عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 11:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النازعات

[ من الآية (34) إلى الآية (46) ]
{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)}
قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عكرمة: [وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ تَرَى]، بالتاء مفتوحة.
قال أبو الفتح: إن شئت كانت التاء في [ترى] للجحيم، أي: لمن تراه النار. وإن شئت كانت خطايا للنبي صلى الله عليه وسلم أي: لمن ترى يا محمد، أي: للناس، فأشار إلى البعض، وغرضه جنسه وجميعه، كما قال لبيد:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس: كيف لبيد؟
فأشار إلى جنس الناس في هذا المعنى، ونحن نعلم أنه ليس جميعه مشاهدا حاضر الزمان.
فإن قيل: فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان بحضرته المؤمنون الذين قد شهد لكثير منهم بالجنة، وشهد من حال الإيمان لهم بها، فكيف يجوز أن يقول الله له: النار لهؤلاء الذين تراهم؟.
قيل: يخصه ويخلصه محصول معناه، فهذا كقوله تعالى : {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}، وقوله: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل}، وقوله: {وَقَلِيلٌ مَا هُم}، كأنه عام لجميع من يقع البصر عليه، إغلاظا، وإرهابا. والمؤمنون مستثنون منه بما تقدمت الأدلة عليه، وله أشباه كثيرة). [المحتسب: 2/351]

قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)}
قوله تعالى: {وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)}
قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)}
قوله تعالى: {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}
قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمي: [إيَّانَ] بكسر الألف.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك"). [المحتسب: 2/351]

قوله تعالى: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)}
قوله تعالى: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)}
قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّما أنت منذر من يخشاها (45).
روى عباس عن أبي عمرو، (منذرٌ من يخشاها) منونًا.
وقرأ الباقون (منذر من) مضافًا.
قال أبو منصور: من قرأ (منذرٌ من) جعل (من) منصوبًا بالفعل.
ومن قرأ (منذر من) بغير تنوين، جعل (من) في موضع الخفض؛ لأنه مضاف إليه.
و (مفعل) و(فاعل) إذا كان في معنى الاستقبال أو الحال نونتهما؛ لأن التنوين يكون بدلاً من الفعل، والفعل لا يكون إلا نكرة.
وقد يجوز حذف التنوين على الاستخفاف، والمعنى ثبوته، ويكون (من) في موضع النصب على ما بيّنته). [معاني القراءات وعللها: 3/120]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها} [45].
اتفق القراء السبعة على ترك التنوين من {منذر}، لأنه مضاف. «ومن» في موضع جر، وإنما ذكرته لأن عباسًا روي عن أبي عمرو {منذر} بالتنوين، فلابد من تشديد الميم، لإدغام التنوين والغنة اليت تظهر هي غنة الميم. وفي القراءة الأولي الميم خفيفة.
قال أبو عبد الله: ومن لم ينون {منذر} فـ«من» خفض في المعنى نصب في الأصل.
وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيد أن يزيد ابن القعقاع قرأ {منذر} منونًا. وقد روي عن ابن محيصن مثل ذلك. فأما قوله: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} المنذر: النبي عليه السلام، والهادي: على رضي الله عنه، وقيل: لكل قوم هاد أي: داع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/437]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ: إنما أنت منذر من [النازعات/ 45] منوّن ولم ينوّن أحد منهم ذلك غيره. وروى غير عبّاس عن أبي عمرو غير منوّن، وكذلك قرأ الباقون أيضا غير منوّن مضافا.
قال أبو علي: حجّة التنوين أن اسم الفاعل فيه للحال، ويدلّ على ذلك قوله: قل إنما أنذركم بالوحي [الأنبياء/ 45] فليس المراد أنذر فيما أستقبل وإنما أنذر في الحال، فاسم الفاعل على قياس الفعل، ومن أضاف استخفّ فحذف التنوين كما حذف من قوله: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم [الأحقاف/ 24]، ونحو ذلك مما جاء على لفظ الأمر كافّة والمراد به الانفصال.
ويجوز أن يكون منذر من على نحو: هذا ضارب زيد أمس، لأنه قد فعل الإنذار). [الحجة للقراء السبعة: 6/375]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ) [آيَةُ/45] بِالتَّنْوِينِ: -
رَوَاهَا عَبَّاسٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ اسْمٌ لِلْفَاعِلِ عَمِلَ عَمَلَ الْفِعْلِ؛ لأَنَّهُ فِي مَعْنَى الْحَالِ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْحَالِ أَوْ الاسْتِقْبَالِ عَمِلَ فَنُوِّنَ، فَإِنْ أُضِيفَ كَانَ عَلَى نِيَّةِ التَّنْوِينِ وَالانْفِصَالُ؛ لأَنَّ الأَصْلَ فِيهِ التَّنْوِينُ.
[الموضح: 1338]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} بِالإِضَافَةِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ أُضِيفَ، وَالنِّيَّةُ فِيهَا التَّنْوِينُ وَالانْفِصَالُ؛ لأَنَّهُ عَامِلٌ عَمَلَ الْفِعْلِ إِذْ هُوَ فِي مَعْنَى الْحَالِ، فَإِضَافَتُهُ مَجَازِيَّةٌ، وَإِنَّمَا أُضِيفَ طَلَبًا لِلْخِفَّةِ بِحَذْفِ التَّنْوِينِ. وَقَدْ سَبَقَ مِثْلُهُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ هَذَا عَلَى الْمُضِيِّ؛ لأَنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنْهُ الإِنْذَاُرُ، فَتَكُونُ الإِضَافَةُ حَقِيقِيَّةً، ولا يَكُونُ التَّنْوِينُ مَنْوِيًّا؛ أَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ لا يَعْمَلُ إِذَا كَانَ فِي مَعْنَى الْمُضِيِّ بَلْ يَكُونُ مُضَافًا إِضَافَةً مَحْضَةً). [الموضح: 1339]

قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس