عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:27 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {يهب لمن يشاء إناثاً...}.
محضاً لا ذكور فيهن، ويهب لمن يشاء الذكور محضاً لا إناث فيهم، أو يزوجهم يقول: يجعل بعضهم بنين، ويجعل بعضهم بنات ذلك التزويج في هذا الموضع. والعرب تقول: له بنون شطرة إذا كان نصفهم ذكوراً، ونصفهم إناثاً، ومعنى هذا -والله أعلم- كمعنى ما في كتاب الله). [معاني القرآن: 3/26]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ يهب لمن يشاء إناثاً }: أي أنثى, {ويهب لمن يشاء الذّكور}: أي: ذكراً). [مجاز القرآن: 2/201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذّكور * أو يزوّجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنّه عليم قدير}
أي: ويجعل ما يهبه من الولد: ذكرانا, وإناثا). [معاني القرآن: 4/402](م)

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أو يزوّجهم ذكراناً وإناثاً}: أنثى وأنثى, وذكراً وذكراً, أو ذكراً و أنثى). [مجاز القرآن: 2/201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أو يزوّجهم ذكراناً وإناثاً} :أي: يجعل بعضهم بنين، وبعضهم بنات, تقول العرب: زوجت إبلي، إذا قرنت بعضها ببعض, وزوجت الصغار بالكبار: إذا قرنت كبيرا بصغير). [تفسير غريب القرآن: 394]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذّكور * أو يزوّجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنّه عليم قدير}
أي: ويجعل ما يهبه من الولد ذكرانا وإناثا.
فمعنى: {يزوّجهم ذكرانا وإناثا} أي: يقرنهم، وكل اثنين يقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان، كل واحد منهما يقال له زوج.
تقول: عندي زوجان من الخفاف، يعني أن عندك من العدد اثنين أي خفين، وكذلك المرأة وزوجها زوجان.
وقوله: {ويجعل من يشاء عقيما} أي: يجعل المرأة عقيما، وهي التي لا تلد، وكذلك رجل عقيم أيضا لا يولد له، وكذلك الريح العقيم: التي لا يكون عنها مطر, ولا خير). [معاني القرآن: 4/402]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما}
قال عبيدة، وأبو مالك, والحسن، ومجاهد، والضحاك: والمقصود لفظ عبيدة, أي: يهب لمن يشاء ذكورا يولدون له ولا يولد له إناث, ويهب لمن يشاء إناثا يولدون له ولا يولد له ذكر, أو يزوجهم ذكرانا وإناثا يولد له ذكور ويولد له إناث, قال عبيدة: ويجعل من يشاء عقيما لا يولد له.
قال أبو جعفر: يقال لكل اثنين مقترنين: زوجان, كل واحد منهما زوج, من ذلك: الرجل والمرأة, والخفان, والنعلان فمعنى: {يزوجهم ذكرانا وإناثا }: يقرنهم, أي يقرن لهم, كما قال: {والقمر قدرناه منازل}.
ويقال: زوجت إبلي صغيرها وكبيرها, أي: قرنت صغيرها مع كبيرها.
ويقال: رجل عقيم: لا يولد له, وامرأة عقيم: لا تلد, وريح عقيم: لا تأتي بمطر, ولا خير). [معاني القرآن: 6/325-326]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أو يزوجهم}: أي: يقرنهم). [ياقوتة الصراط: 457]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان لبشرٍ أن يكلّمه اللّه إلاّ وحياً...}.
كما كان النبي صلى الله عليه يرى في منامه، ويلهمه، أو من وراء حجاب، كما كلّم موسى من وراء حجاب، أو يرسل رسولا ملكا من ملائكته, فيوحي بإذنه، ويكلم النبي بما يشاء الله, وذلك في قوله: {أو يرسل رسولا...}: الرفع, والنصب أجود ...
- رفع نافع المدينيّ، ونصبت العوام, ومن رفع {يرسل}, قال: {فيوحي}, مجزومة الياء). [معاني القرآن: 3/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أن يكلّمه اللّه إلّا وحياً}: في المنام، {أو من وراء حجابٍ}: كما كلم موسى عليه السلام، {أو يرسل رسولًا}: أي: ملكا، {فيوحي بإذنه ما يشاء}: فيكلمه عنه بما يشاء). [تفسير غريب القرآن: 394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكتبوا: {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}بالياء، {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} بالياء في الحرفين جميعا، كأنهما مضافان، ولا ياء فيهما، إنما هي مكسورة). [تأويل مشكل القرآن: 56-58](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قول من قال منهم: إن قوله للملائكة: {اسْجُدُوا لِآَدَمَ} إلهام، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} أي إلهاما- فما ننكر أنّ القولَ قد يُسَمَّى وحياً، والإيماء وحياً، والرمز بالشفتين والحاجبين وحياً، والإلهام وحياً. وكل شيء دللت به فقد أوحيت به، غير أنَّ إلهام النّحل تسخيرها لاتخاذ البيوت، وسلوك السّبل والأكل من كل الثمرات.
وقال العجّاج وذكر الأرض:

وَحَى لَها القَرارَ فاستقَرَّتِ
أي: سخّرها لأن تستقر، فاستقرت.
وأما قوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} فالوحي الأول: ما أراه الله تعالى الأنبياء في منامهم.
والكلام من وراء الحجاب: تكليمه موسى.
والكلام بالرسالة: إرساله الروح الأمين بالرّوح من أمره إلى من يشاء من عباده.
ولا يقال لمن ألهمه الله: كلّمه الله، لما أعلمتك من الفرق بين (الكلام) (والقول).
ولا يجوز أن يكون قوله للملائكة وإبليس، وطول مراجعته إياه في السّجود، والخروج من الجنة، والنّظرة إلى يوم البعث- إلهاما. هذا ما لا يعقل. وإن كان ذلك تسخيرا فكيف يسخّر لشيء يمتنع منه؟). [تأويل مشكل القرآن: 111-112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الوحي: كلّ شيء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة...
والوحي: إعلام في المنام، كقوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ}). [تأويل مشكل القرآن: 489-490]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وما كان لبشر أن يكلّمه اللّه إلّا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنّه عليّ حكيم}
يقرأ: (أو يرسل) برفع {يرسل}, و(فيوحي) بإسكان الياء.
والتفسير: أن كلام الله للبشر إما أن يكون برسالة ملك إليهم كما أرسل إلى أنبيائه، أو من وراء حجاب كما كلم موسى عليه السلام، أو بإلهام يلهمهم.
قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله تعالى : {أو يرسل رسولا} بالنصب.
فقال:{يرسل} محمول على {أن يوحي}هذه التي في قوله أن يكلمه اللّه.
قال: لأن ذلك غير وجه الكلام لأنه يصرف المعنى: ما كان لبشر أن يرسل اللّه رسولا، وذلك غير جائز، لأن ما نرسل محمول على وحي.
المعنى: ماكان لبشر أن يكلمه اللّه إلا بأن يوحي, أوأن يرسل.
ويجوز الرفع في {يرسل} على معنى الحال، ويكون المعنى: ما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا موحيا, أو مرسلا رسولا كذلك كلامه إيّاهم.
قال الشاعر:




وخيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع



ومثل قوله: (أو يرسل) بالنصب قوله الشاعر:




ولولا رجال من رزام أعزّة وآل سبيع أو أسوءك علقما



والمعنى: أو أن أسوءك.
وقال: ويجوز أن يرفع (أو يرسل) على معنى: أو هو يرسل، وهذا قول الخليل, وسيبويه, وجميع من يوثق بعلمه). [معاني القرآن: 4/402-403]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء}
في المعنى قولان:
- فالذي عليه أهل التفسير ما قاله مجاهد, قال: {إلا وحيا}: أن ينفث في قلبه.
{أو من وراء حجاب}: كما كلم موسى صلى الله عليه وسلم , {أو يرسل رسولا } كما أرسل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وإلى أشباهه.
- والقول الآخر: أن معنى: {إلا وحيا}: كما أوحي إلى الأنبياء صلى الله عليهم بإرسال جبريل صلى الله عليه, {أو من وراء حجاب}: كما كلم موسى, {أو يرسل رسولا}: إلى الناس عامة
ويقرأ: {أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه}: وهذا في موضع الحال, أي : الذي يقوم مقام الكلام ما ذكر, ويجوز أن يكون مقطوعا من الأول). [معاني القرآن: 6/326-327]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِلَّا وَحْيًا}: أي: في المنام, {أو مِن وَرَاء حِجَابٍ}: كما كلم موسى عليه السلام, {أو يُرْسِلَ رَسُولًا}: أي: ملكاً, {فَيُوحِيَ}: إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" ما شاء الله مثل جبريل عليه السلام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 220]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً...}
يعني التنزيل، وقال بعضهم: أراد القرآن والإيمان، وجاز أن يقول: جعلناه لاثنين؛ لأن الفعل في كثرة أسمائه يضبطه الفعل، ألا ترى أنك تقول: إقبالك وإدبارك يغمني، وهما اثنان فهذا من ذلك). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالدعاء، كقوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، أي نبيّ يدعوهم.
وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}أي يدعون، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي تدعو).[تأويل مشكل القرآن: 443-444](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكلام الله: روح، لأنه حياة من الجهل وموت الكفر، قال: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} [غافر: 15]، وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}). [تأويل مشكل القرآن: 487](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله جلّ وعزّ: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم}
أي: فعلنا في الوحي اليك, كما فعلنا بالرسل من قبلك.
وموضع {كذلك} نصب بقوله {أوحينا}.
ومعنى {روحا من أمرنا}: ما نحيي به الخلق من أمرنا, أي: ما يهتدى به, فيكون حيّا.
- وقوله: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا}, ولم يقل جعلناهما لأن المعنى: ولكن جعلنا الكتاب نورا، وهو دليل على الإيمان.
- وقوله: {وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم}، ويقرأ: (وإنّك لتهدي)، فمن قرأ (لتَهْدِي)، فالمعنى تهدي بما أوحينا إليك إلى صراط مستقيم، ويجوز أن يكون {لَتُهْدَى}مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأمّته، فيكون المعنى: وإنك وأمتك لتهدون إلى صراط مستقيم، كما قال: {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء}, فهو بمنزلة: يا أيها الناس المؤمنون إذا طلقتم النساء). [معاني القرآن: 4/403-404]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا}
قال ابن عباس: النبوة.
قال أبو جعفر: أي: وكذلك أوحينا إليك ما تحيا به النفوس, أي: ما تهتدي به.
وقال قتادة والحسن: {روحا من أمرنا}, أي: رحمة من عندنا.
وقوله جل وعز: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}: أي: بما أوحينا إليك.
وقال معلى: سمعت حوشبا يقرأ: {وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم}
وفي قراءة أبي: {وإنك لتدعو إلى صراط مستقيم}.
قال أبو جعفر: وهذا لا يقرا به لأنه مخالف للسواد, وإنما يحمل ما كان مثله على أنه من قائله على جهة التفسير, و كما قال سفيان في قوله جل وعز: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} أي: لتدعو.
وروى معمر, عن قتادة في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}, قال: لكل قوم هاد). [معاني القرآن: 6/328-329]

تفسير قوله تعالى: {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({صراط اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض ألا إلى اللّه تصير الأمور}
وقال: {ألا إلى اللّه تصير الأمور} لأن الله تبارك وتعالى يتولى الأشياء دون خلقه يوم القيامة, وهو في الدنيا قد جعل بعض الأمور إليهم من الفقهاء, والسلطان, وأشباه ذلك). [معاني القرآن: 4/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكنى عن كل شيء: بالأمر، لأن كلّ شيء يكون فإنما يكون بأمر الله، فسميت الأشياء: أمورا، لأن الأمر سببها، يقول الله تعالى: {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}). [تأويل مشكل القرآن: 515]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (
وقوله: {صراط اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض ألا إلى اللّه تصير الأمور}
{صراط اللّه}: خفض بدل من{صراط مستقيم}، المعنى: وإنّك لتهدي إلى صراط اللّه.
ويجوز (صراط اللّه) بالرفع، و (صراط اللّه) بالنصب.
ولا أعلم أحدا قرأ بهما, ولا بواحدة منهما، فلا تقرأنّ بواحدة منهما لأن القراءة سنّة, لا تخالف، وإن كان ما يقرأ به جائزا في النحو). [معاني القرآن: 4/404]

رد مع اقتباس