عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (5) ، (6) ]

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يفصّل الآيات)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب (يفصّل الآيات) بالياء، وقرأ الباقون (نفصّل الآيات) بالنون.
قال أبو منصور: من قرأ (يفصّل الآيات) بالياء فهو إخبار عن فعل اللّه، ومن قرأ بالنون فهو فعله تبارك وتعالى). [معاني القراءات وعللها: 2/39]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {يفصل الآيات} [5].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم بالياء.
وقرأ الباقون بالنون، فمن قرأ بالنون فالله تعالى يخبر عن نفسه بلفظ الجماعة، لأنه ملك الأملاك.
ومن قرأ بالياء فالتقدير: قل يا محمد: الله يدبر الأمر ويفصل الآيات). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/261]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضيآءً والقمر نورًا} [5].
قرأ ابن كثير وحده في رواية قنبل {ضيئآء} بهمزتين، فقال ابن مجاهد: هو غلط.
وقرأ الباقون {ضيآءً} بهمزة بعد الألف وهو الصواب.
قال أبو عبد الله: ضيآءٌ جمع ضوء مثل بحر وبحار فالضاد فاء الفعل والواو عين الفعل، والهمزة لام الفعل، فلما اجتمعت وجب أن تقول: ضواءً،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/261]
فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها كما تقول: ميزان وميقات، والأصل: موزان وموقات، وكما قالوا: سياط وحياض، والأصل: سواط وحواض، وجائز أن يكون الضياء مصدرًا مثل الصوم والصلاة، وقد حكى ضواءً قالوا: على الأصل لغة، ومنه صام صيامًا وقام قيامًا والأصل: صوام وقوام فقلبت الواو ياء فأعرف ذلك.
وكأن ابن كثير شبه {ضئآء} حيث قرأ بهمزتين بقوله: {رئأء الناس} فيجوز أن يكون «ضئآء» مصدرًا لقولهم: ضاء القمر يضوء ضوءًا وضئاء كما تقول: قام يقوم قياما، والاختيار أضاء القمر يضيء إضاءة. وزاد اللحياني ضواء القمر لغة ثالثة؛ لأن الله تعالى قال: {كلما أضاء لهم}.
فإن سأل سائل فقال: لم قال الله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل} ولم يقل: قدرهما؟
ففي ذلك جوابان:
أحدهما: أن الهاء تعود على القمر فقط، إذ كان يعلم به انقضاء السنة والشهور والحساب.
والجواب الثاني: أن يكون أراد قدرهما فاجتزى بأحدهما كما قال تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} أنشدني ابن مجاهد رحمة الله عليه:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/262]
رماني بأمر كنت منه ووالدي = بريئًا ومن أجل الطوى رماني
ولم يقل: بريئين. [ويروى} «ومن جول» [وهو] الصواب، والجول والجال: جانب البئر، ومعنى هذا البيت أن هذا الرجل الذي شتمني وقذفني يرجع مغبة فعله عليه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/264]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله جلّ وعزّ: يفصل الآيات [يونس/ 5].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: يفصل الآيات بالياء.
وروى محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير بالنون.
حدّثني مضر بن محمد عن البزّيّ بإسناده عن ابن كثير بالنون.
وحدّثني الحسن بن مخلد عن البزّيّ بالياء.
وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي: نفصل* بالنون.
قال أبو علي: من قال: يفصل فلأنّه قد تقدم ذكر الله تعالى، فأضمر الاسم في الفعل. ومن قال: نفصل بالنون؛ فهذا المعنى يريد، ويقوّيه: تلك آيات الله نتلوها [البقرة/ 252، آل عمران/ 108، الجاثية/ 6] وقد تقدم
[الحجة للقراء السبعة: 4/252]
أوحينا فيكون نفصل* محمولا على أوحينا إلا أن الياء أولى، لأنّ الاسم الذي يعود إليه أقرب إليه من أوحينا). [الحجة للقراء السبعة: 4/253]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير وحده: ضئاء والقمر نورا [يونس/ 5] بهمزتين في كلّ القرآن، الهمزة الأولى قبل الألف، والثانية بعدها، كذلك قرأت على قنبل، وهو غلط.
وقرأ الباقون بهمزة واحدة في كلّ القرآن.
وكان أصحاب البزّي، وابن فليح ينكرون هذا، ويقرءون مثل قراءة الناس ضياء.
وأخبرني الخزاعيّ عن عبد الوهاب بن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: ضياء بهمزة بعد الألف في كلّ القرآن، ولا يعرفون الأخرى.
قال أبو علي: الضياء لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون جمع ضوء، كسوط، وسياط وحوض، وحياض، أو مصدر ضاء يضوء ضياء، كقولك: عاذ عياذا، وقام قياما وعاد عيادة وعلى أيّ الوجهين حملته، فالمضاف محذوف.
المعنى: جعل الشمس ذات ضياء، والقمر ذا نور.
أو يكون: جعلا النور والضياء لكثرة ذلك منهما.
فأمّا الهمزة في موضع العين من ضياء، فيكون على القلب، كأنه قدّم اللام التي هي همزة إلى موضع العين،
[الحجة للقراء السبعة: 4/258]
وأخّرت العين التي هي واو إلى موضع اللام، فلما وقعت طرفا بعد ألف زائدة، انقلبت همزة، كما انقلبت في: شقاء وغلاء. وهذا إذا قدّرته جمعا كان أسوغ، ألا ترى أنهم قالوا:
قوس وقسيّ، فصحّحوا الواحد، وقلبوا في الجميع.
وإذا قدّرته مصدرا كان أبعد، لأن المصدر يجري على فعله في الصحّة والاعتلال، والقلب ضرب من الاعتلال، فإذا لم يكن في الفعل لم ينبغ أن يكون في المصدر أيضا، ألا ترى أنّهم قالوا: لاوذ لواذا، وبايع بياعا، فصحّحوهما في المصدر لصحتهما في الفعل، وقالوا: قام قياما؛ فأعلّوه ونحوه لاعتلاله في الفعل). [الحجة للقراء السبعة: 4/259]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هو الّذي جعل الشّمس ضياء} {ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ يفصل الآيات لقوم يعلمون}
[حجة القراءات: 327]
قرأ ابن كثير في رواية القواس (جعل الشّمس ضئاء) بهمزتين وحجته قوله تعالى {رئاء النّاس} وضئاء جمع ضوء مثل بحر وبحار والأصل ضواء فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فصارت ضياء كما تقول ميزان وميقات وجائز أن يكون الضياء مصدرا مثل الصّوم والصّيام والأصل صوام فقلبت الواو ياء تقول ضاء القمر يضوء ضوءا وضياء كما تقول قام يقوم قياما
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص {يفصل الآيات} بالياء إخبار عن الله وحجتهم قوله {ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ} فجعلوا الفعل مسندًا إليه بلفظ التّوحيد فكأنّه قال يفصل الله الآيات
وقرأ الباقون {نفصل} بالنّون وحجتهم أن ما جاء في القرآن من قوله {فصلنا} و{نفصل} بلفظ الجمع كثير فألحق به ما كان له نظيرا ليكون الكلام على سياق واحد). [حجة القراءات: 328]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: «ضياءً» قرأه قنبل بهمزتين، بينهما ألف، حيث وقع، وقرأ الباقون بياء قبل الألف.
وحجة من قرأ بهمزتين أن «ضياء» جمع ضوء كسوط وسياط فالياء منقلبة من واو، لانكسار ما قبلها، ويجوز أن تكون مصدرًا لـ «ضاء»، لكنه في الوجهين قلبت عين الفعل، وهو الياء المنقلبة إلى موضع لام الفعل، وهو الهمزة وردت الهمزة في موضع الياء، فلما تطرفت الياء بعد ألف زائدة قلبت همزة، كما فعل في «دعاء وسقاء» فصارت همزة قبل الألف، وهي الأصلة التي هي لام الفعل من «ضوء» وهمزة بعد الألف، وهي المنقلبة عن الياء، المنقلبة عن واو، ولو
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/512]
قلت: إن الهمزة انقلبت عن واو؛ لأن الياء لما تأخرت وزالت عنها الكسرة، التي قبلها، رجعت إلى أصلها وهو الواو، فقلبت همزة كـ «دعاء» لجاز ذلك.
2- وحجة من لم يهمز، وترك الياء قبل الألف، على حالها أنه أتى بالاسم على أصله ولم يقلب من حروفه شيئًا في موضع شيء، والياء بدل من واو «ضوء» لانكسار ما قبلها، وكونه مصدرًا في هذه القراءة أحسن، لأن المصدر يبعد فيه القلب والتغيير، إنما حقه أن يجري على فعله في الاعتلال، وفعله غير مقلوب، ويجوز أن يكون جمعًا غير مقلوب أتى على أصله، وكون «ضياء » جمع «ضوء» في قراءة من همز همزتين أحسن لأن الجمع يحسن فيه القلب ويكثر، كـ «قسا» والاختيار ترك القلب والتغيير، وتركُ الهمز في موضع الياء، لأن عليه الجماعة وهو الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يُفصل الآيات} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص بالياء على لفظ الغائب، ردوه ع لى قوله: {ما خلق الله ذلك}، وعلى قوله: {هو الذي جعل الشمس}، وعلى قوله: {إن ربكم الله} «3» وعلى قوله: {ذلكم الله ربكم}، وعلى قوله: {وعد الله} «4» كله بلفظ الغيبة، على الإخبار عن الله جل ذكره، وقرأ الباقون «نفصل» بالنون، على لفظ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/513]
الإخبار عن الله جل ذكره عن نفسه بفعله، وهو يرجع إلى القراءة بالياء في المعنى ودليله قوله تعالى: {تلك آيات الله نتلوها عليك} «البقرة 252» وهو إجماع، ويقويه أن قبله {أوحينا} «3» على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه.). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/514]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {ضِئَاءً} [آية/ 5] بهمزتين:
قرأها ابن كثير- ل- في كل القرآن، وروى الخزاعي وأبو ربيعة المكي عنه بهمزة واحدة.
وقرأ الباقون {ضِيَاءً} بهمزة واحدة.
[الموضح: 614]
والوجه في الهمزتين أن أصله {ضِيَاءً} بياء بعد الضاد وهمزة واحدة في الطرف؛ لأنه مصدر ضاء ضياء كقام قيامًا، أو جمع ضوء كسوط وسياط وثوب وثياب، فالياء فيه منقلبة عن واو، فالأصل: ضواء بالواو، فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ولاعتلالها في الفعل أو الواحد، ولقربها من الطرف، فبقي ضياء كقراءة الأكثرين، ثم إنهم قلبوا الكلمة، فجعلوا الهمزة التي وقعت طرفًا في موضع العين، وجعلوا الياء التي هي عين في الطرف فبقي ضئايٌ بهمزة بعد الضاد وياء بعد الألف، ثم إنهم قلبوا الياء همزة لوقوعها طرفًا بعد ألف زائدة فبقي ضئاء بهمزتين، وإذا حملت الكلمة على أنها جمع كان أولى؛ لأن القلب بالجمع أليق.
وأما قراءة الباقين وهم الأكثرون {ضِيَاءً} بهمزة واحدةٍ، فهو الأصل الذي لم يقلب، وهو فعال جمعًا أو مصدراً كما ذكرناه). [الموضح: 615]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {يُفَصِّلُ الآيَاتِ} [آية/ 5] بالياء:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم- ص- ويعقوب.
والوجه أن الفعل لله تعالى، وقد تقدم ذكرا لله تعالى في قوله {مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إلاَّ بِالْحَقِّ} ففي {يُفَصِّلُ} ضمير اسم الله عز وجل.
وقرأ الباقون {نُفَصِّلُ} بالنون.
والوجه أنه في المعنى مثل ما تقدم؛ لأن الذي يفصل الآيات هو الله تعالى، إلا أنه ذكره بالنون؛ ليوافق لفظ ما تقدم من قوله سبحانه {أَنْ أَوْحَيْنَا
[الموضح: 615]
إلَى رَجُلٍ وقد سبق كثيرٌ من أمثاله، فمضى الكلام فيه). [الموضح: 616]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس