عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 16 رجب 1434هـ/25-05-2013م, 01:59 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلاً}
قال ابن عباس في رواية أبي صالح لما ضرب الله تعالى هذين المثلين للمنافقين يعني قوله: {مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذي اِستَوقَدَ نارًا} وقوله: {أَو كَصَيِّبٍ مِنَ السَماءِ} قالوا: الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال فأنزل الله هذه الآية وقال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله فأنزل الله هذه الآية.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ في كتابه قال: أخبرنا سليمان بن أيوب الطبراني قال: حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد العزيز بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلاً} قال: وَذَلِكَ أن الله ذكر آلهة المشركين فقال: {وَإِن يَسلِبهُمُ الذُبابُ شَيئًا} وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شيء يصنع بهذا؟ فأنزل الله الآية).[أسباب النزول: 21-22]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا}
قال الواحدي: قال ابن عباس في رواية أبي صالح: (لما ضرب الله تعالى هذين المثلين للمنافقين - يعني قوله {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا} وقوله {أو كصيب من السماء} - قالوا الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال فأنزل الله هذه الآية).
و قال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله؛ فأنزل الله هذه الآية.
ثم روى الواحدي بسنده عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا..} قال: وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال {وإن يسلبهم الذباب شيئا..} وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شيء كان يصنع بهذا؛ فنزلت.
قلت: الروايتان عن ابن عباس واهيتان فقد تقدم التنبيه على وهاء الكلبي وعبد الغني الثقفي.
وأما قول قتادة فأخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه ولفظه لما ذكر الذباب والعنكبوت في القرآن قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكر؟!. وأخرجه الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلفظ "قال أهل الضلال". وأخرجها بن المنذر من هذا الوجه بلفظ "فقال أهل الكتاب" وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم عن السدي نحو قول ابن الكلبي زاد ابن أبي حاتم وعن الحسن نحو قول قتادة والأرجح نسبة القول لأهل النفاق لأن كتب أهل الكتاب ممتلئة بضرب الأمثال فيبعد أن ينكروا ما في كتبهم مثله.
وعن الربيع بن أنس إن الآية نزلت من غير سبب وإنما هو مثل ضربه الله للدنيا وأهلها فإن البعوضة تحيا ما جاعت فإذا امتلأت هلكت وكذلك حال أهل الدنيا إذا امتلأوا منها كان سببا لهلاكهم غالبا). [العجاب في بيان الأسباب: 1/245-247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}
(ك) أخرج ابن جرير عن السدي بأسانيده: لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين، يعني قوله: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا} وقوله: {أو كصيب من السماء} الآيات الثلاث قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل الله {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا} إلى قوله: {هم الخاسرون}.
وأخرج الواحدي من طريق عبد الغني بن سعيد الثقفي عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: إن الله ذكر آلهة المشركين، فقال: {وإن يسلبهم الذباب شيئا} وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا أرأيتهم حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد؟، أي شيء كان يصنع بهذا؟ فأنزل الله هذا الآية. عبد الغني واه جدا.
وقال عبد الرزاق في تفسيره: أخبرنا معمر عن قتادة لما ذكر الله العنكبوت والذباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران، فأنزل الله هذه الآية.
وأخرج ابن حاتم عن الحسن قال: لما أنزلت {يا أيها الناس ضرب مثل} قال المشركون: ما هذا من الأمثال فيضرب، أو ما يشبه هذه الأمثال، فأنزل الله {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا} الآية.
قلت: القول الأول أصح إسنادا وأنسب بما تقدم أول السورة، وذكر المشركين لا يلائم كون الآية مدنية وما أوردناه عن قتادة والحسن حكاه عنهما الواحدي بلا إسناد بلفظ "قالت اليهود" وهو أنسب). [لباب النقول: 13-14]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس