عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17 رمضان 1433هـ/4-08-2012م, 02:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في أسباب نزول سورة التوبة :
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): ( فصل
فأما سبب نزولها، فقال المفسرون: أخذت العرب تنقض عهودا بنتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره الله تعالى بإلقاء عهودهم إليهم فأنزل براءة في سنة تسع، فبعث رسول الله أبا بكر أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج في تلك السنة، وبعث معه صدرا من براءة؛ ليقرأها على أهل الموسم فلما سار دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فقال: ((اخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس بذلك)).
فخرج علي على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر، فرجع أبو بكر فقال: (يا رسول الله أنزل في شأني شيء؟)
قال: ((لا، ولكن لا يبلغ عني إلا رجل مني أما ترضى أنك كنت صاحبي في الغار وأنك صاحبي على الحوض؟))
قال: (بلى يا رسول الله).
فسار أبو بكر أميرا على الحج وسار علي ليؤذن بـ«براءة»). [زاد المسير: 3/390-391]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وأوّل هذه السّورة الكريمة نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، لمّا رجع من غزوة تبوك وهمّ بالحجّ، ثمّ ذكر أنّ المشركين يحضرون عامهم هذا الموسم على عادتهم في ذلك، وأنّهم يطوفون بالبيت عراةً فكره مخالطتهم، فبعث أبا بكرٍ الصّدّيق، رضي اللّه عنه، أميرًا على الحجّ هذه السّنة، ليقيم للنّاس مناسكهم، ويعلم المشركين ألّا يحجّوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي في النّاس ببراءة، فلمّا قفل أتبعه بعليّ بن أبي طالبٍ ليكون مبلّغًا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، لكونه عصبة له، كما سيأتي بيانه). [تفسير القرآن العظيم: 4/102]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مدنيّةٌ بالاتّفاق.
قال في "الإتقان": واستثنى بعضهم قوله: {ما كان للنبي والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} [التّوبة: 113] الآية ففي "صحيح البخاريّ" أنّ أبا طالبٍ لمّا حضرته الوفاة دخل عليه النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: ((يا عمّ قل لا إله إلّا اللّه كلمةً أحاجّ لك بها عند اللّه)) فقال أبو جهلٍ وعبد اللّه بن أبي أميّة: يا أبا طالبٍ أترغب عن ملّة عبدالمطّلب. فكان آخر قول أبي طالبٍ: أنّه على ملّة عبد المطّلب، فقال النّبي: ((لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك)).
وتوفّي أبو طالبٍ فنزلت{ما كان للنبي والّذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التّوبة: 113].
وشذّ ما روي عن مقاتلٍ: (أنّ آيتين من آخرها مكّيّتان، وهما{لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} [التّوبة: 128] إلى آخر السّورة).
وسيأتي ما روي أنّ قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاجّ}[التّوبة: 19] الآية. نزل في العبّاس إذ أسر يوم بدرٍ فعيّره عليّ بن أبي طالبٍ بالكفر وقطيعة الرّحم، فقال: (نحن نحجب الكعبة .... إلخ )). [التحرير والتنوير: 10/97]م


رد مع اقتباس