عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 06:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمِنهُم مَّن عاهَدَ اللهَ لئن آتانا} الآية.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال: حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الجوني قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: حدثنا معاذ بن رفاعة السلامي عن أبي عبد الملك علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه)) ثم قال مرة أخرى: ((أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة
[أسباب النزول: 252]
وذهبًا لسالت)) فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً لأوتين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم ارزق ثعلبة مالاً)) فاتخذ غنمًا فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديًا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلوات إلا الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل ثعلبة؟)) فقالوا: اتخذ غنمًا وضاقت عليه المدينة وأخبروه بخبره فقال: ((يا ويح ثعلبة)) ثلاثًا وأنزل الله عز وجل: {خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةٌ تُطَهِرَهُم وَتُزكيهِم بِها} وأنزل فرائض الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة رجلاً من جهينة ورجلاً من بني سليم وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة وقال لهما: ((مرا بثعلبة وبفلان رجل من بني سليم فخذا صدقاتهما)) فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله عليه السلام فقال ثعلبة: ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية ما أدري ما هذا انطلقا حتى تفرغا ثم تعودا إلي فانطلقا وأخبرا السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهم بها فلما رأوها قالوا: ما يجب هذا عليك وما نريد أن نأخذ هذا منك قال: بلى خذوه فإن نفسي بذلك طيبة وإنما هي إبلي فأخذوها منه فلما فرغا من صدقتهما رجعا حتى مرا بثعلبة فقال: أروني كتابكما حتى أنظر فيه فقال: ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى أتيا النبي عليه السلام فلما رآهما قال: ((يا ويح ثعلبة)) قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبركة وأخبروه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي فأنزل الله عز وجل: {وَمِنهُم مَن عاهَدَ اللهَ لَئِن آَتانا مِن فَضلِهِ لَنَصَّدَقَنَّ} إلى قوله تعالى: {وَبِما كانوا يَكذِبونَ} وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتى ثعلبة فقال: ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله تعالى فيك: كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى
[أسباب النزول: 253]
أتى النبي عليه السلام فسأله أن يقبل منه صدقته فقال: ((إن الله قد منعني أن أقبل منك صدقتك)) فجعل يحثو التراب على رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني)) فلما أبى أن يقبل منه شيئًا رجع إلى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئًا ثم أتى أبا بكر حين استخلف فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال: لم يقبلها رسول الله وأنا أقبلها؟! فقبض أبو بكر وأبى أن يقبلها فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتاه فقال: يا أمير المؤمنين اقبل صدقتي فقال: لم يقبلها رسول الله ولا أبو بكر وأنا أقبلها منك؟! فلم يقبلها وقبض عمر ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبلها ولا أبو بكر ولا عمر وأنا أقبلها منك فلم يقبلها عثمان وهلك ثعلبة في خلافة عثمان). [أسباب النزول: 254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}
أخرج الطبراني وابن مردويه وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن أبي أمامة: أن ثعلبة بن حاطب قال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا، قال: ((ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه))، قال: والله لئن آتاني الله مالا لأوتين كل ذي حق حقه، فدعا له فاتخذ غنما، فنمت حتى ضاقت عليه أزقة المدينة فتنحى بها وكان يشهد الصلاة ثم يخرج إليها ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها، فكان يشهد الجمعة ثم يخرج
[لباب النقول: 138]
إليها ثم نمت فتنحى بها، فترك الجمعة والجماعات، ثم أنزل الله على رسوله: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} فاستعمل على الصداقات رجلين وكتب لهما كتابا فأتيا ثعلبة فأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انطلقا إلى الناس، فإذا فرغتم فمروا بي ففعلا، فقال: ما هذه إلا أخت الجزية فانطلقا، فأنزل الله: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله} -إلى قوله- {يكذبون} الحديث.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه). [لباب النقول: 139]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس