عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) }

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما يكون لي أن أبدّله من).
فتح الياء من (لي) ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/41]

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا أدراكم به)
قرأ نافع وحفص والحضرمي (أدراكم به)، و(أدراك) بالفتح في كل القرآن، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بين الفتح والكسر، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي (أدريكم به " كسرًا حيث وقع، وقرأ ابن كثير فيما أقرأني (ولأدراكم به) كلمة واحدة بمعنى: ولأعلمكم.
قال أبو منصور؛ أما اللغات التي رويت في قوله (ولا أدراكم) من الإمالة والتفخيم فهي كلها معروفة، بأيّها قرأت فأنت مصيب. وأمّا ما روي
[معاني القراءات وعللها: 2/40]
لابن كثير (ولأدراكم به) فاللام لام التأكيد، وليست القراءة بها فاشية، والقراءة ما عليه القراء، و(لا) حرف نفي، و(أدراكم) كلمة أخرى). [معاني القراءات وعللها: 2/41]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ولا أدراكم به} [16].
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وابن عامر برواية هشام {ولا أدراكم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/263]
به} بالفتح، معناه: ولا أعلمكم به، من درى يدري.
وقرأ الباقون بالإمالة {أدريكم} من أجل الراء والياء، فمن فخم فعلى أصل الكلمة، وكان الأصل: {أدريكم} فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فهي ألف في اللفظ ياء في الخط كقوله تعالى: {حتى يتوفاهن الموت} والأصل: يتوفيهن.
وفيها قراءة ثالثة: حدثني أحمد بن عبدان عن علي عن أبي عبيد أن الحسن البصري قرأ: {ولا أدرأتكم به} بالهمز والتاء.
قال النحويون: هو غلط، وذلك أن العرب تهمز بعض ما لا يهمز تشبيهًا بما يهمز فيقولون: حلات السوق والأصل: حليت تشبيهًا بحلات الإبل عن الماء. يقولون: رثات الميت والأصل: رثيت تشبيهًا بالرثيئة، وهي اللبن. ويقولون: لبأت لفلان، والأصل لبيت تشبيهًا باللباء. ويقولون: نشئت ريحًا وأصله ترك الهمزة. وقرأ أبو جعفر: {اهتزت وربأت} تشبيهًا بالربيئة، وهو من ربأت القوم: إذا كنت لهم حافظًا وعينًا.
وقرأ ابن كثير في رواية قنبل: {ولأدرايكم} بغير مد؛ لأنه كان لا يرى مد حرف بحرف مثل: {بما أنزل إليك} والباقون يمدون، وهو الصواب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/264]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الراء وكسرها من قوله جل وعز: ولا أدراكم به [يونس/ 16].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص ونافع ولا أدراكم به بفتح الراء، والألف.
وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي: ولا أدريكم به بكسر الراء وبألف.
قال أبو علي قوله: ولا أدراكم به حكى سيبويه:
[الحجة للقراء السبعة: 4/259]
دريته، ودريت به، قال: والأكثر في الاستعمال بالباء، ويبيّن ما قاله من ذلك قوله سبحانه: ولا أدراكم به، ولو جاء على اللغة الأخرى لكان: ولا أدراكموه، وقالوا: الدّرية، فجاء على فعلة، كما قالوا: الشّعرة، والدّرية، والفطنة، وهي مصادر يراد بها ضروب من العلم.
وجاء هذا البناء في غير هذا النحو كقولهم: الردّة قال:
قليل ردّتي إلا أمامي فأمّا الدراية فكالهداية والدّلالة، وكأن الدراية التأنّي والتعمّل لعلم الشيء، وعلى هذا المعنى ما تصرّف، ومن هذه الكلمة أنشد أبو زيد:
فإنّ غزالك الذي كنت تدّري... إذا شئت ليث خادر بين أشبل
قال أبو زيد: تدّري: تختل، ومنه الدّريّة في قول أكثر الناس في الحجل الذي يستتر به الصائد من الوحش، كأنه يختل به، فيأتي الوحش من حيث لا تعلم.
وقالوا: داريت الرجل: إذا لا ينته وختلته.
[الحجة للقراء السبعة: 4/260]
وإذا كان هذا الحرف على هذا، فالداري في وصف القديم لا يسوغ، فأما قول الراجز:
لا همّ لا أدري وأنت الداري فلا يكون حجة في جواز ذلك لأمرين: أحدهما: أنه لما تقدم لا أدري، استجاز أن يذكر الداري بعد ما تقدم لا أدري، كما جاء: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه [البقرة/ 194] ونحو ذلك، ولو لم يتقدم ذكر الاعتداء، لم يحسن في الابتداء الأمر بالاعتداء، وكذلك إن تسخروا منا، فإنا نسخر منكم [هود/ 38]، وقوله سبحانه: إنما نحن مستهزئون، الله يستهزىء بهم [البقرة/ 14].
والأمر الآخر: أن العرب ربّما ذكروا أشياء لا مساغ لجوازها كقوله:
لا همّ إن كنت الذي بعهدي... ولم تغيّرك الأمور بعدي
وقول الآخر:
لو خافك الله عليه حرّمه
[الحجة للقراء السبعة: 4/261]
فأمّا الهمز في أدراكم على ما يروى عن الحسن، فلا وجه له لأن الدّرء الدفع، على ما جاء في قوله سبحانه:
فادرؤوا عن أنفسكم الموت [آل عمران/ 168]، وقوله: فادارأتم فيها [البقرة/ 72]، وما روي من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ادرءوا الحدود بالشّبهات ».
وقولهم لما طعن من الجبل فاندفع عن سائر الصفيحة: درء ودروء، وقال:
وترمي دروء دونه بالأجادل فأما ما حكي من الهمز في الدّريئة للجمل الذي يختل به الوحش، فمن همز جعله من صفة يليق وصفه بها، وقال:
إنه يدفع به نحو الوحش، ولا يستقيم هذا المعنى في الآية.
[الحجة للقراء السبعة: 4/262]
فأمّا إمالة الفتحة من الراء في أدراكم به وإمالة الألف عنها، فلأن الألف تنقلب إلى الياء في أدريته، وهما مدريان، وأمّا من لم يمل؛ فلأنّ هذه الألفات كثير من العرب لا يميلونها، وهو الأصل، وعليه ناس كثير من العرب الفصحاء). [الحجة للقراء السبعة: 4/263]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس والحسن وابن سيرين: [ولا أَدْرَأْتُكم به].
قال أبو الفتح: هذه قراءة قديمة التناكر لها والتعجب منها. ولعمري إنها في بادئ أمرها على ذلك، غير أن لها وجهًا وإن كانت فيه صنعة وإطالة.
وطريقه أن يكون أراد: ولا أَدريتكم به، ثم قلب الياء لانفتاح ما قبلها وإن كانت ساكنة ألفًا؛ كقولهم في ييئس: ياءَس، وفي ييبس: يابَس، وكقولهم: ضَرب عليهم سايَة؛ وإنما
[المحتسب: 1/309]
يريد: سَيَّة، وهي فَعْلة من سوّيت، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فصار سَيَّة، ثم قلبت الياء الأولى لانفتاح ما قبلها وإن كانت ساكنة ألفًا؛ فصارت ساية.
وقالوا في الإضافة إلى الْحِيرَة: حاريّ، وإلى طَيّ: طائِيّ، وقالوا: حاحيت وعاييت وهاهيت، والأصل: حيحيت وعيعيت وهيهيت، فقلت الياءات السواكن في هذه الأماكن ألفات، فكذلك أيضًا قلبت ياء [أدريتكم] ألفًا فصارت [أدرأتكم]. وعلى ذلك أيضًا ما رويناه عن قطرب: أن لغة عقيل أن يقولوا في أعطيتُك: أعطاتك، فلما صارت "أدريتكم" إلى "أرداتكم" همز على لغة مَن قال في الباز: البأز، وفي العالم: العألم، وفي الخاتم: الخأتم، وفي التابل وتابَلْتُ القدر: التأبل، وتأبلت القدر. وأنشد ابن الأعرابي:
ولَّى نعامُ بني صفوان زَوْزَأةً ... لَمَّا رأى أسدًا في الغار قد وثبا
يريد: زوزاة. ولنحو هذا نظائر قد أوردناها في كتابنا الموسوم بالخصائص في باب ما همَزَتْهُ العرب ولا أصل له في همز مثله، فهذا وإن طالت الصنعة فيه أمثل من أن تُعْطَى اليد بفساده وترك النظر في أمره). [المحتسب: 1/310]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به}
قرأ ابن كثير (ولأدراكم به) بغير مد لأنّه كان لا يرى مد حرف لحرف
[حجة القراءات: 328]
وقرأ الباقون {ولا أدراكم} أي ولا أدراكم الله به أي ولا أعلمكم به أي ولا أنزل هذا القرآن عليكم). [حجة القراءات: 329]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ولا أدراكم به} قرأ قنبل بغير ألف قبل الهمزة، وقرأ الباقون بألف.
وحجة من قرأ بألف أنه عطفه على ما يتلوه، فأتى بالفعل رباعيًا على معنى: ولو شاء الله ما أعلمكم به، فعطف نفيًا على نفي.
5- وحجة من قرأ بغير ألف أنه على تأويل تسهيل همزة «أدراكم» بين الهمزة المفتوحة والألف، لأنها مفتوحة بعد ألف، فقربت من الساكن وقبلها ألف ساكنة، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، ثم ردت الهمزة المسهلة إلى أصلها، وهو التحقيق، وهذا قول ضعيف، لا أصل له في العل، فيكون المعنى على هذا كالمعنى في القراءة الأخرى، عطف نفي، والأحسن أن تكون هذه القراءة على تقدير أن اللام في {ولا أدراكم} جواب «لو» المضمرة، لأن التقدير، لو شاء الله ما تلوته عليكم، ولو شاء الله لأدراكم به، أي: لأعلمكم به قبل إتياني إليكم، فيكون المعنى على هذا أن الثاني غير نفي، والاختيار إثبات الألف، لثباتها في المصحف، ولأن الجماعة على إثباتها في اللفظ، وليشترك المعطوف فيما دخل فيه المعطوف عليه
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/514]
من النفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/515]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {ولأَدْرَاكُم بِهِ} [آية/ 16] بلام التأكيد من غير لا:
قرأها ابن كثير وحده- ل-، إنما يجعلها لامًا دخلت على أدراكم، وفي رواية البزي عنه {ولا أَدْرَاكُم} بهمزة بعد لا.
والوجه في {لأَدْرَاكُم} بلام التأكيد من غير لا، أنه دخل فيه لام التأكيد،
[الموضح: 616]
لما كان معطوفًا على جواب لو، وليس فيه نفي، وإن كان في المعطوف عليه النفي، والتقدير: لو شاء الله لما تلوته عليكم ولأدراكم به، أي ولأعلمكم الله تعالى به من غير أن أتلوه عليكم؛ فلما كان أدراكم معطوفًا على قوله {مَا تَلَوْتُهُ} وهو جواب لو، أدخل على أدراكم اللام؛ لأن المعطوف والمعطوف عليه في حكم واحد، وجاز دخول اللام في جواب لو فكذلك فيما عطف عليه.
وقرأ الباقون {ولا أَدْرَاكُم} بهمزة بعد لا، مثل رواية البزي.
والوجه أن {لا} للنفي، وقد دخل على {أَدْرَاكُم فانعطف على النفي المتقدم في قوله {ما تَلَوْتُهُ عليكم} ولا أعلمكم الله تعالى به أيضًا، وهي قراءة الجمهور، وهي القراءة الفاشية.
وقرأها ابن كثير وابن عامر وعاصم- ص- ويعقوب بفتح الراء من غير إمالة، وكان نافع يضجعها قليلاً، وأمالها أبو عمرو وعاصم- ياش- وحمزة والكسائي.
والوجه في ترك الإمالة أنه هو الأصل، والإمالة ليست بحكم واجب، وكثير من العرب لا يرون الإمالة في شيء.
والوجه في الإمالة أن الألف تنقلب فيه إلى الياء في أدريته وهما مدريان، وحسن الإمالة فيه لهذا.
وأما الاضجاع فهو كالإمالة، وإنما ذهب إليه من ذهب، لأنه كره أن يعود إلى الياء الذي هرب منه، وقد تقدم ذكر ذلك). [الموضح: 617]

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس