عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 محرم 1432هـ/30-12-2010م, 12:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

الصيفي والشتائي

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (النوع السابع والثامن: الصيفي والشتائي
روى مسلم من طريق معدان بن طلحة اليعمري، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب يوم جمعة فقال: (إني لا أدع شيئا أهم عندي من الكلالة، ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، فما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: ((يا عمر ألا يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء))).
وأخرج الحاكم أبو عبد الله في "المستدرك" من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة –رضي الله عنه–: (أن رجلا قال: يا رسول الله ما الكلالة؟ قال: ((أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة} الآية [النساء: 176]))). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه.
والآيات العشر في سورة النور اللواتي فيهن براءة عائشة رضي الله عنها نزلن في الشتاء، ففي "صحيح البخاري" في حديث الإفك: (فوالله ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه من البرحاء ما كان يأخذه، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه..الحديث). [مواقع العلوم: 46-47]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع السابع والثامن: الصيفي والشتائي
الأول: له أمثلة أحدها: ولم يذكر البلقيني غيره: آية الكلالة، ففي "صحيح مسلم" عن عمر: (ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: ((يا عمر ألا يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء))).
وأخرج الحاكم في "المستدرك" عن أبي هريرة: (أن رجلاً قال: يا رسول الله ما الكلالة؟ قال: ((أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} الآية [النساء: 176])))، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، قلت: وقد تقدم أن ذلك في سفر حجة الوداع.
ثانيها وثالثها ورابعها: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] وأول المائدة {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3]؛ لأن ذلك مما نزل بحجة الوداع فهو قريب الزمن من آية الكلالة.
خامسها: غالب آيات غزوة تبوك في براءة فقد كانت في شدة الحر كما في الحديث ونص الله تعالى في كتابه فقال: {وقالوا لا تنفروا في الحر} الآية [التوبة: 81].
وقد قال البيهقي في "الدلائل": أخبرنا أبو عبد الله أخبرنا أبو العباس أخبرنا أحمد أخبرنا يونس عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا كان يظهر أنه يريد غيره إلا في غزوة تبوك قال: ((يا أيها الناس: إني أريد الروم)) فأعلمهم وذلك في زمن البأس وشدة من الحر وجدب البلاد، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس: ((يا جد هل لك في بنات بني الأصفر؟)) قال: (يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد عجباً بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فائذن لي، فأنزل الله {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} الآية [التوبة: 49]، وقال رجل من المنافقين: لا تنفروا في الحر فأنزل الله: {قل نار جهنم أشد حراً} الآية [التوبة: 81]).
وأما النوع الثاني فله أمثله:
أحدها ولم يذكر البلقيني غيره: الآيات الثلاث عشرة في براءة عائشة من سورة النور.
وأولها: {إن الذين جاءوا بالإفك} الآية [النور: 11] ففي البخاري من حديثها: (فوالله ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحدٌ من البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شاتٍ من ثقل الوحي الذي ينزل عليه). الحديث.
ثانيها: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم} الآية [النور: 22]، فإنها نزلت لما حلف أبو بكر رضي الله عنه لا ينفق على مسطح شيئاً لما تكلم في الإفك فهي قريبة مما قبلها.
ثالثها: قال الواحدي: أنزل الله في الكلالة آيتين:
إحداهما في الشتاء، وهي التي في أول النساء.
والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها، وعجبت للبلقيني كيف غفل عن هذه.
رابعها: ما في سورة الأحزاب من آيات غزوة الخندق، فقد كانت في البرد ففي حديث حذيفة: (تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلاً فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا ابن اليماني: قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم)) قلت: يارسول الله، والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياءً من البرد). الحديث.
وفي بعض طرقه قال في آخره: فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود} إلى آخرها [الأحزاب: 9-27]). [التحبير في علم التفسير: 79-82]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الرابع الصيفي والشتائي
قال الواحدي: أنزل الله في الكلالة آيتين:
إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء.
والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها.
وفي "صحيح مسلم" عن عمر: (ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: ((يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء))).
وفي "المستدرك" عن أبي هريرة" (أن رجلا قال يا رسول الله ما الكلالة؟ قال: ((أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} الآية [النساء: 176]))). وقد تقدم أن ذلك في سفر حجة الوداع فيعد من الصيفي ما نزل فيها كأول المائدة.
وقوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] {واتقوا يوما ترجعون} الآية [البقرة: 281] وآية الدين [البقرة: 282] وسورة النصر.
ومنه الآيات النازلة في غزوة تبوك فقد كانت في شدة الحر أخرجه البيهقي في "الدلائل" من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال: ((يا أيها الناس إني أريد الروم)) فأعلمهم وذلك في زمان البأس وشدة الحر وجدب البلاد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس: ((هل لك في بنات بني الأصفر))؟ قال: يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد عجبا بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فائذن لي فأنزل الله: {ومنهم من يقول ائذن لي} الآية [التوبة: 49]، وقال رجل من المنافقين: {لا تنفروا في الحر} فأنزل الله: {قل نار جهنم أشد حرا} الآية [التوبة: 81]).
ومن أمثلة الشتائي قوله: {إن الذين جاؤوا بالإفك} إلى قوله: {ورزق كريم} [النور: 11-26] ففي "الصحيح" عن عائشة: (أنها نزلت في يوم شات).
والآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب فقد كانت في البرد ففي حديث حذيفة: (تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب)) قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد الحديث). وفيه: (فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود} إلى آخرها [الأحزاب: 9-27]). أخرجه البيهقي في "الدلائل"). [الإتقان في علوم القرآن: 1/149-151]


رد مع اقتباس