عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م, 10:10 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا وَالَّذينَ هادوا...} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة قال: قال ابن جريج: عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: لما قص سلمان على النبي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الدير قال: ((هم في النار)) قال سلمان: فأظلمت علي الأرض فنزلت: {إنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا} إلى قوله: {فلا خوف عليهم ولا هم يَحزَنونَ} قال: فكأنما كشف عني جبل.
أخبرني محمد بن عبد العزيز المروزي قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي قال: أخبرنا أبو يزيد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عمرو عن أسباط عن السدي {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا والَّذينَ هادوا} الآية قال: نزلت في أصحاب سلمان الفارسي لما قدم سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يخبر عن عبادتهم واجتهادهم وقال: يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبيًا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا سلمان هم من أهل النار)) فأنزل الله {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا وَالَّذينَ هادوا} وتلا إلى قوله: {وَلا هُم يَحزَنونَ}.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكرياء قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا...} الآية: نزلت هذه الآية في سلمان الفارسي، وكان من أهل جندي يسابور من أشرافهم، وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود). [أسباب النزول: 22-24]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين}
أخرج الواحدي من تفسير أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان الحافظ الأصبهاني بسند له صحيح إلى ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال لما قص سلمان الفارسي على رسول الله قصة أصحابه الذين كان يتعبد معهم قال: ((هم في النار)) قال سلمان: فأظلمت علي الأرض؛ فنزلت. قال: فكأنما كشف عني جبل.
وأخرج الطبري هذا الأثر من هذا الوجه وزاد في آخره: فنزلت هذه الآية فدعا سلمان فقال: ((هذه الآية نزلت في أصحابك من كان على دين عيسى قبل الإسلام فهو على خير ومن سمع بي ولم يؤمن فقد هلك)).
وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن مجاهد قال: قال سلمان: سألت النبي عن أهل دين كنت منهم.. فذكر من صلاتهم وعبادتهم فنزلت {إن الذين آمنوا..} الآية.
وأخرج الواحدي أيضا من تفسير إسحاق بن راهويه بسنده القوي إلى السدي قال: نزلت في أصحاب سلمان لما قدم على رسول الله جعل يخبره عن عبادتهم واجتهادهم وقال: يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون إنك تبعث نبيا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال: ((يا سلمان هم من أهل النار)) فأنزل الله تعالى {إن الذين آمنوا..} الآية.
وأخرجه الواحدي أيضا من طريق السدي بأسانيده التي قدمت ذكرها في المقدمة، وزاد: وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود.
ونسب الجعبري هذه الرواية إلى ابن مسعود وابن عباس فقط وفيه نظر.
وأخرج الطبري من طريق السدي قصة سلمان بطولها وقال في آخرها: (فأخبر سلمان رسول الله خبرهم) فذكر نحوه، وزاد: (قال: فكان إيمان اليهود أن من تمسك بالتوراة حتى جاء عيسى فمن آمن به نجا وإلا كان هالكا وكان إيمان النصارى أن من تمسك منهم بالإنجيل حتى جاء محمد فمن اتبعه نجا وإلا كان هالكا).
وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن: هذه الآية منسوخة بقوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
- ومن طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي -وهو من طبقة الأوزاعي من فقهاء أهل الشام- نحو ذلك.
قال الطبري: معنى من آمن منهم من دام على إيمانه بنبيه فلم يغير ولم يبدل ومات على ذلك أو عاش حتى بعث محمد فصدق به فهو الذي أجره عند ربه. قال: ومعنى ما رواه علي بن أبي طلحة أن ابن عباس كان يرى أن الله وعد من عمل صالحا من اليهود وغيرهم الجنة، ثم نسخ ذلك.
وقال غيره: معنى النسخ إنما هو في حق من أدرك محمدا لا من كان قبل وهو متجه وبالله التوفيق.
قلت: إن ثبت حديث سلمان أنه حكم عليهم بالنار دل ذلك على أن من كان ليس على دين الإسلام فهو هالك فنزلت الآية مخبرة بأن من آمن بنبيه الذي هو من أمته ولم يغير بعده ولم يبدل وآمن بنبي بعث إليه مثلا ناسخا لشريعة من قبله فإنه ناج وأن اسم الإسلام يشمله وأن سمي بغيره من اليهودية والنصرانية مثلا.
وإطلاق النسخ على ذلك ينبني على جواز دخول النسخ في الخبر وهو الراجح في الأصول). [العجاب في بيان الأسباب: 1/255-260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(ك) أخرج ابن أبي حاتم والعدني في مسنده من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال سلمان: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت معهم فذكرت من صلاتهم وعبادتهم، فنزلت {إن الذين آمنوا والذين هادوا} الآية.
وأخرج الواحدي من طريق عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: لما قص سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الدير قال هم في النار. قال سلمان: فأظلمت علي الأرض فنزلت {إن الذين آمنوا والذين هادوا} إلى قوله: {يحزنون} قال: فكأنما كشف عني جبل.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي.). [لباب النقول: 14-15]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس