عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (54) إلى الآية (57) ]
{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)}


قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)}
قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كما استخلف الّذين (55)
قرأ أبو بكر عن عاصم (كما استخلف الّذين) بضم التاء وكسر اللام.
وقرأ الباقون (كما استخلف الّذين) بفتح التاء واللام.
قال أبو منصور: معنى (كما استخلف): كما استخلف اللّه الّذين من قبلهم.
ومن قرأ (كما استخلف الّذين من قبلهم) الذين، في موضع الرفع لأنه مفعول لم يسم فاعله ومعنى استخلفهم، أي: جعلهم يخلفون من قبلهم، أي: يكونون بدل من كان قبلهم في الأرض). [معاني القراءات وعللها: 2/211]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ليبدلنهم} [55].
قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم {يبدلنهم} خفيفًا.
وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم مشددًا. وقد ذكرت الفرق بينهما في سورة (النساء)، و(الكهف) فأغني عن الإعادة ها هنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/111]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {كما استخلف الذين} [55].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر {كما استخلف} بضم التاء على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون {كما استخلف}. بفتح التاء لذكر الله تعالى قبل ذلك وبعده. فمن ضم التاء فــ {الذين} في موضع رفع. ومن فتح التاء {فالذين} في موضع نصب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/114]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: (وليبدلنهم) [النور/ 55] كتب في سورة الكهف.
حفص عن عاصم (ولنبدّلنهم) مشددة وكذلك في سأل سائل مشددة وتخفّف في التحريم ونون والكهف. وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر: وليبدلنهم مشددة، وخفّفوا التي في الكهف والتحريم، ونون، وقد ذكر في سورة الكهف. ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر في النور مخفّفة، وليبدلنهم وكذا كلّ شيء في القرآن خفيف.
[قال أبو علي] قد مرّ القول فيه فيما تقدّم في سورة الكهف). [الحجة للقراء السبعة: 5/327]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح اللام وكسرها من قوله تعالى: كما استخلف الذين [النور/ 55]. فقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (كما استخلف) بضم التاء وكسر اللام، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم:
استخلف بفتح التاء واللام.
[قال أبو علي]: الوجه كما استخلف، ألا ترى أنّ اسم الله تعالى قد تقدّم ذكره، وأنّ الضمير في ليستخلفنهم في الأرض [النور/ 55] يعود إلى الاسم؟ فكذلك في قوله تعالى: كما استخلف، ألا ترى أنّ المعنى: ليستخلفنّهم استخلافا كاستخلافه الذين من قبله؟
[الحجة للقراء السبعة: 5/331]
ووجه (استخلف) أنّه يراد به ما أريد باستخلف). [الحجة للقراء السبعة: 5/332]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الّذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} 55
قرأ أبو بكر {استخلف} بضم التّاء على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون كما استخلف بفتح التّاء لذكر الله تعالى قبل ذلك وبعده فمن ضم التّاء ف الّذين في موضع رفع ومن فتح التّاء ف الّذين في موضع نصب
قرأ ابن كثير وأبو بكر {وليبدلنهم} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد
قال الفراء هما متقاربان فإذا قلت للرجل قد بدلت معناه قد تغير حالك ولم يأت مكانك آخر وكل ما غير عن حاله فهو مبدل وقد يجوز بالتّخفيف مبدل وليس بالوجه فإذا جعلت الشّيء مكان الشّيء قلت أبدلته أبدل لي هذا الدّرهم أي أعطني مكانه وبدل جائزة فمن قال وليهدلنهم فكأنّه أراد أن يجعل الخوف أمنا ومن قال ليبدلنهم بالتّخفيف قال الأمن خلاف الخوف فكأنّه قال اجعل لهم مكان الخوف أمنا أي ذهب بالخوف وجاء الأمن وهذا موضع اتساع العرب في العربيّة). [حجة القراءات: 504]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (29- قوله: {كما استخلف} قرأه أبو بكر بضم التاء وكسر اللام، على ما لم يسم فاعله، و{الذين} في موضع رفع لقيامهم مقام الفاعل، لكن هو جمع بُني كما بنى الواحد، ومن العرب من يجعله معربًا كما أعربت تثنيته فيقول في الرفع: اللذون، كما قال في رفع الاثنين: اللذان، وقرأ الباقون بفتح التاء واللام، على ما سمي فاعله، و{الذين} في موضع نصب، والفاعل مضمر في {استخلف}، وهو الله جل ذكره، لتقدم ذكره في: {وعد الله} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/142]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (30- قوله: {وليبدلنهم} قرأه ابن كثير وأبو بكر بالتخفيف، جعلوه من «أبدل» وقرأ الباقون بالتشديد جعلوه من «بدّل» وهما لغتان: أبدل وبدّل، وفي التشديد معنى التكثير، وقد مضى له نظائر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/142]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {كَمَا اسْتُخْلِفَ} [آية/ 55] بضم التاء وكسر اللام:
رواها ياش- عن عاصم.
والوجه أنه على بناء الفعل للمفعول به، إذ علم أن المستخلف لهم هو الله عز وجل.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {كَمَا اسْتَخْلَفَ} بفتح التاء واللام.
والوجه أن الفعل مبني للفاعل، وهو مسندٌ إلى ضمير اسم الله تعالى، وقد تقدم ذكره في قوله سبحانه {وَعَدَ الله الَّذِينَ آَمَنُوا} فقوله {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} يعود إليه، فكذلك {كَمَا اسْتَخْلَفَ}، والمعنى: ليستخلفنهم استخلافًا كاستخلافه الذين من قبلهم). [الموضح: 921]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {وَلَيُبْدِلَنَّهُمْ} [آية/ 55] بسكون الباء وتخفيف الدال:
قرأها ابن كثير وعاصم ياش- ويعقوب.
وقرأ الباقون {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} بفتح الباء وتشديد الدال.
ووجه هذه الكلمة قد تقدم في سورة الكهف). [الموضح: 922]

قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)}
قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {لا تحسبن الذين كفروا معجزين} [57].
قرأ ابن عامر وحمزة بالياء.
وقرأها الباقون بالتاء فموضع {الذين} نصب، و{معجزين} المفعول الثاني، والمفعول الثاني لمن قرأ بالياء {في الأرض}.
وقال الأخفش: من قرأ بالياء يجوز أن يكون {الذين} في موضع نصب على تقدير: {ولا يحسبن الذين} محمد صلى الله عليه وسلم الفاعل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/114]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ حمزة وحفص وابن عامر: (لا يحسبن) [النور/ 57] بالياء وفتح السين. وقرأ الباقون لا تحسبن بالتاء، وفتح عاصم وابن عامر وحمزة السين وكسرها الباقون.
قال أبو علي: من قال: (يحسبنّ) بالياء جاز أن يكون فاعل الحسبان أحد شيئين: إمّا أن يكون قد تضمّن ضميرا للنّبي، صلّى الله عليه وآله وسلّم، كأنّه: لا يحسبنّ النبي [صلّى الله عليه وسلّم] الذين كفروا معجزين، فالذين في موضع نصب بأنّه المفعول الثاني، ويجوز أن يكون فاعل الحسبان: الذين كفروا، ويكون المفعول الأوّل محذوفا تقديره: لا يحسبنّ الذين كفروا أنفسهم سبقوا، ومن قرأ: لا تحسبن ففاعل الفعل المخاطب ومفعولاه ما بعد يحسبن، وحسب يحسب وحسب يحسب لغتان). [الحجة للقراء السبعة: 5/332]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا تحسبن الّذين كفروا معجزين في الأرض}
[حجة القراءات: 504]
قرأ ابن عامر وحمزة (ولا يحسبن الّذين كفروا معجزين) بالياء وجاز أن يكون فاعل الحسبان أحد شيئين إمّا أن يكون قد يضمر النّبي صلى الله عليه كأنّه قال لا يحسبن محمّد الّذين كفروا معجزين والّذين المفعول الأول والمفعول الثّاني معجزين ويجوز أن يكون فاعل الحسبان الّذين كفروا ويكون المفعول الأول محذوفا تقديره لا يحسبن الّذين كفروا إيّاهم معجزين في الأرض
وقرأ الباقون {لا تحسبن الّذين} بالتّاء أي لا تحسبن يا محمّد الكافرين معجزين أي قدرة الله محيطة بهم). [حجة القراءات: 505]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (31- قوله: {لا تحسبن الذين} قرأه حمزة وابن عامر بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/142]
وحجة من قرأ بالياء أنه جعل فاعل الحسبان النبي صلى الله عليه وسلم، لتقدم ذكره في قوله: {وأطيعوا الرسول} «56» وتقديره: لا يحسبن محمد الذين كفروا معجزين، و«الذين، ومعجزين» مفعولا حسب، ويجوز أن يكون فاعل الحسبان {الذين كفروا} على أن يكون المفعول الأول محذوفًا، تقديره: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين.
32- وحجة من قرأ بالتاء أنه ظاهر النص، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الفاعل، و«الذين كفروا، ومعجزين» مفعولا حسب، وقد تقدم ذكر فتح السين وكسرها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/143]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آية/ 57] بالياء:
قرأها ابن عامر وحمزة.
والوجه أن فاعل {يَحْسَبَنَّ} يجوز أن يكون ضمير النبي صلى الله عليه (وسلم) كأنه قال: لا يحسبن النبي الذين كفروا معجزين، فيكون {الَّذِينَ كَفَرُوا} نصبًا؛ لأن المفعول الأول، و{مُعْجِزِينَ} مفعول ثان.
ويجوز أن يكون فاعل {يَحْسَبَنَّ} قوله {الَّذِينَ كَفَرُوا} فيكون في موضع رفع، ويكون المفعول الأول محذوفًا، وقوله {مُعْجِزِينَ} مفعولًا ثانيًا، والتقدير: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين.
وقرأ الباقون {لَا تَحْسَبَنَّ} بالتاء.
والوجه أن فاعل {تَحْسَبَنَّ} ضمير المخاطب وهو النبي صلى الله عليه (وسلم)، و{الَّذِينَ كَفَرُوا} مفعول أول، و{مُعْجِزِينَ} مفعول ثان.
وابن عامر وعاصم وحمزة يفتحون السين من {يَحْسَبَنَّ}، والباقون يكسرونها.
وقد مضى الكلام في أن فتح السين منه وكسرها لغتان). [الموضح: 922]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس