عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (29) إلى الآية (35) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)}
قوله تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)}
قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {جنات عدن يدخلونها} [33].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/224]
قرأ أبو عمرو: {يدخلونها} على مالم يسم فاعله لقوله: {يحلون فيها}، قال: فكلما جاوز شيء شكله كان رد اللفظ على اللفظ أولى من المخالفة.
وقرأ الباقون: {يدخلونها} بفتح الياء. قال: لأن الدخول فعل لهم، والتسوير والتحلية فعل لغيرهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/225]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- قوله تعالى: {ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} [33].
قرأ عاصم ونافع: {ولؤلؤا} بالنصب.
وقرأ الباقون: {ولؤلؤ} بالخفض. والمعلى عنه {ولؤلوا} ضد أبي بكر يهمز الأولي، ولا يهمز الثانية وقد ذكرت علته في (الحج) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/225]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ أبو عمرو وحده جنات عدن يدخلونها* [فاطر/ 33] برفع الياء، وقرأ الباقون: يدخلونها بفتح الياء، وروى عباس عن مطرّف
[الحجة للقراء السبعة: 6/27]
الشّقريّ عن معروف بن مشكان عن ابن كثير: يدخلونها* [فاطر/ 33] مثل أبي عمرو. وقرأت على قنبل: يدخلونها بفتح الياء.
[قال أبو علي]: جنات عدن نكرة يدخلونها ويدخلونها* صفة لها، لأنّها جملة، والنكرات توصف بالجمل، فمن قال: زيدا ضربته، لم يفعل ذلك في الصّفة كما يفعله في الصلة. وأجاز أبو عثمان: أزيدا أنت رجل تضربه؟ ولم يجز ذلك على أنّ تضربه صفة لرجل ولو كان صفة لم يجز فيه النصب، ولكن على أن تجعل كلّ واحد من رجل وتضرب خبرا، مثل: حلو حامض، فإذا كان كذلك لم يكن صفة، وإذا لم يكن صفة لم يمتنع ذلك فيه كما يمتنع من الصّفة، فأمّا ارتفاع جنات* فيجوز أن يكون تفسيرا للفضل، كأنّه قيل: ما ذلك الفضل ؟ فقيل: جنات، أي: جزاء جنات [أو دخول جنات]، ويجوز أن تجعل الجنّات بدلا من الفضل كأنّه:
ذلك هو جنات عدن، أي: دخول جنات عدن.
[الحجة للقراء السبعة: 6/28]
قرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع: ولؤلؤا [فاطر/ 33] نصبا، وكان عاصم في رواية أبي بكر يهمز الواو الثانية، ولا يهمز الأولى.
المعلى عن أبي بكر عن عاصم: يهمز الأولى ولا يهمز الثانية ضدّ رواية يحيى عن أبي بكر، حفص عن عاصم يهمزهما.
المفضل عن عاصم: ولؤلؤ خفض، ويهمزهما.
[وكلهم قرأ: ولؤلؤ بالجر] غير نافع وعاصم في رواية أبي بكر.
قال أبو علي: من ذهب ولؤلؤا [فاطر/ 33] [نصب لؤلؤا] على الموضع، لأنّه إذا قال: يحلون فيها من أساور [فاطر/ 33] كان بمنزلة يحلّون فيها أساور، وقيل: إنّ أكثر التفسير على الجرّ: أساور من ذهب ولؤلؤ، وقد قدمنا ذكر ذلك، وتخفيف الهمز وتحقيقه). [الحجة للقراء السبعة: 6/29]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({جنّات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} 33
قرأ أبو عمرو {جنّات عدن يدخلونها} بضم الباء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله قال أبو عمرو لقوله {يحلون فيها} فكان رد اللّفظ على اللّفظ أولى من المخالفة
[حجة القراءات: 592]
وقرأ الباقون {يدخلونها} بفتح الياء إخبارًا عنهم لأن الدّخول فعل لهم
قرأ نافع وعاصم {ولؤلؤا} بالنّصب على معنى يحلون من أساور لأن معنى من أساور كمعنى أساور ثمّ نعطف عليه {لؤلؤا} ويجوز على إضمار يحلون لؤلؤا وقرأ الباقون (ولؤلؤ) على عنى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ والتّفسير على الخفض أكثر على معنى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ وجاء في التّفسير أيضا أن ذلك الذّهب في صفاء اللّون كما قال {قواريرا قوارير من فضّة} أي هو قوارير ولكن بياضه كبياض الفضة). [حجة القراءات: 593]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يدخلونها} قرأ أبو عمرو بضم الياء، وفتح الخاء، بنى الفعل للمفعول، فالواو ضمير مفعول، قام مقام الفاعل، ويقوي ذلك أن بعده {يُحلون}، على ما لم يُسم فاعله أيضًا، فأجرى الكلمتين على سنن واحد، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء، بنوا الفعل للفاعل، فالواو ضمير الفاعل، ويقوي ذلك أن بعده: {وقالوا الحمد لله} «34» فأضاف «الحمد» إليهم، فكذلك يجب أن يكون «الدخول» مضافًا إليهم، والقراءتان ترجعان إلى معنى؛ لأنهم إذا أدخلوا دخلوا، ولأنهم لا يدخلون حتى يؤذن لهم بالدخول، وقد تقدم ذكر القول في هذا بأشبع من هذا الشرح في النساء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/211]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {جَنَّاتُ عَدْنٍ يُدْخَلُونَهَا} [آية/ 33] بضم الياء وفتح الخاء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه مبنيٌّ للمفعول به، وهو مضارع أُدخلوها، والذي يُدخلهم فيها هو الله تعالى.
وقرأ الباقون {يَدْخُلُونَهَا} بفتح الياء وضم الخاء.
والوجه أنهم يَدخلون الجنات بإدخال الله تعالى إياهم فيها). [الموضح: 1063]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا} [آية/ 33] بالنصب:
قرأها نافع وعاصم ههنا وفي الحج، وتابعهما يعقوب في الحج.
وقرأ الباقون {وَلُؤْلُؤٍ} بالجر في السورتين.
والوجه فيهما قد تقدم في سورة الحج، وأن النصب على تقدير: ويُحَلَّون لؤلؤًا، والجر على العطف على {ذَهَبٍ}، والهمز وتركه مذكوران في الحج أيضًا). [الموضح: 1063]

قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)}
قوله تعالى: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي عليه السلام: [فِيهَا لَغُوبٌ]، بفتح اللام. وهي قراءة السُّلَمي.
قال أبو الفتح: لك فيه وجهان:
إن شئت حملته على ما جاء من المصادر على الفَعُول، نحو: الوَضُوء، والوَلُوغ، والوَقُود.
[المحتسب: 2/200]
وإن شئت حملته على أنه صفة لمصدر محذوف، أي: لا يمسنا فيها لُغُوب لَغُوب، على قولهم: هذا شِعْرٌ شَاعِرٌ، وموتٌ مائِتٌ، كأنه يصف "اللُّغوب" بأنه قد لَغَبَ، أي أعيا وتعب، وهذا ضرب من المبالغة، كقول الآخر
إذا ناقَةٌ شُدَّتْ بِرَحْلٍ وَنُمرُقٍ ... إلى حَكَمٍ بَعْدِي فَضَّلَ ضَلَالُها
وعليه قالوا: جُنَّ جُنُونُه، وخرجَتْ خَوَارِجُه.
ومن طريف ما مر بنا لمولدين في هذا قول شاعرنا:
وَجُبْتُ هَجِيرًا يَتْرُكُ الماءَ صَادِيًا
فهذا مع ما فيه من المبالغة حلو وواصل إلى الفكر. وعلى هذا حمل أبو بكر قولهم: توضأتُ وَضُوءًا: أنه وصف لمصدر محذوف، أي: وُضُوءًا وَضُوءًا، كقولك: وُضُوءًا وَضِيئًا، أي: كاملا حَسَنًا.
وحكى أبو زيد: رجل ساكُوتٌ بَيّن الساكُوتَة، فلما قرأت هذا الموضع على أبي علي حمله على قياس قول أبي بكر هذا، فقال: تقديره بَيّن السكْتَة الساكُوتَة، فجعل الساكوتة صفة لمصدر محذوف، وحسّن ذلك عندي شيئا أنه من لفظه، فكأن أحدهما صاحبه البتة.
وحكى الأصمعي: ليس عليك في ذلك تَضُرَّةٌ ولا ضَارُورَة، فَضَارُورَة - على قياس قول أبي بكر- كالسَّاكُوتة، أي: ضرَّةٌ ضَارُورَة). [المحتسب: 2/201]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس