عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:55 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}

تفسير قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ما فرّطنا} مجازه: ما ضيّعنا.
{أوزارهم} واحدها: وزر مكسورة،
ومجازها: آثامهم، والوزر والوزر واحد، يبسط الرجل ثوبه فيجعل فيه المتاع فيقال له: أحمل وزرك، ووزرك، ووزرتك). [مجاز القرآن: 1/ 190]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه حتّى إذا جاءتهم السّاعة بغتةً قالوا يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون}
وقال: {ألا ساء ما يزرون} لأنه من "وزر" "يزر" "وزراً" ويقال أيضاً: "وزر" فـ"هو موزورٌ". وزعم يونس أنهما جميعاً يقالان). [معاني القرآن: 1/ 237]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون} فالفعل منه: وزر الرجل يزر، ووزر أيضًا يزر، واتزر الرجل يتزر، وقالوا: وزر أيضًا، فهو موزور؛ وفي الحديث "ارجعن موزورات"، ومنه {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ). [معاني القرآن لقطرب: 540]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فرطنا}: ضيعنا. {أوزراهم}: آثامهم والوزر الحمل). [غريب القرآن وتفسيره: 135]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يحملون أوزارهم على ظهورهم} أي: آثامهم. وأصل الوزر: الحمل على الظهر.
قال اللّه سبحانه: {ووضعنا عنك وزرك*الّذي أنقض ظهرك} أي: أثقله حتى سمع نقيضه). [تفسير غريب القرآن: 152]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قد خسر الّذين كذّبوا بلقاء اللّه حتّى إذا جاءتهم السّاعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون}، كل ما جاء فجاءة فقد بغت، يقال قد بغته الأمر يبغته بغتا وبغتة، إذا أتاه فجاءة.
قال الشاعر:
ولكنهم ماتوا ولم أخش بغتة ....... وأفظع شيء حين يفجؤك البغت
وقوله: {يا حسرتنا على ما فرطنا فيها}
إن قال قائل: ما معنى دعاء الحسرة وهي لا تعقل ولا تجيب؟
فالجواب: عن ذلك أن العرب إذا اجتهدت في الإخبار عن عظيم تقع فيه جعلته نداء، فلفظه لفظ ما ينبّه، والمنبّه غيره.
مثل قوله عزّ وجلّ: {يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه}.
وقوله: {يا ويلتى أألد وأنا عجوز}.
وقوله: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا}.
فهذا أبلغ من أن تقول: أنا حسر على العباد.
وأبلغ من أن تقول: الحسرة علينا في تفريطنا.
قال سيبويه: " إنّك إذا قلت يا عجباه، فكأنك قلت احضر وتعال يا عجب فإنه من أزمانك، وتأويل "يا حسرتاه" انتبهوا على أننا قد خسرنا " وهذا مثله في الكلام في أنك أدخلت عليه يا للتنبيه، وأنت تريد الناس قولك: لا أرينّك ههنا، فلفظك لفظ الناهي نفسه، ولكنه لما علم أن الإنسان لا يحتاج أن يلفظ بنهي نفسه دخل المخاطب في النهي فصار المعنى: لا تكوننّ ههنا، فإنك إذا كنت رأيتك، وكذلك يا حسرتنا، قد علم أن الحسرة لا تدعى، فوقع التنبيه للمخاطبين.
ومعنى: {فرطنا فيها} قدّمنا العجز.
وقوله: {وهم يحملون أوزارهم}أي: يحملون ثقل ذنوبهم، وهذا مثل جائز أن يكون جعل ما ينالهم من العذاب بمنزلة أثقل ما يحمّل، لأن الثقل قد يستعمل في الوزر، وفي الحال، فتقول في الحال قد ثقل على خطاب فلان، تأويله قد كرهت خطابه كراهة اشتدت عليّ، فتأويل الوزر الثقل من هذه الجهة، واشتقاقه من الوزر، وهو الجبل الذي يعتصم به الملك والنبي، أي يعينه.
ومنه قوله تعالى: {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا}، سأل موسى ربّه أن يجعل أخاه وزيرا له.
وكذلك قوله تعالى: {ألا ساء ما يزرون} أي: بئس الشّيء شيئا أي يحملونه، وقد فسرنا عمل نعم وبئس فيما مضى من الكتاب، وكذلك {ساء مثلا القوم} أي: مثل القوم). [معاني القرآن: 2/ 240-242]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {جاءتهم الساعة بغتة} البغتة الفجاءة يقال بغتهم الأمر يبغتهم بغتا وبغتة). [معاني القرآن: 2/ 415]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} الفائدة في نداء الحسرة وما كان مثلها مما لا يجيب أن العرب إذا أرادت تعظيم الشيء والتنبيه عليه نادته ومنه قولهم يا عجباه.
قال سيبويه: إذا قلت يا عجباه فمعناه أحضر وتعال يا عجب فإن هذا من أزمانك فهذا أبلغ من قولك تعجبت،
ومنه قول الشاعر:
فيا عجبا من رحلها المتحمل). [معاني القرآن: 2/ 415-416]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم} واحد الأوزار وزر والفعل منه وزر يزر يراد به الإثم وهو تمثيل وأصله الوزر وهو الجبل ومنه الحديث في النساء اللواتي خرجن في جنازة فقال لهن: «ارجعن موزورات غير مأجورات».
قال أبو عبيد: والعامة تقول مأزورات كأنه لا وجه له عنده لأنه من الوزر ومنه قيل وزير كأنه يحمل الثقل عن صاحبه). [معاني القرآن: 2/ 416]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وهم يحملون أوزارهم} أي: أثقال الآثام). [ياقوتة الصراط: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا فَرَّطْنَا}: ما ضيعنا، {أَوْزَارَهُمْ}: أثقالهم وآثامهم). [العمدة في غريب القرآن: 126]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وللدّار الآخرة...}
جعلت الدار ها هنا اسما، وجعلت الآخرة من صفتها، وأضيفت في غير هذا الموضع،
ومثله: ممّا يضاف إلى مثله في المعنى قوله: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين} والحق هو اليقين؛ كما أنّ الدار هي الآخرة. وكذلك أتيتك بارحة الأولى، والبارحة الأولى، ومنه: يوم الخميس، وليلة الخميس. يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلف لفظه؛ كما اختلف الحق واليقين، والدار [و] والآخرة، واليوم الخميس.
فإذا اتفقا لم تقل العرب: هذا حقّ الحقّ، ولا يقين اليقين؛ لأنهم يتوهمون إذا اختلفا في اللفظ أنهما مختلفان في المعنى.
ومثله: في قراءة عبد الله {وذلك الدين القيّمة}.
وفي قراءتنا: {دين القيّمة} والقيّم والقيّمة بمنزلة قولك: رجل راوية وهّابة للأموال؛ ووهّاب وراو، وشبهه). [معاني القرآن: 1/ 330-331]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فإنّهم لا يكذّبونك...}، قرأها العامّة بالتشديد...
- حدثني قيس بن الربيع الأسديّ عن أبي إسحاق السبيعيّ عن ناجية بن كعب عن عليّ أنه قرأ {يكذبونك} مخفّفة.
ومعنى التخفيف - والله أعلم -: لا يجعلونك كذّابا، وإنما يريدون أن ما جئت به باطل؛ لأنهم لم يجرّبوا عليه صلى الله عليه وسلم كذبا فيكذّبوه وإنما أكذبوه؛ أي ما جئت به كذب لا نعرفه.
والتكذيب: أن يقال كذبت. والله أعلم). [معاني القرآن: 1/ 331]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قد نعلم إنّه ليحزنك الّذي يقولون فإنّهم لا يكذّبونك ولكنّ الظّالمين بآيات اللّه يجحدون}
وقال: {قد نعلم إنّه ليحزنك} بكسر "إنّ" لدخول اللام الزائدة بعدها). [معاني القرآن: 1/ 237]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر {قد نعلم إنه ليحزنك} من حزن يحزن.
نافع {ليحزنك} من أحزنه وقد ذكرناها.
ابن عباس رحمه الله، وأبو عمرو {فإنهم لا يكذبونك} من كذبه.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأعرج {لا يكذبونك} من أكذب). [معاني القرآن لقطرب: 512]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فإنّهم لا يكذّبونك} أي: لا ينسبونك إلى الكذب.
ومن قرأ {لا يكذبونك} أراد: لا يلفونك كاذبا.
{ولكنّ الظّالمين بآيات اللّه يجحدون} والجحود [الإنكار] عي ما بيناه). [تفسير غريب القرآن: 153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}يريد: أنهم كانوا لا ينسبونك إلى الكذب ولا يعرفونك به، فلما جئتهم بآيات الله، جحدوها، وهم يعلمون أنك صادق.
والجحد يكون: ممن علم الشيء فأنكره، بقول الله عز وجل: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}). [تأويل مشكل القرآن: 322]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قد نعلم إنّه ليحزنك الّذي يقولون فإنّهم لا يكذّبونك ولكنّ الظّالمين بآيات اللّه يجحدون}
{لا يكذّبونك} ولا يكذبونك، ومعنى: كذبته قلت له كذبت، ومعنى أكذبته ادعيت أن ما أتى به كذب.
وتفسير قوله: {لا يكذّبونك} أي: لا يقدرون أن يقولوا لك فيما أنبات به مما في كتبهم كذبت.
ووجه آخر: إنهم لا يكذبونك بقلوبهم، أي يعلمون أنك صادق.
{ولكنّ الظّالمين بآيات اللّه يجحدون}لأنهم إنما جحدوا براهين الله جلّ وعزّ وجائز أن يكون فإنّهم لا يكذبونك، أي أنت عندهم صادق، لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يسمّى فيهم الأمين قبل الرسالة، ولكنهم جحدوا بألسنتهم ما تشهد قلوبهم يكذبهم فيه). [معاني القرآن: 2/ 242-243]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فإنهم لا يكذبونك} هكذا روي عن علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه- أنه قرأ وهو اختيار أبي عبيد واحتج بأنه روي:« أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنا لا نكذبك ولكنا نكذب ما جئت به فأنزل الله عز وجل: {فإنهم لا يكذبونك}».
وقد خولف أبو عبيد في هذا وروي لا نكذبك فأنزل الله جل وعز: {فإنهم لا يكذبونك}،
ويقوي هذا أنه روي أن رجلا قرأ على ابن عباس {فإنهم لا يكذبونك} فقال له ابن عباس: فإنهم لا يكذبونك لأنهم كانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم الأمين.
ومعنى يكذبونك عند أهل اللغة: ينسبونك إلى الكذب ويروون عليك ما قلت
ومعنى لا يكذبونك: لا يجدونك كاذبا كما تقول أحمدته إذا وجدته محمودا.
ويجوز أن يكون: معنى المخففة لا يبينون عليك أنك كاذب لأنه يقال أكذبته إذا احتججت عليه وبينت أنه كاذب.
حدثنا محمد بن جعفر الأنباري حدثنا شعيب بن أيوب الواسطي عن معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال: «قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم إنا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به فأنزل الله عز وجل: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}».
والقول في هذا: مذهب أبي عبيد واحتجاجه لازم لأن عليا رحمة الله عليه هو الذي روى الحديث، وقد صح عنه أنه قرأ بالتخفيف وحكى الكسائي عن العرب أكذبت الرجل أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه وكذبته أخبرت أنه كاذب). [معاني القرآن: 2/ 417-419]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لاَ يُكَذِّبُونَكَ} أي: لا ينسبونك إلى الكذب،
ومن خفف فمعناه: لا يجدونك كاذبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 76]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}:
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولقد كذّبت رسلٌ مّن قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتّى أتاهم نصرنا ولا مبدّل لكلمات اللّه ولقد جاءك من نّبأ المرسلين}
وقال: {ولقد جاءك من نّبأ المرسلين} كما تقول: "قد أصابنا من مطرٍ" و"قد كان من حديث"). [معاني القرآن: 1/ 237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكتبوا: {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} بالياء.
{أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} بالياء في الحرفين جميعا، كأنهما مضافان ولا ياء فيهما، إنما هي مكسورة). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم عزّى الله نبيه وصبره بأن أخبره أن الرسل قبله قد كذبتهم أمم فقال:
{ولقد كذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتّى أتاهم نصرنا ولا مبدّل لكلمات اللّه ولقد جاءك من نبإ المرسلين}
أي: إذ قال الله لرسوله {واللّه يعصمك من النّاس}، وإذ قال{ليظهره على الدّين كلّه} فلا مبدّل لكلمات اللّه أي لا يخلف الله وعده ولا يغلب أولياءه أحد). [معاني القرآن: 2/ 243]


رد مع اقتباس