عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م, 10:13 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم}
أما صدرها فذكر أبو حيان بغير إسناد قال: قيل إن النبي قال: ((لا يدخل قصبة المدينة إلا مؤمن)) فقال كعب بن الأشرف وكعب بن يهوذا وغيرهما: اذهبوا فتجسسوا أخبار من آمن وقولوا لهم آمنا واكفروا إذا رجعتم.
و أما باقيها فأخرج الطبري من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: قام النبي تحت حصون بني قريظة فقال: ((يا إخوان القردة والخنازير ويا عبد الطاغوت)) فقالوا: من أخبر محمدا بهذا؟ ما خرج هذا إلا منكم، أتحدثونهم بما فتح الله عليكم فيكون لهم حجة عليكم.
وأخرجه عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: كان رسول الله بعث عليا إلى بني قريظة فآذوا النبي فقال: (اخسؤوا يا أخوة القردة والخنازير) فقالوا من حدث محمدا بهذا.
وللطبري من طريق بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله {بما فتح الله عليكم}: بما أكرمكم الله به، فيقول الآخرون إنما نستهزئ بهم.
قلت: فعلى هذا المراد بـ"الفتح": الإنعام والكرامة، وعلى الأول "الفتح": العقوبة ويشهد له {افتح بيننا وبين قومنا بالحق}.
وقد أخرج الطبري من طريق السدي التصريح بأن المراد بالفتح هنا العذاب ولفظه قال في قوله تعالى أتحدثونهم بما فتح الله عليكم يعني من العذاب وهو الفتح قولوا لهم نحن أكرم على الله منكم.
وجاء في السبب المذكور قول آخر؛ فأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة قال: كانوا يقولون إنه سيكون نبي يعني في آخر الزمان فخلا بعضهم إلى بعض فقالوا: أتحدثونهم بهذا فيحتجون عليكم به ؟!.
وكذا أخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة وسياقه أبسط من هذا ونحوه للطبري من طريق أبي العالية ولفظه يعني بما أنزل الله في كتابه من بعث محمد
وذكره ابن إسحاق عن محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس بلفظ آخر في قوله {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا} أي أن صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: أتحدثونهم بهذا فتقوم عليكم الحجة جحدوا ولا تقروا بأنه نبي أصلا يعني أن النبي لا يكذب وقد قال أنه رسول الله إلى الناس جميعا.
وجاء فيه قول آخر لابن أبي حاتم من طريق الحكم بن إبان عن عكرمة: (إن امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاؤوا إلى النبي يطلبون منه الحكم رجاء الرخصة، فدعا النبي عالمهم..) فذكر قصة الرجم، قال: ففي ذلك نزلت {وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم..} الآية). [العجاب في بيان الأسباب: 1/266-270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم، فقال: ((يا إخوان القردة، ويا إخوان الخنازير، ويا عبدة الطاغوت))، فقالوا: من أخبر هذا محمدا؟ ما خرج هذا إلا منكم، {أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} ليكون حجة عليكم فنزلت الآية.
وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كانوا {إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا} بصاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة. {وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا}: لا تحدثوا العرب بهذا؟ فإنكم كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم، فأنزل الله {وإذا لقوا..} الآية.
وأخرج عن السدي قال: نزلت في ناس من اليهود آمنوا، ثم نافقوا فكانوا يأتون المؤمنين من العرب بما عذبوا به، فقال بعضهم لبعض: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم وأكرم على الله منكم.). [لباب النقول: 15]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس