عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 06:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يَحلِفونَ بِاللهِ ما قالُوا} الآية.
قال الضحاك: خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك فكانوا إذا خلا بعضهم إلى بعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وطعنوا في الدين فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم)) فحلفوا ما قالوا شيئًا من ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية إكذابًا لهم.
وقال قتادة ذكر لنا أن رجلين اقتتلا رجل من جهينة ورجل من غفار فظهر الغفاري على الجهيني فنادى عبد الله بن أبي يا بني الأوس انصروا أخاكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك ووالله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسمع بها رجل من المسلمين فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إليه فجعل يحلف بالله ما قال فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 251]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا}
قال الضحاك: هموا أن يدفعوا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة
[أسباب النزول: 251]
وكانوا قومًا قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معه فجعلوا يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة فتقدم بعضهم وتأخر بعضهم وذلك كان ليلاً قالوا: إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي وكان قائده في تلك الليلة عمار بن ياسر وسائقه حذيفة فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين فقال: إليكم إليكم يا أعداء الله فأمسكوا ومضى النبي عليه السلام حتى نزل منزله الذي أراد فأنزل الله تعالى قوله: {وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا}). [أسباب النزول: 252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)}
(ك)، أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان الجلاس بن سويد بن الصامت ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقال: لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير، فرفع عمير بن سعد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلف ما قلت، فأنزل الله: {يحلفون بالله ما قالوا} الآية، فزعموا أنه تاب وحسنت توبته.
(ك)، ثم أخرج عن كعب بن مالك نحوه.
وأخرج ابن سعد في الطبقات نحوه عن عروة.
(ك)، وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال: سمع زيد بن أرقم رجلا من المنافقين يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب: إن كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجحد القائل، فأنزل الله: {يحلفون بالله ما قالوا} الآية.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل شجرة فقال: ((إنه سيأتيكم إنسان فينظر بعيني شيطان))، فطلع رجل
[لباب النقول: 137]
أزرق فدعاه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ((علام تشتمني أنت وأصحابك؟)) فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا حتى تجاوز عنهم، فأنزل الله تعالى: {يحلفون بالله ما قالوا} الآية.
وأخرج عن قتادة قال إن رجلين اقتتلا: أحدهما من جهينة والآخر من غفار، وكانت جهينة حلفاء الأنصار، وظهر الغفاري على الجهني فقال عبد الله بن أبي للأوس: انصروا أخاكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}، فسعى رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه فسأله، فجعل يحلف بالله ما قال، فأنزل الله تعالى: {يحلفون بالله ما قالوا} الآية.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: هم رجل يقال له الأسود بقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {وهموا بما لم ينالوا}.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة أن مولى بني عدي بن كعب قتل رجلا من الأنصار، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بالدية اثني عشر ألفا، وفيه نزلت: {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله}). [لباب النقول: 138]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا} [الآية: 73].
قال ابن جرير[14/363] حدثني أيوب بن إسحاق بن إبراهيم قال:
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 123]
حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا إسرائيل عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جالسا في ظل شجرة فقال: ((إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاء فلا تكلموه)) فلم يلبث أن طلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((علام تشتمني أنت وأصحابك؟)) فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا وما فعلوا حتى تجاوز عنهم فأنزل الله: {يحلفون بالله ما قالوا} ثم نعتهم جميعا إلى آخر الآية.
أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري: شيخ الطبري قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه بالرملة وذكرته لأبي فعرفه وقال: كان صدوقا. وعبد الله بن رجاء أبو عمرو قال أبو زرعة: حسن الحديث عن إسرائيل وقال أبو حاتم: كان ثقة رضا وقال يعقوب بن سفيان: ثقة). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 124]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس