عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 06:47 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَالَّذينَ اِتَّخَذوا مَسجِدًا ضِرارًا وَكُفرًا وتفريقا بين المؤمنين وإرصاد لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون * لا تقم فيه أبدا ...}
قال المفسرون: إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه فحسدهم إخوتهم بنو غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجدًا ونرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فيه كما صلى في مسجد إخواننا وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصر ولبس المسوح وأنكر دين الحنيفية لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعاداه وسماه النبي عليه السلام أبا عامر
[أسباب النزول: 260]
الفاسق وخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن أعدوا واستعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح وابنوا لي مسجدًا فإني ذاهب إلى قيصر فآتي بجند الروم فأخرج محمدًا وأصحابه فبنوا له مسجدًا إلى جنب مسجد قباء وكان الذين بنوه اثني عشر رجلاً: حزام بن خالد ومن داره أخرج مسجد الشقاق وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وأبو حبيبة بن الأزعر وعباد بن حنيف وجارية بن عامر وابناه مجمع وزيد ونبتل بن حارث وبحزج وبجاد بن عثمان ووديعة بن ثابت فلما فرغوا منه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا قد بنينا مسجدًا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم فنزل عليه القرآن وأخبره الله عز وجل خبر مسجد الضرار وما هموا به فدعا رسول الله صلى الله عليه
[أسباب النزول: 261]
وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشيا قاتل حمزة وقال لهم: ((انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه)) فخرجوا وانطلق مالك وأخذ سعفًا من النخل فأشعل فيه نارًا ثم دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وتفرق عنه أهله وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ذلك كناسة تلقى فيها الجيف والنتن والقمامة.
ومات أبو عامر بالشام وحيدًا غريبًا.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا أبو العباس بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي أخبرنا إسماعيل بن زكريا حدثنا داود بن الزبرقان عن صخر بن جويرية عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال: إن المنافقين عرضوا المسجد يبنونه ليضاهئوا به مسجد قباء وهو قريب منه لأبي عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدًا فصل فيه حتى نتخذه مصلى فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت هذه الآية: {لا تَقُم فيهِ أَبَدًا}). [أسباب النزول: 262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107)}
أخرج ابن مردويه من طريق ابن إسحاق قال: ذكر ابن شهاب الزهري عن ابن أكيمة الليثي عن ابن أخي أبي رهم الغفاري: أنه سمع أبا رهم وكان ممن بايع تحت الشجرة يقول: أتى من بنى مسجد الضرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه، قال: إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه، فلما رجع نزل بذي أوان على ساعة من المدينة، فأنزل الله في المسجد: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا
[لباب النقول: 142]
وكفرا} إلى آخر القصة، فدعا مالك بن الدخشم ومعن بن عدي أو أخاه عاصم بن عدي، فقال: ((انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وأحرقاه)) ففعلا.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء خرج رجال من الأنصار منهم يخدج جد عبد الله بن حنيف، ووديعة بن خزام، ومجمع بن جارية الأنصاري، فبنوا مسجد النفاق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدج: ((ويلك ما أردت إلى ما أرى)) فقال: يا رسول الله ما أردت إلا الحسنى فأنزل الله الآية.
وأخرج ابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: إن أناسا من الأنصار بنوا مسجدا، فقال لهم أبو عامر: ابتنوا مسجدكم واستمدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر ملك فآتي بجند من الروم فأخرج محمدا وأصحابه، فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: لقد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن تصلي فيه فأنزل الله: {لا تقم فيه أبدا}.
وأخرج الواحدي عن سعد بن أبي وقاص قال: إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء لأبي عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه، فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنا بنينا مسجدا فصل فيه، فنزلت: {لا تقم فيه أبدا}.
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين}. قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم.
(ك)، وأخرج عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن أبي سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه: أن هذه الآية نزلت في أهل قباء كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} الآية.
(ك)، وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: أحدث قوم الوضوء بالماء
[لباب النقول: 143]
من أهل قباء، فنزلت فيهم: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} ). [لباب النقول: 144]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس