما لكم من إله إلا الله بالرفع و{لو كان فيهما آلهة إلا الله} لو جعلت مكان «إلا» «غير» رفعته فقلت: لو كان فيهما آلهة غير الله. وهذا بين واضح.
وحجة أخرى لمن رفع أن يجعلها نعت «إله» قبل دخول «من» وهي زائدة، والتقدير: ما لكم إله غيره.
فإن قال قائل: لم اختار الذين رفعوا «غير» هاهنا الخفض في قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير [بجناحيه إلا أمم أمثالكم]}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/189]
فالجواب في ذلك: أن الكلام هاهنا نسق يصلح الوقف على ما قبله، والكلام هناك غير تام، على أن عيسى بن عمر وابن أبي إسحاق قد رفعا {ولا رطب ولا يابس} وأجاز الفراء رحمة الله عليه ما جاءني غيرك بالنصب وأنشد:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت = حمامة في غصون ذات أوقال
يقال: توقل في النخلة: إذا صعد فيها.
وقال البصريون: غلط الفراء رحمه الله؛ لأن «غير» هاهنا إنما فتحت لأنها بنيت مع «أن» فأما قوله: {هل من خالق غير الله} فقرأها حمزة والكسائي بالخفض، على النعت لـــ {خالق}.
وقرأ الباقون بالرفع على ما تقدم من التفسير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/190]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الرفع والخفض في قوله تعالى: من إله غيره [الأعراف/ 59].
فقرأ الكسائي وحده ما لكم من إله غيره* خفضا، وقرأ الباقون: [ما لكم من إله غيره] رفعا في كلّ القرآن.
وقرأ حمزة والكسائيّ: هل من خالق غير الله [فاطر/ 3] خفضا.
[الحجة للقراء السبعة: 4/39]
وقرأ الباقون: غير الله رفعا.
وجه قراءة الكسائي في: ما لكم من إله غيره* بالجرّ أنّه جعل غيرا صفة لإله على اللفظ، وجعل لكم مستقرا، أو جعله غير مستقر، وأضمر الخبر، والخبر: ما لكم في الوجود أو العالم، ونحو ذلك، لا بدّ من هذا الإضمار، إذا لم يجعل لكم مستقرا لأنّ الصفة والموصوف، لا يستقلّ بهما كلام.
وحجة من قرأ ذلك رفعا ما لكم من إله غيره قوله: وما من إله إلا الله [آل عمران/ 62]، فكما أنّ قوله إلّا الله بدل من قوله: ما من إله كذلك قوله: غير الله يكون بدلا من قوله من إله وغيره يكون بمنزلة الاسم الذي بعد إلّا، وهذا الذي ذكرنا أولى أن يحمل عليه من أن يجعل غير صفة لإله على الموضع.
فإن قلت: ما تنكر أن يكون إلا الله صفة لقوله: من إله على الموضع. كما كان قوله: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [الأنبياء/ 22]. صفة لآلهة.
فالقول أنّ «إلّا» بكونها استثناء أعرف، وأكثر من كونها صفة، وإنّما جعلت صفة على التشبيه بغير؛ فإذا كان بالاستثناء أولى حملنا: هل من خالق غير الله على الاستثناء من المنفي
[الحجة للقراء السبعة: 4/40]
في المعنى، لأنّ قوله: هل من خالق غير الله بمنزلة: ما من خالق غير الله، ولا بدّ من إضمار الخبر، كأنّه: ما من خالق للعالم غير الله، ويؤكّد ذلك قوله: لا إله إلا الله [محمد/ 19] فهذا استثناء من منفي مثل: لا أحد في الدار إلّا زيد.
فأمّا قراءة حمزة والكسائيّ: هل من خالق غير الله فعلى أن جعلا غير* صفة للخالق، وأضمر الخبر كما تقدّم.
والباقون جعلوه استثناء بدلا من المنفي، وهو الأولى عندنا لما تقدّم من الاستشهاد عليه من قوله: وما من إله إلا الله [آل عمران/ 62] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/41]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما لكم من إله غيره}
قرأ الكسائي {ما لكم من إله غيره} بالخفض جعله صفة ل إله ولموافقة اللّفظ المعنى
وقرأ الباقون {ما لكم من إله غيره} بالرّفع أي ما لكم إله غيره ودخلت من مؤكدة وهو المختار على مذهب التّحقيق لأن غير إذا كانت بمعنى إلّا جعلت على إعراب ما بعد إلّا وأنت قائل ما لكم من إله إلّا الله ولو جعلت مكان إلّا غير رفعته والاستثناء بعد الجحد تحقيق). [حجة القراءات: 286]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [آية/ 59] بالجر:-
قرأها الكسائي وحده في كل القرآن.
والوجه أنه جعل غيرًا صفة لإله على اللفظ، وجعل {لَكُمْ} خبرًا، ويجوز أن يكون الخبر مضمرًا، والتقدير: ما لكم من إله غيره في الوجود.
وقرأ الباقون {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} بالرفع في كل القرآن.
والوجه أنه بدل من قوله {مِنْ إِلَهٍ}؛ لأن موضعه رفع، والتقدير: ما لكم إله غيره، فإن {مِنْ} زائدة، فكما أن {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا الله} في قوله {مِنْ إِلَهٍ} بدل من قوله {مِنْ إِلَهٍ}، فكذلك ههنا {غَيْرُهُ} بدل من قوله {مِنْ
[الموضح: 534]
إِلَهٍ}، وهكذا الكلام في قوله تعالى {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ الله} ). [الموضح: 535]

قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60)}

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61)}

قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أبلّغكم رسالات ربّي... (62).
قرأ أبو عمرو وحده (أبلغكم) بسكون الباء خفيفة، وقرأ الباقون بفتح الباء وتشديد اللام.
قال أبو منصور: هما لغتان: أبلغت وبلّغت، مثل: أنجيت ونجّيت.
[معاني القراءات وعللها: 1/410]
وقوله جلّ وعزّ: (قال الملأ الّذين استكبروا من قومه للّذين استضعفوا لمن آمن... (75).
قرأ ابن عامر وحده: (وقال الملأ) بواو، وكذلك هي في مصاحفهم.
قال أبو منصور: الواو وحذفها لا يغير المعنى). [معاني القراءات وعللها: 1/411]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {أبلغكم رسالات} [62].
قرأ أبو عمرو وحده بالتخفيف من أبلغ يبلغ، واحتج بقوله: {لقد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/190]
أبلغتكم رسالات ربي} [68] وبقول الشاعر:
أبلغ النعمان عني مالكا = أنه قد طال حبسي وانتظاري
ويقول الآخر:
ابلغ أبا مالك عني مغلغلة = وفي العتاب حياة بين أقوام
وقرأ الباقون: {أبلغكم} مشددة من بلغت أبلغ مثل كلمت أكلم، واحتجوا بقوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية».
وقال قوم: بلغت وأبلعت بمعنى، والاختيار عندي: {بلغ ما أنزل إليك} إنما شدد للتكرير، أي: مرة بعد مرة أخرى، فإذا كان الإبلاغ رسالة واحدة قلت: أبلغ فلانًا عني، قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/191]
بلغ بني حمران أنـــ = ـــى عن عداوتكم غني). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/192]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في تشديد اللّام وتخفيفها من قوله تعالى: أبلغكم [الأعراف/ 62].
فقرأ أبو عمرو وحده: أبلغكم* ساكنة الباء خفيفة اللّام مضمومة الغين في كلّ القرآن.
وقرأ الباقون: أبلغكم بفتح الباء وتشديد اللّام في كلّ القرآن.
القول: إنّ بلغ* فعل يتعدى إلى مفعول واحد في
[الحجة للقراء السبعة: 4/41]
نحو: بلغني خبرك، وبلغت أرضك جريبا.
فإذا نقلته تعدى إلى مفعولين. والنقل تارة يكون بالهمز وأخرى بتضعيف العين، وكلا الأمرين قد جاء به التنزيل، قال: فإن تولوا فقد أبلغتكم [هود/ 57].
فهذا. نقل بالهمزة، والنّقل بالتضعيف، يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته [المائدة/ 67]، فكلا الأمرين في التنزيل، وكلّ واحدة من اللغتين مثل الأخرى في مجيء التنزيل بهما،
وفي الحديث: «اللهم هل بلّغت»). [الحجة للقراء السبعة: 4/42]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أبلغكم رسالات ربّي}
قرأ أبو عمرو {أبلغكم رسالات} بالتّخفيف من أبلغ يبلغ
[حجة القراءات: 286]
وحجته قوله {لقد أبلغتكم رسالات ربّي} فرد أبو عمرو ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وقرأ الباقون {أبلغكم} بالتّشديد وحجتهم قوله تبارك وتعالى {يا أيها الرّسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} وقال {الّذين يبلغون رسالات الله} وهما لغتان مثل عظمت الأمر وأعظمته). [حجة القراءات: 287]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18-{أُبَلِّغُكُمْ} [آية/ 62 و68] بسكون الباء وتخفيف اللام:-
قرأها أبو عمرو وحده في كل القرآن، وقرأ الباقون {أُبَلِّغُكُمْ} بفتح الباء وتشديد اللام حيث وقع.
والوجه أنهما بمعنى واحد؛ لأن النقل بالتضعيف مثل النقل بالهمزة كما سبق، وقد جاء التنزيل باللغتين في هذه الكلمة، قال الله تعالى {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ} وقال {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} ). [الموضح: 535] (م)

قوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)}

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس