الموضوع: ضمير الغائب
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 24 رجب 1432هـ/25-06-2011م, 03:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الضمير يعود على أحد القسمين



الضمير يعود على أحد القسمين

يعود الضمير مفردًا على أحد المذكورين السابقين عليه في هذه المواضع:
1- {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين} [4: 11]
قد بين أن المعنى: فإن كان الأولاد نساء. [معاني القرآن للزجاج:2/15]
فإن كانت البنات أو المولودات نساء خلصا. [الكشاف:1/480].
ولما كان لفظ الأولاد يشمل الذكور والإناث، وقصد هنا بين حكم الإناث أخلص الضمير للتأنيث؛ غذ الإناث أحد قسمي ما يطلق عليه الأولاد فعاد الضمير على أحد القسمين. وإذا كان الضمير قد عاد على جمع التكسير العاقل المذكر بالنون في نحو: ورب الشياطين ومن أضللن؛ كما يعود على الإناث. فلأن يعود على جمع التكسير العاقل الجامع للمذكر والمؤنث باعتبار أحد القسمين، وهو المؤنث أولى.
وقال بعض البصريين: التقدير: وإن كانت المتروكات نساء. [البحر:3/181182] كما عاد على البعض المفهوم من الجمع السابق. على البنات المفهومة من الأولاد. [المغني:654].
2- {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل} [10: 5]
وقدر القمر {والقمر قدرناه منازل} [الكشاف:2/329].
عاد الضمير عليه وحده؛ لأنه هو المراعي في عدد السنين والحساب عند العرب.
قال ابن عطية: ويحتمل أن يريدهما معًا بحسب أنهما مصرفان في معرفة عدد السنين والحساب، لكنه اجتزئ بذكر أحدهما؛ كما قال: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، وكما قال الشاعر:

رماني بأمر كنت منه ووالدي = بريئًا ومن جل الطوى رماني
[البحر:5/125].
3- {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا} [42: 52]
{به} يحتمل أن يعود إلى {روحا}، وإلى {الكتاب}، وإلى {الإيمان}، وهو أقرب مذكور. وقيل: يعود إلى {الكتاب} و{الإيمان} معًا؛ لأن مقصدهما واحد، فهو نظير: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} [البحر:7/528].
4- {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [2: 259]
{لم يتسنه} الفاعل ضمير الطعام والشراب، لاحتياج كل واحد منهما للآخر، فهما بمنزلة شيء واحد؛ فلذلك أفرد الضمير في الفعل أو جعل بمنزلة اسم الإشارة، ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب، وإذا لم يتغير الشراب فأن لا يتغير الطعام أولى، ويجوز أنه أفرد في موضع التنبيه كقوله:
فكأن في العينين حب قرنفل = أو سنبلا كحلت به فانهلت

ولما كانت طاعة الرسول عليه السلام هي طاعة لله ورضاؤه إرضاء الله عاد الضمير عليهما مفردًا في هذه المواضع: [البحر:2/292].
1- {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه} [8: 20]
{عنه} لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن المعنى: وأطيعوا رسول الله، كقوله: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} ولأن طاعة الرسول وطاعة الله شيء واحد، فكان رجوع الضمير إلى أحدهما كرجوعه إليهما، كقولك:
الإحسان والإجمال لا ينفع في فلان، ويجوز أن يرجع إلى الأمر بالطاعة. [الكشاف:2/209].
وقيل. على الله. [البحر:4/479].
2- {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [8: 24]
وحد الضمير كما وحده فيما قبله، لأن الاستجابة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كالاستجابة إلى الله، وإنما يذكر أحدهما مع الآخر للتوكيد. [الكشاف:2/210]، [البحر:4/481]، أخذ كلام الكشاف.
3- {يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه} [9: 62]
في [معاني القرآن للفراء:1/445]: «وحده {يرضوه} ولم يقل: يرضوهما، لأن المعنى والله أعلم بمنزلة قولك: ما شاء الله وشئت، إنما يقصد بالمشيئة قصد الثاني، وقوله. (ما شاء الله) تعظيم لله مقدم قبل الأفاعيل، كما تقول لعبدك: قد أعتقك الله وأعتقك، وإن شئت أردت. يرضوهما، فاكتفيت بواحد، كقوله.
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضي
وفي [معاني القرآن للزجاج:2/507]: «ولم يقل يرضوهما، لأن المعنى يدل عليه، فحذف استخفافًا».
وفي [الكشاف:2/285]: «وحد الضمير؛ لأنه لا تفاوت بين رضاء الله ورضاء رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكانا في حكم رضى واحد؛ كقولك إحسان زيد وإجماله نعشني وجبر مني».
وفي [العكبري:2/9]: «وقال سيبويه. أحق خبر الرسول، وخبر الأول محذوف، وهو أقوى؛ إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدأ والخبر، وفيه أيضًا أنه خبر الأقرب إليه. وقيل: {أحق أن يرضوه} خبر عن الاسمين، لأن أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى».
وفي [البحر:5/64]: «أفرد الضمير في {يرضوه} لأنهما في حكم مرضى واحد؛ إذ رضاء الله هو رضاء الرسول، أو يكون في الكلام حذف . . . ومذهب المبرد أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، وتقديره. والله أحق أن يرضوه ورسوله. وقيل الضمير عائد على المذكور» انظر [المغني:435].
4- {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون} [24: 48]
معنى {إلى الله ورسوله}. إلى رسول الله؛ كقولك: أعجبني زيد وكرمه، تريد كرم زيد. [الكشاف:3/248].
أفرد الضمير في {ليحكم} وقد تقدم {الله ورسوله} لأن حكم الرسول هو عن الله . . . [البحر:6/467].


رد مع اقتباس