عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (26) إلى الآية (27) ]

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}

قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ... (27).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامرٍ وأبو بكر عن عاصم: (الميت) مخففا في كل القرآن، وكذلك خففوا: (بلدةً ميتًا) و(الأرض الميتة)
وقوله: (أومن كان ميتًا)، وقوله: (لحم أخيه ميتًا).
[معاني القراءات وعللها: 1/247]
وشدّد يعقوب من هذا ما كان له روح، كقوله: (يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ) و((أومن كان ميّتًا)، وخفف ما لا روح فيه، نحو: (لبلدٍ ميتٍ) و(الأرض الميتة).
واتفقوا كلهم على تخفيف قوله: (لنحيي به بلدةً ميتًا).
وقرأ نافع بتشديد هذا كله، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: (الحيّ من الميّت) و(بلدة ميتًا)، وخففوا (الأرض الميتة) و(أومن كان ميتًا) و(لحم أخيه ميتًا).
قال أبو منصور: من قرأ (الميّت) مشددًا فهو الأصل، ومن قرأ (الميت) مخففا فالأصل فيه التشديد، وخفف، ونظيره قولهم: هيّن وهين، وليّن، ولين.
والعرب تقول للحيّة: أيم وأين وأيّم وأيّن، والمعنى واحد في جميعها.
وأما من قال: (الميّت): ما لم يمت ووجهه إلى الموت، و(الميت): ما قد مات، فهو خطأ، يقال للذي مات: ميّت وميت، ولما سيموت ولم يمت: ميّت وميت، قال الله: (إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون).
وبين الشاعر أن (الميّت) و(الميت) واحد فقال:
[معاني القراءات وعللها: 1/248]
ليس من مات فاستراح بميتٍ... إنّما الميت ميّت الأحياء
فجعل (الميت) مخففا مثل (الميّت).
وأمّا ما اتفق القراء على تخفيفه وتشديده فالقراءة سنة لا تتعدّى، وإذا اختلفوا فقراءة كل على ما قرأ، ولا يجوز مماراته وتكذيبه). [معاني القراءات وعللها: 1/249]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {يخرج الحي من الميت} [27].
قرأ نافع وحمزة والكسائي بتشديد الياء في كل القرآن.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/109]
وكذلك قرأ حفص عن عاصم.
وزاد نافع عليهم {أو من كان ميتا} و{حم أخيه ميتا}.
وقرأ الباقون بتخفيف ذلك كله. فمن شدد فهو على أصل الكلمة؛ لأنه لما اجتمع واو وياء والسابق ساكن قلبوا من الواء ياء وأدغموا الياء في الياء. ومن خفف قال: كرهت أن أجمع بين ياءين؛ إذ كان التشديد مستثقلاً فخزلت ياء كما قال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف} والأصل: طيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/110]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ اسمه: وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي [آل عمران/ 27]، في التّشديد والتّخفيف: فقرأ عاصم في رواية أبي بكر، وابن كثير، وأبو عمرو وابن عامر: وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي [آل عمران/ 27] ولبلد ميت [الأعراف/ 57] أو من كان ميتا [الأنعام/ 122] والأرض الميتة [يس/ 33] وإن يكن ميتة [الأنعام/ 139] كل ذلك بالتخفيف.
وروى حفص عن عاصم: (من الميّت) مشدّدة مثل حمزة، وقرأ نافع وحمزة والكسائي: الحي من الميت والميت من الحي [آل عمران/ 27] ولبلد ميت [الأعراف/ 57] وإلى بلد ميت [فاطر/ 9] مشدّدا.
وخفف حمزة والكسائي غير هذه الحروف. وقرأ نافع: أو من كان ميتا [الأنعام/ 122] والأرض الميتة
[الحجة للقراء السبعة: 3/25]
[يس/ 33] ولحم أخيه ميتا [الحجرات/ 12] وخفّف في سائر القرآن ما لم يمت.
قال أبو علي: قال أبو زيد: وقع في المال: الموتان، والموات، والموات في قول بعض بني أسد: إذا وقع فيه الموت. قال أبو علي: يقال: مات يموت مثل: قال يقول، وقالوا:
متّ تموت، ودمت تدوم. ومتّ ودمت: شاذان. ونظيرهما من الصحيح: فضل يفضل.
فأمّا الميّت فهو الأصل، والواو التي هي عين انقلبت ياء لإدغام الياء فيها، والأصل التثقيل. وميّت محذوف منه، والمحذوف العين أعلّت عينه بالحذف كما أعلّت بالقلب، فالحذف حسن والإتمام حسن. وما كان من هذا النحو، العين فيه واو، فالحذف فيه أحسن، لاعتلال العين بالقلب، ألا ترى أنّهم قالوا: هائر وهار، وسائر، وسار، فأعلّوا العين بالحذف.
كما أعلّوها بالقلب؟ فكذلك نحو: ميّت وسيّد. وما مات، وما لم يمت، في هذا الباب يستويان في الاستعمال، ألا ترى أنّه قد جاء:
ومنهل فيه الغراب الميت
[الحجة للقراء السبعة: 3/26]
[كأنّه من الأجون زيت] سقيت منه القوم واستقيت فهذا قد مات. وقال الآخر:
ليس من مات فاستراح بميت... إنّما الميت ميّت الأحياء
فقد خفّف [ما مات] في الرّجز والبيت الآخر، وقال:
ميّت الأحياء فشدّد، ولم يمت، وقال تعالى: إنك ميت وإنهم ميتون [الزمر/ 30] ). [الحجة للقراء السبعة: 3/27]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ} 27
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر {يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ} بالتّخفيف حيث كان وقرأ الباقون بالتّشديد
أصل الكلمة ميوت على فيعل فقلبوا الواو ياء للياء الّتي قبلها فصارت مييتا فمن قرأ بالتّخفيف فإنّه استثقل تشديد الياء مع كسرها فأسكنها فصارت ميتا وزنه فيل ومن قرأ بالتّشديد فإن التّشديد هو الأصل وذلك أنه في الأصل ميوت فاستثقلوا كسرة الواو بعد الياء فقلبوها ياء للياء الّتي قبلها ثمّ أدغموا الساكنة في الثّاني فصارتا ياء مشدّدة
واعلم أنّهما لغتان معروفتان قال الشّاعر
ليس من مات فاستراح بميت ... إنّما الميّت ميت الأحياء). [حجة القراءات: 159]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {الميت}، و{ميت} قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي في ذلك بالتشديد، إذا كان الموت قد نزل، وخفف الباقون، وتفرّد نافع بالتشديد في ثلاثة مواضع: {أو من كان ميتًا} «الأنعام 122» و{الأرض الميتة} «يس 33» و{لحم أخيه ميتًا} «الحجرات 12» وكلهم شدد ما لم يمت، نحو: {إنك ميت} «الزمر 30» وخفف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو: {بلدة ميتًا} القراءتان لغتان فاشيتان، والأصل التشديد، والتخفيف فرع فيه، لاستثقال التشديد للياء، والكسر على الياء وأصله عند البصريين «ميوت» على «فيعل»، ثم قلبت الواو ياء، وأدغمت فيها الياء التي قبلها، والمحذوف في قراءة من خفف هي الواو، التي قلبت ياء، وهي عين الفعل، كما قالوا: هاير وهار، وساير وسار، فغيروا العين، وحذفوها بعد القلب في موضع لام الفعل، وقال الكوفيون: أصل «ميت» «مويت» على «فعيل» ثم أدغموا الواو في الياء، فقلبت ياء للإدغام، ويلزمهم أن يفعلوا هذا في: طويل وعويل، وذلك لا يجوز، والاختيار التخفيف، لأنه أخف، ولكثرته في الاستعمال، والتثقيل هو الأصل، فأما من خفف بعضًا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/339]
وشدد بعضًا فإنه جمع بين اللغتين، لاشتهارهما، مع نقله ذلك عن أئمته، وعلى ذلك أجمعوا على التشديد، فيما لم يمت، للجمع بين اللغتين، والتخفيف فيما مات، وما لم يمت جائز، وكذلك التخفيف والتشديد في {بلدة ميتًا} يجوز). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/340]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {الحَيَّ مِنَ المَيْتِ} و{المَيْتَ مِنَ الحَيَّ} [آية/ 27]:-
بالتخفيف فيهما، قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ياش-، وكذلك {بَلَدٍ مَيْتٍ} في جميع القرآن، وقرأ نافع وحمزة والكسائي و- ص- عن عاصم بالتشديد في جميع أمثال ذلك، إلا ما كان مؤنثًا نحو {مَيْتَةً} أو نعتًا لمؤنثٍ نحو {بَلْدَةً مَيْتًا}، فإنّ القراء لم يختلفوا في تخفيفها سوى {الأرْضُ المَيّتَةُ} في يس، فإنّ نافعًا شدّدها، وأما يعقوب فإنه شدد جميع ما كان ذا روحٍ، وخفف ما لم يكن ذا روح كالأرضين والبلاد.
وأما قوله تعالى {إنَّكَ مَيّتٌ وإنَّهُمْ مَيّتونَ} و{مَا هُوَ بمَيّتٍ} فإنّهم اتفقوا
[الموضح: 365]
على تشديدهما.
الأصل في هذه الكلمة هو فيعل من الموت، وأصله ميوت، فاجتمع الياء والواو، وسبق أحدهما بالسكون، فقلبت الواو التي هي عين ياءً، وأدغمت الياء في الياء، فبقي: ميت.
وهذا هو الذي قرأ به من قرأ بالتشديد.
وأما من خفف فإن أصل الكلمة أيضًا هو الميت بالتشديد، حذف منه الياء الثانية التي كانت واوًا في الأصل للتخفيف، فبقي: ميت، وإنما حذفت الثانية، لأنها هي التي أعلت بالقلب أيضًا في مات.
وأما قراءة يعقوب بما قرأ، فإنه لا فرق في العربية بين ما كان ذا روح فمات، وبين ما لم يكن ذا روح، وبين ما مات وما لم يمت، قال:
18- ومنهلٍ فيه الغراب الميت
وقال:-
19- لَيس من مات فاستراح بميتٍ). [الموضح: 366]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس