عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 12:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التكوير

[ من الآية (1) إلى الآية (14) ]
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)}


قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ومعنى: {إذا الشمس كورت} و{انفطرت}و{انشقت} لفظة ماض، ومعناه المضارع، لأن الله تعالى إذا أخبر بشيء كان واقعًا لا محالة، لأن الخلف إنما يقع في أقوال المخلوقين إذ كانت نواصيهم بيد غيرهم. فالفعل يكون بمعنى المستقبل في ثلاثة مواضع في الشرط والجزاء، وفي أفعال الله تعالى، وفي الدعاء إذا قلت: رحمك الله، وأطال الله بقاءك فلفظه ماض ومعناه الاستقبال؛ لأنه دعاء. ومعنى كورت: ذهب ضوؤها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/443]

قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({وإذا النجوم انكدرت} [2] أنهارت، وتناثرت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/443]

قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({وإذا الجبال سيرت} [3] أي: سيرت من أماكنها، فاستوت بالأرض). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/443]

قوله تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({وإذا العشار عطلت} [4] أي: أهملت؛ وذلك أن العشراء من النوق التي قد أتي عليها من حملها عشرة أشهر الناقة أحب إلى أحدكم من مفروح من الدنيا. فلذلك قال الله تعالى: {وإذا العشار عطلت}. وروي عن ابن كثير: {عطلت} مخففًا.
قال: ابن مجاهد وهو خطأ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/443]

قوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (فإن سأل سائل فقال: لم اتفقت القراء على تخفيف {حشرت} [5]
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/443]
واختلفوا فيما عدا ذلك فشددوا وخففوا نحو {نشرت} [10] و{نشرت} و{سجرت} [6] و{سجرت} و{سعرت} و{سعرت} [12]؟.
فالجواب في ذلك: أن البحر يسجر مرة بعد مرة، والوحوش حشرها فناؤها، ولا يتكرر ذلك.
حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء عن أبي الأخوص [سلام ابن سليم] عن سعيد بن مسروق عن عكرمة {وإذا الوحوش حشرت} قال: حشرها: موتها.
وقال آخرون: بل تحشر كما تحشر كما يحشر سائر الخلائق فيقتص الجماء من القرناء ثم يقال: كوني ترابًا فعند ذلك يتمني الكافر فيقول: {يا ليتني كنت ترابًا}). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/444]

قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ (سجّرت) و(نشرت) و(سعّرت).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو" سجرت " و(سعرت) مخففتين. و(نشّرت) مشددة.
وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم (سجّرت) و(سعّرت) مشددتين.
و (نشرت) خفيفة.
وروى يحيى عن أبي بكر عن عاصم (سجّرت) مشددة و(سعرت) و(نشرت) خفيفتين.
وقرأ حمزة والكسائي (سجّرت) و(نشّرت) مشددتين، و(سعرت) مخففة.
وقرأ يعقوب (سجرت)، و(نشرت) مخففتين و(سعّرت) مشددة.
قال أبو منصور: من شدّد فللتكثير والتكرير.
ومن خفف فعلى الفعل الذي لا يتكثر.
[معاني القراءات وعللها: 3/123]
ومعنى قوله: (سجّرت) في قول بعضهم: ملئت، ومثلها بحر مسجور.
وقيل: سجّرت وفجّرت واحد، المعنى: البحار فجّرت بعضها في بعض.
وقيل (سجّرت) أي: جعلت مياهها نيرانًا، يعذب بها أهل النار.
وروى ذلك عن على وابن مسعود وغيرهما). [معاني القراءات وعللها: 3/124] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {وإذا البحار سجرت} [6].
خففها ابن كثير وأبو عمرو.
وشددها الباقون. فشاهد من خفف {البحر المسجور} ولم يقل المسجر، ومعنى المسجور: المملوء، وينشد:
إذا شاء طالع مسجورة = يري حولها النبع والسأسما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/444]
يعني: شجر الآبنوس.
وقال الفراء: {وإذا البحار سجرت} أفضي بعضها إلى بعض فصارت بحرًا واحدًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/445]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو: سجرت [6] خفيفة، ونشرت [10] مشدّدة، وسعرت [12] خفيفة.
نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: سجرت مشدّدة ونشرت خفيفة وسعرت مشدّدة. حمزة والكسائي: سجرت، ونشرت جميعا بالتشديد وسعرت خفيفة. عاصم في رواية أبي بكر: سجرت، ونشرت، وسعرت خفيفات.
حجّة: سجرت قوله: والبحر المسجور [الطور/ 6]، وقيل في المسجور: إنه الفارغ والممتلئ، ومن الممتلئ قول النمر في صفة وعل:
[الحجة للقراء السبعة: 6/379]
إذا شاء طالع مسجورة يرى حولها النبع والسّاسما وحجّة تشديد نشرت قوله: أن يؤتى صحفا منشرة [المدثر/ 52]، وحجّة سعرت في التخفيف قوله: وكفى بجهنم سعيرا [النساء/ 55]، وقوله: سعيرا فعيل في معنى مفعول، وهذا إنما يجيء من فعل.
وقول ابن عامر ورواية حفص سجرت فلأن الفعل مسند إلى ضمير كثرة فهو من باب: غلقت الأبواب [يوسف/ 23]. وحجّة: نشرت خفيفة قوله: في رق منشور [الطور/ 3]. وحجّة: سعرت مشدّدة قوله: كلما خبت زدناهم سعيرا [الإسراء/ 57]، فهذا يدلّ على كثرة وشيء بعد شيء، فحقّه التشديد.
وقول حمزة والكسائي في: سجرت ونشرت قد ذكر، وكذلك الحجّة لقول عاصم في رواية أبي بكر). [الحجة للقراء السبعة: 6/380] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا البحار سجرت}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وإذا البحار سجرت بالتّخفيف حجتهما قوله {والبحر المسجور} ولم يقل المسجر واعلم أن التّخفيف يقع على القليل والكثير نظير قوله {قتل الخراصون} و{قتل أصحاب الأخدود} وهم جماعة وكذلك {سجرت}
وقرا الباقون سجرت بالتّشديد وحجتهم قوله وإذا البحار ولو كان واحدًا لكان تخفيفًا كما قال {والبحر المسجور} والعرب
[حجة القراءات: 750]
تقول سجرت التّنور لا تقول غيره وسجرت التنانير بالتّشديد ومعنى سجرت أي أفضى بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدًا). [حجة القراءات: 751]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {سُجِّرَتْ} قَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالتَّخْفِيفِ عَلَى مَعْنَى إِرَادَةِ وُقُوعِهِ لِلْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، وَيَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ التَّخْفِيفِ إِجْمَاعُهُمْ عَلَى قَوْلِهِ {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} «الطُّورِ 6» وَلَمْ يَقُلِ «الْمُسَجَّرِ»، وَمَعْنَى {الْمَسْجُورِ}
الْمُمْتَلِئُ، وَقِيلَ: الْفَارِغُ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى مَعْنَى التَّكْثِيرِ، لأَنَّهَا بِحَارٌ كَثِيرَةٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/363]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (سُجِرَتْ) [آيَةُ/6] و(نُشِرَتْ) [آيَةُ/10] و(سُعِرَتْ) [آيَةُ/12] بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ: -
قَرَأَهَا يَعْقُوبُ- ح- و أن-، وَبِرِوَايَةِ- يس- عَنْهُ {سُعِّرَتْ} بِالتَّشْدِيدِ.
وَقَرَأَ حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ (سُعِرَتْ) مُخَفَّفَةً وَ{نُشِرَتْ} و{سُجِّرَتْ} مُشَدَّدَتَيْنِ.
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو (نُشِّرَتْ) مُشَدَّدَةً، وَ(سُجِرَتْ) وَ(سُعِرَتْ) مُخَفَّفَتَيْنِ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ و- ص عَنْ عَاصِمً {نُشِرَتْ} مُخَفَّفَةً، وَ{سُجِّرَتْ} وَ{سُعِّرَتْ} مُشَدَّدَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ يَعْقُوبَ.
وَرَوَى- ياش- عَنْ عَاصِمٍ {سُجِّرَتْ} مُشَدَّدَةً، وَ(سُعِرَتْ) وَ{نُشِرَتْ} مُخَفَّفَتَيْنِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ التَّخْفِيفَ فِي هَذِهِ الأَفْعَالِ يَصْلُحُ لِقَلِيلِ الْفِعْلِ وَكَثِيرِهِ وَالتَّشْدِيدُ يَخْتَصُّ الْكَثِيرَ.
[الموضح: 1343]
وَمَعْنَى {سُجِّرَتْ} أَيْ مُلِئَتْ، وَقِيلَ {سُجِّرَتْ}: جُعِلَ مِيَاهُهَا نِيرَانًا بِهَا يُعَذَّبُ أَهْلُ النَّارِ، وَقِيلَ {سُجِّرَتْ} فُجِّرَتْ.
وَمَعْنَى {نُشِرَتْ} أَنَّ الصُّحُفَ تُنْشَرُ فَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ كِتَابَهُ مَنْشُورًا بِيَمِينِهِ أَوْ بِشِمَالِهِ عَلَى قَدْرِ الأَعْمَالِ.
وَمَعْنَى {سُعِّرَتْ} أُلْهِبَتْ). [الموضح: 1344] (م)

قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت} [7] أي: قرنت بنظيرها، وقيل: بشياطينها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/446]

قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({وإذا الموءودة سئلت}: هي البنت التي كان بعض العرب يئدها أي: يدفنها وهي حية خشية العار عليها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/446]

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وقرأ عشرة من الصحابة والتابعين أحدهم ابن عباس: {وإذا الموءودة سألت بأي ذنب قتلت} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/446]

قوله تعالى: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({بأي ذنب قتلت} مخففًا جماع إلا أبا جعفر المدني فإنه ثقله. ومعنى سئلت أي: طلب قتلها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/446]

قوله تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ (سجّرت) و(نشرت) و(سعّرت).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو" سجرت " و(سعرت) مخففتين. و(نشّرت) مشددة.
وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم (سجّرت) و(سعّرت) مشددتين.
و (نشرت) خفيفة.
وروى يحيى عن أبي بكر عن عاصم (سجّرت) مشددة و(سعرت) و(نشرت) خفيفتين.
وقرأ حمزة والكسائي (سجّرت) و(نشّرت) مشددتين، و(سعرت) مخففة.
وقرأ يعقوب (سجرت)، و(نشرت) مخففتين و(سعّرت) مشددة.
قال أبو منصور: من شدّد فللتكثير والتكرير.
ومن خفف فعلى الفعل الذي لا يتكثر.
[معاني القراءات وعللها: 3/123]
ومعنى قوله: (سجّرت) في قول بعضهم: ملئت، ومثلها بحر مسجور.
وقيل: سجّرت وفجّرت واحد، المعنى: البحار فجّرت بعضها في بعض.
وقيل (سجّرت) أي: جعلت مياهها نيرانًا، يعذب بها أهل النار.
وروى ذلك عن على وابن مسعود وغيرهما). [معاني القراءات وعللها: 3/124] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ. (وإذا الصّحف نشرت). و(نشّرت)
أي: أعطى كل إنسان كتابه منشورًا بيمينه أو بشماله على قدر عمله وجزائه). [معاني القراءات وعللها: 3/124]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت} [10].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي مشددًا، لأن الصحف جماعة وهي تنشر مرة بعد أخرى، وشاهد التشديد قوله تعالى: {أن يؤتى صحفًا منشرة} ولم يقل منشورة.
وقرأ الباقون مخففًا؛ لأن العرب تقول: مررت بكباش مذبوحة ومذبحة، وقد قال الله تعالى: {في رق منشور}.
خففها نافع وحفص وابن ذكوان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/445]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو: سجرت [6] خفيفة، ونشرت [10] مشدّدة، وسعرت [12] خفيفة.
نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: سجرت مشدّدة ونشرت خفيفة وسعرت مشدّدة. حمزة والكسائي: سجرت، ونشرت جميعا بالتشديد وسعرت خفيفة. عاصم في رواية أبي بكر: سجرت، ونشرت، وسعرت خفيفات.
حجّة: سجرت قوله: والبحر المسجور [الطور/ 6]، وقيل في المسجور: إنه الفارغ والممتلئ، ومن الممتلئ قول النمر في صفة وعل:
[الحجة للقراء السبعة: 6/379]
إذا شاء طالع مسجورة يرى حولها النبع والسّاسما وحجّة تشديد نشرت قوله: أن يؤتى صحفا منشرة [المدثر/ 52]، وحجّة سعرت في التخفيف قوله: وكفى بجهنم سعيرا [النساء/ 55]، وقوله: سعيرا فعيل في معنى مفعول، وهذا إنما يجيء من فعل.
وقول ابن عامر ورواية حفص سجرت فلأن الفعل مسند إلى ضمير كثرة فهو من باب: غلقت الأبواب [يوسف/ 23]. وحجّة: نشرت خفيفة قوله: في رق منشور [الطور/ 3]. وحجّة: سعرت مشدّدة قوله: كلما خبت زدناهم سعيرا [الإسراء/ 57]، فهذا يدلّ على كثرة وشيء بعد شيء، فحقّه التشديد.
وقول حمزة والكسائي في: سجرت ونشرت قد ذكر، وكذلك الحجّة لقول عاصم في رواية أبي بكر). [الحجة للقراء السبعة: 6/380] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا الصّحف نشرت}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {وإذا الصّحف نشرت} بالتّخفيف وحجتهم قوله {في رق منشور} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
وقرأ الباقون (وإذا الصّحف نشرت) بالتّشديد قالوا إنّه ذكر الصّحف وهي جماعة تنشره مرّة بعد مرّة والتّشديد للتكثير كما قال سبحانه {وغلقت الأبواب} وحجتهم إجماع الجميع على قوله {صحفا منشرة} ولم يقل منشورة). [حجة القراءات: 751]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («2» قَوْلُهُ: {نُشِرَتْ} قَرَأَهُ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِالتَّخْفِيفِ لإِجْمَاعِهِمْ عَلَى قَوْلِهِ {رَقٍّ مَنْشُورٍ} «الطُّورِِ 3» وَلَمْ يَقُلْ «مُنْشَرٍ» وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ، لِكَثْرَةِ الصُّحُفِ، وَلإِجْمَاعِهِمْ عَلَى قَوْلِهِ {صُحُفًا مُنَشَّرَةً} «الْمُدَّثِّرِ 52» وَلَمْ يَقُلْ مَنْشُورَةً، وَعِلَّتُهُ كَعِلَّةِ {سُجِّرَتْ}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/363]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (سُجِرَتْ) [آيَةُ/6] و(نُشِرَتْ) [آيَةُ/10] و(سُعِرَتْ) [آيَةُ/12] بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ: -
قَرَأَهَا يَعْقُوبُ- ح- و أن-، وَبِرِوَايَةِ- يس- عَنْهُ {سُعِّرَتْ} بِالتَّشْدِيدِ.
وَقَرَأَ حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ (سُعِرَتْ) مُخَفَّفَةً وَ{نُشِرَتْ} و{سُجِّرَتْ} مُشَدَّدَتَيْنِ.
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو (نُشِّرَتْ) مُشَدَّدَةً، وَ(سُجِرَتْ) وَ(سُعِرَتْ) مُخَفَّفَتَيْنِ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ و- ص عَنْ عَاصِمً {نُشِرَتْ} مُخَفَّفَةً، وَ{سُجِّرَتْ} وَ{سُعِّرَتْ} مُشَدَّدَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ يَعْقُوبَ.
وَرَوَى- ياش- عَنْ عَاصِمٍ {سُجِّرَتْ} مُشَدَّدَةً، وَ(سُعِرَتْ) وَ{نُشِرَتْ} مُخَفَّفَتَيْنِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ التَّخْفِيفَ فِي هَذِهِ الأَفْعَالِ يَصْلُحُ لِقَلِيلِ الْفِعْلِ وَكَثِيرِهِ وَالتَّشْدِيدُ يَخْتَصُّ الْكَثِيرَ.
[الموضح: 1343]
وَمَعْنَى {سُجِّرَتْ} أَيْ مُلِئَتْ، وَقِيلَ {سُجِّرَتْ}: جُعِلَ مِيَاهُهَا نِيرَانًا بِهَا يُعَذَّبُ أَهْلُ النَّارِ، وَقِيلَ {سُجِّرَتْ} فُجِّرَتْ.
وَمَعْنَى {نُشِرَتْ} أَنَّ الصُّحُفَ تُنْشَرُ فَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ كِتَابَهُ مَنْشُورًا بِيَمِينِهِ أَوْ بِشِمَالِهِ عَلَى قَدْرِ الأَعْمَالِ.
وَمَعْنَى {سُعِّرَتْ} أُلْهِبَتْ). [الموضح: 1344] (م)

قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)}
قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ (سجّرت) و(نشرت) و(سعّرت).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو" سجرت " و(سعرت) مخففتين. و(نشّرت) مشددة.
وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم (سجّرت) و(سعّرت) مشددتين.
و (نشرت) خفيفة.
وروى يحيى عن أبي بكر عن عاصم (سجّرت) مشددة و(سعرت) و(نشرت) خفيفتين.
وقرأ حمزة والكسائي (سجّرت) و(نشّرت) مشددتين، و(سعرت) مخففة.
وقرأ يعقوب (سجرت)، و(نشرت) مخففتين و(سعّرت) مشددة.
قال أبو منصور: من شدّد فللتكثير والتكرير.
ومن خفف فعلى الفعل الذي لا يتكثر.
[معاني القراءات وعللها: 3/123]
ومعنى قوله: (سجّرت) في قول بعضهم: ملئت، ومثلها بحر مسجور.
وقيل: سجّرت وفجّرت واحد، المعنى: البحار فجّرت بعضها في بعض.
وقيل (سجّرت) أي: جعلت مياهها نيرانًا، يعذب بها أهل النار.
وروى ذلك عن على وابن مسعود وغيرهما). [معاني القراءات وعللها: 3/124] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله - عزّ وجلّ -: (وإذا الجحيم سعّرت (12)
و (سعرت). أي: أوقدت فالتهبت نيرانها). [معاني القراءات وعللها: 3/124]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {سعرت} [12].
خففها أهل الكوفة وابن كثير وأبو عمرو.
وشددها الباقون.
والتشديد والتخفيف على ما قد بينت لك حجتهما فيما قبله، والسعير: وقود النار، فأما قوله: {زدنهم سعيرًا} فقيل: جنونًا، وقيل: وقودًا، يقال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/445]
نافقة مسعورة: إذا كان بها كالجنون من النشاط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/446]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو: سجرت [6] خفيفة، ونشرت [10] مشدّدة، وسعرت [12] خفيفة.
نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: سجرت مشدّدة ونشرت خفيفة وسعرت مشدّدة. حمزة والكسائي: سجرت، ونشرت جميعا بالتشديد وسعرت خفيفة. عاصم في رواية أبي بكر: سجرت، ونشرت، وسعرت خفيفات.
حجّة: سجرت قوله: والبحر المسجور [الطور/ 6]، وقيل في المسجور: إنه الفارغ والممتلئ، ومن الممتلئ قول النمر في صفة وعل:
[الحجة للقراء السبعة: 6/379]
إذا شاء طالع مسجورة يرى حولها النبع والسّاسما وحجّة تشديد نشرت قوله: أن يؤتى صحفا منشرة [المدثر/ 52]، وحجّة سعرت في التخفيف قوله: وكفى بجهنم سعيرا [النساء/ 55]، وقوله: سعيرا فعيل في معنى مفعول، وهذا إنما يجيء من فعل.
وقول ابن عامر ورواية حفص سجرت فلأن الفعل مسند إلى ضمير كثرة فهو من باب: غلقت الأبواب [يوسف/ 23]. وحجّة: نشرت خفيفة قوله: في رق منشور [الطور/ 3]. وحجّة: سعرت مشدّدة قوله: كلما خبت زدناهم سعيرا [الإسراء/ 57]، فهذا يدلّ على كثرة وشيء بعد شيء، فحقّه التشديد.
وقول حمزة والكسائي في: سجرت ونشرت قد ذكر، وكذلك الحجّة لقول عاصم في رواية أبي بكر). [الحجة للقراء السبعة: 6/380] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا الجحيم سعرت} 12
قرأ نافع وابن عامر وحفص {وإذا الجحيم سعرت} بالتّشديد أي أوقدت مرّة بعد مرّة وحجتهم قوله {كلما خبت زدناهم سعيرا} فهذا يدل على كثرة وشيء بعد شيء فحقه التّشديد
وقرأ الباقون {سعرت} بالتّخفيف أي أوقدت وحجتهم قوله {وكفى بجهنم سعيرا} قوله سعيرا فقيل في معنى مسعور وهذا إنّما يجيء من فعل). [حجة القراءات: 751]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («3» قَوْلُهُ: {سُعِرَّتْ} قَرَأَهُ نَافِعٌ وَحَفْصٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ بِالتَّشْدِيدِ، عَلَى التَّكْثِيرِ لإِيقَادِ جَهَنَّمَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا، وَلِقَوْلِهِ: {زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} «الإِسْرَاءِ 97» فَأَتَى بِلَفْظِ الزِّيَادَةِ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى كَثْرَةِ تَسْعِيرِهَا مَرَّةً بَعْدَ
مَرَّةٍ وَهُوَ اتِّقَادُهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ لإِجْمَاعِهِمْ عَلَى قَوْلِهِ: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/363]
سَعِيرًا} «النِّسَاءِ 55»، وَلَمْ يَقُلْ «تَسْعِيرًا»، وَعِلَّتُهُ كَعِلَّةِ {سُجِّرَتْ}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/364]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- (سُجِرَتْ) [آيَةُ/6] و(نُشِرَتْ) [آيَةُ/10] و(سُعِرَتْ) [آيَةُ/12] بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ: -
قَرَأَهَا يَعْقُوبُ- ح- و أن-، وَبِرِوَايَةِ- يس- عَنْهُ {سُعِّرَتْ} بِالتَّشْدِيدِ.
وَقَرَأَ حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ (سُعِرَتْ) مُخَفَّفَةً وَ{نُشِرَتْ} و{سُجِّرَتْ} مُشَدَّدَتَيْنِ.
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو (نُشِّرَتْ) مُشَدَّدَةً، وَ(سُجِرَتْ) وَ(سُعِرَتْ) مُخَفَّفَتَيْنِ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ و- ص عَنْ عَاصِمً {نُشِرَتْ} مُخَفَّفَةً، وَ{سُجِّرَتْ} وَ{سُعِّرَتْ} مُشَدَّدَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ يَعْقُوبَ.
وَرَوَى- ياش- عَنْ عَاصِمٍ {سُجِّرَتْ} مُشَدَّدَةً، وَ(سُعِرَتْ) وَ{نُشِرَتْ} مُخَفَّفَتَيْنِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ التَّخْفِيفَ فِي هَذِهِ الأَفْعَالِ يَصْلُحُ لِقَلِيلِ الْفِعْلِ وَكَثِيرِهِ وَالتَّشْدِيدُ يَخْتَصُّ الْكَثِيرَ.
[الموضح: 1343]
وَمَعْنَى {سُجِّرَتْ} أَيْ مُلِئَتْ، وَقِيلَ {سُجِّرَتْ}: جُعِلَ مِيَاهُهَا نِيرَانًا بِهَا يُعَذَّبُ أَهْلُ النَّارِ، وَقِيلَ {سُجِّرَتْ} فُجِّرَتْ.
وَمَعْنَى {نُشِرَتْ} أَنَّ الصُّحُفَ تُنْشَرُ فَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ كِتَابَهُ مَنْشُورًا بِيَمِينِهِ أَوْ بِشِمَالِهِ عَلَى قَدْرِ الأَعْمَالِ.
وَمَعْنَى {سُعِّرَتْ} أُلْهِبَتْ). [الموضح: 1344] (م)

قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)}
قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وكان عبد الله بن مسعود إذا قرأ هذه السورة فبلغ {علمت نفس ما أحضرت} قال: وانقطاع ظهراه، وكان ابن مجاهد إذا قرأها في الصلاة قرأها بنفس واحد من أولها ووقف {علمت نفس ما أحضرت} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/446]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس