عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (32) إلى الآية (36) ]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}

قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)}

قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {وَفَجَرْنَا خِلَالَهُمَا} [آية/ 33] بالتخفيف:
رواها ان- عن يعقوب.
وقرأ الباقون {وَفَجَّرْنَا} بالتشديد.
وقد سبق القول فيه). [الموضح: 780]

قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ أبو عمرو: (ثمر) [الكهف/ 34] و(بثمره) [42] بضم الثاء وسكون الميم.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي: (ثمر) و(بثمره) مضمومة الثاء والميم.
علي بن نصر، وحسين الجعفي، عن أبي عمرو: (ثمر) مثل نافع.
وقرأ عاصم: ثمر وبثمره، بفتح الثاء والميم فيهما.
الثمرة: ما يجتنى من ذي الثمرة، وجمعه: ثمرات، ومثله: رحبة، ورحبات ورقبة ورقبات، قال: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا [النحل/ 67]. وقال: كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا [البقرة/ 25]. ويجوز في جمع ثمرة ضربان: أحدهما: أن يجمع على ثمر، كبقرة وبقر. والآخر: على التكسير: ثمار، كرقبة ورقاب، وهذا على تشبيه المخلوقات بالمصنوعات، وقد يشبّه كل واحد منهما بالآخر. ويجوز في القياس أن يكسّر ثمار، الذي هو جمع ثمرة، على ثمر، فيكون ككتاب وكتب، ويكون تكسيره على فعل، كتكسيره على فعائل في نحو قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 5/142]
وقرّ بن بالزّرق الجمائل بعد ما... تقوّب عن غربان أوراكها الخطر
فقراءة ابن عامر: (وكان له ثمر) إذا خفّف يجوز أن يكون جمع: ثمار، ككتاب وكتب، ويخفّف كما يخفّف كتب، ويجوز أن يكون ثمر جمع ثمرة، كبدنة وبدن، وخشبة وخشب، ويجوز أن يكون ثمر واحدا كعنق وطنب، فعلى أيّ هذه الوجوه كان جاز إسكان العين منه وساغ، وكذلك قوله: (وأحيط بثمره) [الكهف/ 42].
وقال بعض أهل اللغة: الثّمر: المال، والثّمر: المأكول. وجاء في التفسير قريب من هذا، قالوا: الثمر: النخل والشجر، ولم يرد به الثمرة. والثمر على ما روي عن عدة من السلف: الأصول التي تحمل الثمرة، لا نفس الثمر، بدلالة قوله: فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها، أي: في الجنة، والنفقة: إنما تكون على ذوات الثمر في أغلب العرف. وكأن الآفة التي أرسلت عليها، اصطلمت الأصول واجتاحتها، كما جاء في صفة الجنة الأخرى: فأصبحت كالصريم [ن- 20] أي: كالليل في سواده لاحتراقها، أو كالنهار في بياضها، وما بطل من خضرتها بالآفة النازلة بها.
وحكي عن أبي عمرو: (الثمر)، والثمر: أنواع المال، وإذا أحيط بالثمر فاجتيح، دخلت فيه الثمرة ولا يكون أن يصاب الأصل ولا تصاب الثمرة، وإذا كان كذلك، فمن قرأ: (بثمره) و (بثمره) كان قوله أبين ممّن قرأ بالفتح. وقد تجوز القراءة بالفتح، فأخبر عن بعض ما أصيب، وأمسك عن بعض، وهو قراءة عاصم.
وفي الثمرة لغة أخرى ولم يحك عمن ذكر من القراء في هذا
[الحجة للقراء السبعة: 5/143]
الكتاب، قال سيبويه: تقول: ثمرة وثمرات، وسمرة وسمرات، قال أبو علي: يجوز في جمع ثمرة ثمر كما جاز السّمر، وقالوا: ثمرة وثمر، وثمار، فثمار جمع ثمرة كما أن إضاء جمع أضا، وكسّروه على فعال كما كسّروه على فعول في قولهم: صفا وصفيّ). [الحجة للقراء السبعة: 5/144] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وكان له ثمر} {وأحيط بثمره} 34 و42
قرأ عاصم {وكان له ثمر} و{وأحيط بثمره} بفتح الثّاء والميم في الحرفين جمع ثمرة وثمر ك بقرة وبقر الفرق بين الواحد والجمع إسقاط الهاء وحجته قوله قبلها {كلتا الجنتين آتت أكلها} يعني ثمرها
وقرأ أبو عمرو {ثمر} و(أحيط بثمره) بضم الثّاء وسكون الميم جمع ثمرة ك بدنة وبدن وخشبة وخشب وثمرة وثمر ويجوز أن يكون جمع ثمار كما يخفف كتب ويجوز أن يكون ثمر واحدة ك عنق وطنب فعلى أي هذه الوجوه جاز إسكان العين منه
وقرأ الباقون {ثمر} بضم الثّاء والميم جمع ثمار وثمر كقولك كتاب وكتب وحمار وحمر). [حجة القراءات: 416] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {وكان له ثمر} و{بثمره} قرأ عاصم بفتح التاء والميم، وقرأ أبو عمرو بضم التاء، وإسكان الميم، وقرأ الباقون بضمهما جميعًا.
وحجة من فتح التاء والميم أنه جعله جمع «ثمرة» كبقرة وبقر، والثمر ما يجتني من ذي الثمر، ويجمع الثمر على ثمرات، كما قال الله جل ذكره: {ومن ثمرات النخيل} «النحل 67» وتجمع أيضًا على «ثمار» كرقبة ورقاب، وتجمع «ثمار» الذي هو جمع «ثمرة» على {ثمر} ككتاب وكُتُب.
15- وحجة من ضم الثاء والميم أنه جعله جمع ثمار، وثمار جمع ثمر وثمر جمع ثمرة، فهو جمع الجمع، وهذا كله يُراد به التكثير، وقد يجوز أن يكون {ثمر} المضموم جمع «ثمرة» كبَدنة وبُدن، وخَشَبة، وخُشُب، فيكون جمع مفرد، ويجوز أن يكون {ثمر} المضموم اسما مفردا لما يُجتنى
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/59]
كعُنق وطُنُب، فحصل في ثمر المضموم ثلاثة أوجه: أحدهما أن يكون لجمع جمع الجمع، والثاني أن يكون جمع اسم مفرد، والثالث أن يكون اسما مفردًا، وهذا نادر، قليل مثله في الكلام.
16- وحجة من ضم الثاء وأسكن الميم أنه أسكن الميم للتخفيف، وأصلها الضم، فهو على أحد الثلاثة الأوجه المذكورة قبل هذا، وقال بعض أهل اللغة: الثمر بالإسكان المال، والثمر بالفتح المأكول، وقال بعض المفسرين: الثمر بالضم النخل والشجر بما فيها، ولم يرد الله في سورة الكهف أن الثمرة هلكت دون المثمر بل هلاك المثمر قوله، وفي هلاكه هلاك ثمره، وذلك أبلغ في العقوبة، ويدل على أن الذي هلك المثمر قوله: {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها} «الكهف 42»والنفقة أكثر ما تكون في المثمر حتى يبلغ إلى وجوب كون الثمرة فيه، وإخباره عنها أنها بقيت خاوية يدل على هلاك المثمر، وحكي عن أبي عمرو أنه قال: الثمر والثمر أنواع المال. ومن قرأ بالفتح إنما أخبر عن الثمرة هلكت، والاختيار الضم، لأن عليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/60]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} [آية/ 34] {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} [آية/ 42] بفتح الثاء والميم:
قرأها عاصم ويعقوب ح- و-ان-.
والوجه أن الثمر جمع ثمرةٍ كبقر في جمع بقرة.
وقال بعض أهل العلم: الثمر بالفتح المأكول يريد حمل الشجرة، والثُمُرُ بالضم أصل المال.
وقرأ ابن كثير ونافعٌ وابن عامر وحمزة والكسائي {وَكَانَ لَهُ ثُمُر}، و{وَأُحِيطَ بِثُمُره} بضم الثاء والميم فيهما.
[الموضح: 780]
والوجه أنه يجوز أن يكون ثُمُرٌ بالضم جمع ثمار ككتابٍ وكتب وجدارٍ وجدرٍ.
ويجوز أن يكون جمعًا لثمرةٍ كبدنةٍ وبُدُنٍ وخشبةٍ وخشبٍ.
ويجوز أن يكون واحدًا كعنقٍ وطنبٍ.
ومن ذهب إلى الثُمُر بالضم أصل المال استدل عليه بقوله تعالى {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}، والإنفاق في الأغلب إنما يكون على ذوات الثمار، فإذا اصطلمت الآفة الأصل دخلت فيه الثمرة.
وقرأ أبو عمر {ثُمْر} بضم الثاء وتسكين الميم فيهما جميعًا.
والوجه أنه مخفف منن ثُمُر بالضم على أي وجهٍ يُحمل عليه). [الموضح: 781] (م)

قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35)}

قوله تعالى: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (خيرًا منها منقلبًا (36)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر خيرًا منهما منقلبًا) على التثنية، وكذلك هي في مصاحفهم.
وقرأ الباقون (خيرًا منها) بغير الميم بعد الهاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/109]
قال أبو منصور: من قرأ (خيرًا منها) رده على قوله: (ودخل جنّته وهو ظالمٌ لنفسه).
ومن قرأ (منهما) ردهما على قوله: (لأحدهما جنّتين)، ثم قال: (وحففناهما بنخلٍ) و(وفجّرنا خلالهما) وكل ذلك جيد). [معاني القراءات وعللها: 2/110]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- [و] قوله تعالى: {خيرا منها منقلبا} [36].
قرأ ابن عامر ونافع وابن كثير {خيرا منهما منقلبا} والباقون: {منها} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/393]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (خيرا منهما منقلبا) [الكهف/ 36] بزيادة ميم بعد الهاء على التثنية، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام.
وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي: خيرا منها منقلبا وكذلك هي في مصاحف أهل البصرة والكوفة.
قال: الإفراد أولى من حيث كان أقرب إلى الجنة المنفردة من قوله: ودخل جنته وهو ظالم لنفسه [الكهف/ 35]. والتثنية لا تمتنع لتقدم ذكر الجنتين). [الحجة للقراء السبعة: 5/144]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولئن رددت إلى ربّي لأجدن خيرا منها منقلبا}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر (لأجدن خيرا منهما منقلبا) بزيادة ميم وكذلك في مصاحفهم وحجتهم قوله قبلها {جعلنا لأحدهما جنتين}
[حجة القراءات: 416]
فذكر جنتين فكذلك (منهما منقلبا)
وقرأ الباقون {منها منقلبا} بغير ميم وحجتهم قوله {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه} ). [حجة القراءات: 417]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {منها منقلبا} قرأه الحرميان وابن عامر بالميم، على التثنية، وقرأ الباقون بغير ميم على التوحيد.
وحجة من ثنّى أنه ردّه إلى الجنتين المتقدم ذكرهما مكررا في قوله: {لأحدهما جنتين} «32»، وقوله: {كلتا الجنتين آتت} «33» وكذلك هي في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/60]
18- وحجة من وحّد أنه رده على ذكر الجنة فهي أقرب إلى «منهما» من ذكر الجنتين، وذلك قوله: {ودخل جنته} «35» وقوله: {ما أظن أن تبيد هذه أبدًا}، فكان ردّه على الأقرب منه أولى من ردّه على الأبعد منه، وأيضًا فإن الجنة تحتوي على جنتين وأكثر، وكذلك هي في مصاحف أهل البصرة والكوفة، والاختيار التثنية، لأن هلاك الجنتين بظلمه لنفسه أبلغ من هلاك جنة واحدة في ظاهر النص). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/61]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {خَيْرًا مِنْهُمَا مُنْقَلَبًا} [آية/ 36] بزيادة ميم للتثنية:
قرأها ابن كثير ونافعٌ وابن عامر.
والوجه أنه على تثنية الجنتين المذكورتين فيما تقدم من قوله تعالى {جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ} و{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ}.
وقرأ الباقون {خَيْرًا مِنْهَا} بغير ميم.
[الموضح: 781]
والوجه أنه على الإفراد لتقدم ذكر جنة مفردة في قوله {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} فإذا الضمير يرجع إليها). [الموضح: 782]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس