عرض مشاركة واحدة
  #87  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 12:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَقَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّذينَ قالوا ...} الآية.
قال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق: دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذات يوم بيت مدراس اليهود فوجد ناسًا من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازورا وكان من علمائهم فقال أبو بكر لفنحاص: اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدًا رسول الله قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة فآمن وصدق وأقرض الله قرضًا حسنًا يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب فقال فنحاص: يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغني فإن كان ما تقول حقًا فإن الله إذا لفقير ونحن أغنياء ولو كان غنيًا ما استقرضنا أموالنا فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال: والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد انظر إلى ما صنع بي صاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ((ما الذي حملك على ما صنعت؟)) فقال: يا رسول الله إن عدو الله قال قولاً عظيمًا زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء فغضبت لله وضربت وجهه فجحد ذلك فنحاص فأنزل الله عز وجل ردًا على فنحاص وتصديقًا لأبي بكر: {لَقَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّذينَ قالُوا ...} الآية.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر بن الليث
[أسباب النزول: 128]
الزيادي قال: حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نزلت في اليهود صك أبو بكر رضي الله عنه وجه رجل منهم وهو الذي قال: إن الله فقير ونحن أغنياء قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو الذي قال: {يَدُ اللهِ مَغلولَة}). [أسباب النزول: 129]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا} [الآية: 181]
قال الثعلبي ذكر الحسن قائل ذلك حيي بن أخطب
قلت أقوى من ذلك ما أخرج ابن أبي حاتم من طريق الدشتكي عن أشعث ابن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
أتت اليهود محمدا حين أنزل الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فقالوا يا محمد افتقر ربك يسأل عباده القرض فأنزل الله لقد سمع الله الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/804]
طريق آخر أتم منه أخرج ابن أبي حاتم أيضا من طريق ابن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أنه حدثه عن ابن عباس قال 331 دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد من اليهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص وكان من علمائهم وأحبارهم ومعه حبر يقال له أشيع فقال له أبو بكر ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله جاء من عند الله بالحق تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل فقال فنحاص والله يا أبا بكر ما لنا إلى الله من فقر وإنه إلينا لفقير ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا وإنا عنه الأغنياء ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ينهاكم عن الربا ويعطينا ولو كان غنيا عنا ما أعطانا الربا فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله فاكذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين
فذهب فنحاص إلى رسول الله فقال يا محمد أبصر ما صنع بي صاحبك فقال رسول الله لأبي بكر ما حملك على ما صنعت فقال يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء فغضبت لله مما قال فضربت وجهه فقال فنحاص ما قلت ذلك فأنزل الله تعالى فيما قال فنحاص ردا عليه وتصديقا لأبي بكر لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء الآية وأخرجه ابن المنذر من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق بطوله بغير سند لابن إسحاق وزاد في آخره ونزل في أبي بكر وغضبه من ذلك ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا إلى قوله من عزم الأمور
[العجاب في بيان الأسباب: 2/805]
وذكر الثعلبي عن عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق قالوا كتب النبي مع أبي بكر الصديق إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى الإسلام وأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويقرضوا الله قرضا حسنا فدخل أبو بكر ذات يوم بيت مدارسهم فذكر نحو ما تقدم بطوله
وهذا الصدر ذكره مقاتل بن سليمان بلفظه واقتصر من القصة كلها على قول فنحاص إن الله فقير حين يسألنا القرض
وأما عكرمة فهو الذي أخرجه ابن إسحاق من طريقه لكن الثعلبي إنما أشار إلى ما أخرجه أبن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج قال مولى ابن عباس أن النبي بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي يستمده ونهى أبا بكر أن يفتات بشيء حتى يرجع فلما قرأ فنحاص الكتاب قد أحتاج ربكم فسنفعل سنمده قال أبو بكر فهممت أن أمده بالسيف وهو متوحشه ثم ذكرت قول النبي فنزلت لقد سمع الله إلى قوله آذى كثيرا في يهود بني قينقاع
وأما السدي فساق القصة كسياق محمد بن إسحاق وقال فنحاص بن عازورا وزاد بعد قوله والإنجيل فآمن وصدق وأقرض الله قرضا حسنا يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب والباقي سواء إلا أنه قال وما يستقرض إلا الفقير من الغني فإن كان ما تقول حقا إن الله إذا لفقير ونحن أغنياء ولم يتعرض لذكر الوفاق
[العجاب في بيان الأسباب: 2/806]
وأخرج عبد بن حميد وغيره من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد نزلت في اليهود صك أبو بكر وجه رجل منهم وهو الذي قال أن الله فقير ونحن أغنياء وهو الذي قال يد الله مغلولة قال شبل بلغني أنه فنحاص اليهودي
وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة لما نزلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال اليهودي إنما يقترض الفقير من الغني زاد ابن المنذر من طريق سعيد عن قتادة ذكر لنا أنها نزلت في حيي بن أخطب). [العجاب في بيان الأسباب: 2/807]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)}
أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص، فقال له: والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر وإنه إلينا لفقير ولو كان غنيا عنا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم. فغضب أبو بكر فضرب وجهه فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد انظر ما صنع صاحبك بي، فقال: ((يا أبا بكر ما حملك على ما صنعت؟)) قال: يا رسول الله قال قولا عظيم يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء فجحد فنحاص، فأنزل الله {لقد سمع الله قول الذين قالوا} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} فقالوا يا محمد أفقير ربك يسال عباده؟ فأنزل الله {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير} الآية). [لباب النقول: 67]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس