عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجن

[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا)، (وأنّ المساجد للّه)، (وألّو استقاموا على الطّريقة).
(وأنّه لمّا قام عبد اللّه).
بفتح الألف نسقًا على قوله: (أنّه استمع) وكسروا قوله: (وإنّه تعالى جدّ ربّنا).
وما بعدها من الألفات نسقًا على قوله (إنّا سمعنا).
وقرأ نافع، وأبو بكر عن عاصم مثل قراءة أبي عمرو إلا قوله: (وإنّه لمّا قام عبد اللّه) فإنهما كسرا الألف، وكذلك روى المفضل عن عاصم مثل قراءة أبي بكر عنه.
وأما الكسائي، وحمزة، وابن عامر، وحفص عن عاصم فإنهم فتحوا الألف في جميع ذلك نسقًا على قوله: (أوحى إلى).
قال أبو منصور: أما قوله: (أنّه استمع نفرٌ) فالألف مفتوحة لا غير؛ لأنه بمعنى: قل أوحى إليّ بأنّه. ولا يجوز فيه غير الفتح.
وأما قوله: (إنّا سمعنا) فهي مكسورة لا غير؛ لأن (إنّا) ها هنا جاءت بعد (قالوا) فهي كالابتداء، وإنما الاختلاف فيما بعد، فمّن كسر (إنّا)، (وإنّا) نسقه على قوله: (إنّا سمعنا).
ومن فتح نسقه على قوله: (أنّه استمع).
وقد قال بعضهم: حمل ما كان محمولاً على الوحي فهو (أنّه) بالفتح، وما كان من قول الجنّ فهو مكسور عطفًا على قوله: (إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا) وعلى هذا
[معاني القراءات وعللها: 3/96]
القول يكون المعنى: وقالوا إنه تعالى جدّ ربّنا، وقالوا إنه كان يقول سفينها. وهذه قراءة جيدة. قرأ بها نافع وعاصم وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 3/97]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {قل أوحي إلي أنه استمع} [1].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {أنه} بالفتح: {وألو استقاموا} [16] {وأن المساجد لله} [18] {وأنه لما قام عبد الله} [19] بالفتح أربعتهن.
وقرأ عاصم ونافع كذلك إلا قوله: {وإنه لما قام عبد الله} فإنهما كسراه، وأما عاصم فكسره في رواية أبي بكر.
وقرأ الباقون كل ذلك بالفتح إلا ما جاء بعد القول فاختلف الناس، فقال: قوم: من فتح نسق على قوله: {قل أوحي إلي أنه ... وأنه} ومن كسر رده على قوله: {قالوا إنا سمعنا ... وإنا} فإذا جاءت بعد فاء الشرط، والجزاء فمكسورة لا غير؛ لأنها موضع ابتداء، وهو قوله: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم} [23] بالكسر.
وقد روي عن طلحة بن مصرف {فأن له} بالفتح جعله ابتداء والتقدير: ومن يعص الله ورسوله إن له نار جهنم.
وسألت ابن مجاهد عن قراءة طلحة هذا فقال: هو لحن.
وقال بعض أهل التفسير: زعم أبو عبيد أن ما كان من قول الجن فهو مكسور بالنسق على قوله: {إنا سمعنا} ومن فتح فعلى قوله: {قل أوحي إلي أنه استمع} قال: وهو المذهب عندي.
وقد اختلف في هذه السورة اختلافًا شديدًا، وكان أبو عمرو أعلمهم بتأويل القرآن فلذلك حسن اختياره، وسأبين مواضع الفتح والكسر {قل أوحي إلي أنه استمع} بالفتح {قالوا إنا سمعنا} بالكسر، ثم تتابع كلام الجن إلى قوله: {وإنا ظننا} ثم يعترض كلام الله وهو قوله: {وإنه كان رجال} وهذا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/400]
مكسور على الابتداء، ويتلوه قوله: {وإنهم...} مكسور نسق على قوله: {وإنه كان} ثم ينقطع قول الله ههنا فيقول الجن: {وإنا لمسنا السماء} وهذا مكسور منسوق على ما تقدم من قول الجن، ثم يقول الجن: أيضًا {وإنا لا ندري} ثم يقول: {وإنا منا الصلحون} ثم ينقطع قول الجن ها هنا. ثم يقول الله: {وألو استقاموا على الطريقة} نسق على قوله: {قل أوحي إلي أنه استمع} وكذلك: {وأن المساجد لله} {وإنه لما قام عبد الله}، والجن في اللغة: الجن، والجن: الإنس، والجن: الملائكة، والجنة: الإنس، والجنة: الملائكة، والجنة: الجن، والحنة: كلاب الجن، ويقال: الحن: سفلة الجن، والجن الجنون، والجنون: جنون الشباب، وجنون السكر، وجنون الشيطان، ويقال: نبت مجنون، وشجرة مجنونة: إذا أفرطت طولا وأنشد:
حتى إذا ما أخصبت وتربعت = بقلا بعيهم والحمي مجنونا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/401]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو: قل أوحي إلي أنه [1]، وأن لو استقاموا [16] وأن المساجد لله [18]، وأنه لما قام عبد الله [19] أربعة أحرف بالفتح.
وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر كما قرأ إلّا قوله: وإنه لما قام عبد الله فإنهما كسراه. المفضل عن عاصم مثل أبي بكر.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي كلّ ذلك بالفتح إلا ما جاء بعد قول، أو بعد فاء جزاء. حفص عن عاصم مثل حمزة). [الحجة للقراء السبعة: 6/332] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: {أُحِيَ} - من وحيت، في وزن فعل - جؤية بن عائذ.
قال أبو الفتح: يقال: أوحيت إليه، ووحيت إليه. قال العجاج:
*وحى لها القرار فاستقرت*
وأصله: "وحِي"، فلما انضمت الواو ضما لازما همزت، على قوله تعالى : {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَت} . وقالوا في وجوه: أجوه، وفي ورقة أرقة، وقالوا: أجنة، يريدون: الوجنة.
قال أبو حاتم: ولم يستعملوها على الأصل: وجنة. وتقول على هذا: أحي إليه، فهو موحي إليه، فتردد الواو لزوال الضمة عنها. ومثله: أعد فهو موعود، وأرث المال فهو موروث. ولا يجوز مأعود، ولا مأروث؛ لزوال الضمة عن الواو. فأما قوله:
ومن حديث يزيدني مقة ... ما لحديث المأموق من ثمن
[المحتسب: 2/331]
فليس على الهمز، لكنه أراد الموموق، إلا أنه أبدل الواو ألفا، لانفتاح ما قبلها وإن كانت ساكنة، كما قالوا في يوجل: ياجل، وفي يوحل ياحل، وفي يوتعد -في اللغة الحجازية-: ياتعد، وفي يوتزن: ياتزن. فهذا على قلب الواو ألفا لانفتاح ما قبلها، ليس على طريق الهمز.
وينبغي أن يحمل على هذا أيضا قوله عليه السلام: ارجعن مأزورات غير مأجورات يريد: موزورات، ثم تقلب الواو؛ لما ذكرنا - ألفا. وعلى أنه قد يمكن أن يكون قلب الواو همزة هنا إتباعا لمأجورات). [المحتسب: 2/332]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- كل القراء فتح {أن} في هذه السورة في أربعة مواضع وهي قوله: {قل أوحي إلي أنه}، وقوله: {وأن لو استقاموا}، وقوله: {وأن المساجد لله}، وقوله: {أن قد أبلغوا} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/339]

قوله تعالى: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عكرمة: [جَدًّا رَبُّنَا].
وروى عنه: [جَدٌّ رَبُّنَا]، وغلط الذي رواه.
قال أبو الفتح: أما انتصاب [جَدًّ] فعلى التمييز، أي: تعالى ربنا جدا، ثم قدم المميز، على قولك: حسن وجها زيد.
فأما [جَدٌّ رَبُّنَا] فإنه على إنكار ابن مجاهد صحيح؛ وذلك أنه أراد: وأنه تعالى جد جد ربنا على البدل، ثم حذف الثاني، وأقام المضاف إليه مقامه. وهذا على قوله سبحانه: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}، أي: زينة الكواكب، فـ"الكوكب" إذا بدل من "زينة".
فإن قلت: فإن الكواكب قد تسمى زينة، والرب تعالى لا يسمى جدا.
قيل: الكواكب في الحقيقة ليست زينة، لكنها ذات الزينة, ألا ترى إلى القراءة بالإضافة وهي قوله: {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب}؟ وأنت أيضا تقول: تعالى ربنا، كما تقول:
[المحتسب: 2/332]
تعالى جد ربنا. فالتعالى مستعمل معهما جميعا، كما يقال: يسرني زيد قيامه، وأنت تقول: يسرني زيد، ويسرني قيامه. وهذا بيان ما أنكره ابن مجاهد). [المحتسب: 2/333]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأنه تعالى جد ربنا}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو بكر {وأنه تعالى جد ربنا} بكسر الألفات إلّا قوله {أنه استمع} {وأن لو استقاموا} 16 {وأن المساجد لله} 18 فإنّهم قرؤوا بالفتح وزاد ابن كثير وأبو عمرو عليهم {وأنه لما قام عبد الله} 8 و9 وقرأ الباقون جميع ذلك بالفتح إلّا ما جاء بعد القول أو بعد فاء جزاء
من كسر فإنّه رد على قوله {فقالوا إنّا سمعنا قرآنًا عجبا} وقال {وأنه تعالى جد ربنا} ثمّ أتبع ذلك ما حسن أن يكون من قول الجنّ ثمّ يعترض كلام الله وهو قوله {وأنه كان رجال} وهذا مكسور
[حجة القراءات: 727]
على الابتداء ويتلوه قوله {وأنّهم ظنّوا} نسق على ما قبله ثمّ تقول الجنّ {وأنا لمسنا السّماء} وهذا منسوب على ما تقدم من قول الجنّ ثمّ تقول الجنّ أيضا وإنّا لا نذري {وأنا منا الصالحون} إلى قوله {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون} ثمّ ينقطع قول الجنّ ويقول الله تعالى وأن لو استقاموا على الطرية ق نسقا على قوله {قل أوحي إليّ أنه} وكذلك {وأن المساجد} {وأنه لما قام عبد الله} لأنّه لا يحسن في قوله وأن المساجد لله وأنه لما قام عبد الله أن يكون من قبلهم فكان معطوفًا على قوله {قل أوحي إليّ أنه استمع} {وأنه لما قام عبد الله} فموضعها رفع لما لم يسم الفاعل
قوله {وأن لو استقاموا} فيه أمران أحدهما أن تكون الخفيفة من المثقلة فيكون محمولا على الوحي كأنّه أوحي أن لو استقاموا أي أنهم لو استقاموا والثّاني ذكره الفراء قال إنّما فتحوا لأنهم أضمروا يمينما وقطعوها عن النسق فكأنّه قال والله إن لو استقاموا فأما من فتح فإنّه نسق على الوحي في قوله {قل أوحي إليّ أنه استمع} {وأنه تعالى جد ربنا} وقال الفراء فأما الّذين فتحوا كلها فكأنهم ردوا جميع ما فتحوا على قوله {فآمنا به} وآمنا بكل ذلك ففتحت أن لوقوع الإيمان عليها وأنت مع ذلك تجد الإيمان يحسن في بعض ما فتح ويقبح في بعض فلا يمنعك ذلك من إمضائهن على الفتح فإن الّذي يقبح من ظهور الإيمان قد يحسن مع صدقنا وشهدنا
[حجة القراءات: 728]
ومعنى صدقنا أقررنا). [حجة القراءات: 729]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَإِنَّهُ تَعَالَى} [آية/ 3] بكسر الألف:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وكذلك كل ما فيها من قوله {إِنَّهُ} و{إِنَّا} فهو بالكسر إلا أربعة أحرف قرءوها بالفتح، وهن قوله {أَنَّهُ سَمِيعٌ} و{أَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا} و{أَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} و{أَنَّهُ لَمَّا قَامَ}.
وكذلك قراءة نافع وعاصم ياش- إلا في قوله {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ الله} فإنها بالكسر في قراءتهما.
[الموضح: 1303]
والوجه في كسر ما كسر من ذلك أنه على الاستئناف والقطع مما قبله.
وأما فتح ما فتح منها فعلى الحمل على {أُوحِيَ}؛ لأن {أُوحِيَ} فعل بني لما لم يسم فاعله، وقوله {أَنَّهُ اسْتَمَعَ} أقيم مقام الفاعل فموضعه رفع؛ لأنه مفعول ما لم يسم فاعله، وما فتح بعده من جميع ما ذكرنا محمول عليه، إلا أنه يجوز في قوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} أن يكون على معنى ولأن المساجد لله فلا تدعوا، أي لا تدعوا مع الله أحدًا لأن المساجد لله.
وما كان سوى ذلك مما قرئ بالفتح وصح أن يحمل على هذا الوجه فإنه يجوز حمله عليه.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم كل ذلك بالفتح إلا ما جاء بعد قول أو فاء فإنها مكسورة كلها وليس فيها اختلاف.
والوجه أن ما بعد القول حكاية فيقع فيه إن بالكسر، كما قال الله تعالى {قَالَ الله إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}؛ لأنه موضع ابتداء، وكذلك بعد فاء الجزاء يقع إن بالكسر؛ لأنه موضع مبتدأ وخبر، ولهذا حمل سيبويه قوله تعالى {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ الله مِنْهُ} {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا} على إضمار المبتدأ فيه). [الموضح: 1304]

قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)}
قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّا ظننّا أن لن تقول الإنس والجنّ).
قرأ يعقوب وحده (أن لن تقوّل الإنس).
وقرأ الباقون "أن لن تقول " ساكنة الواو.
قال أبو منصور: من قرأ (أن لّن تقوّل) فهو من قولك: تقوّل فلان على فلان الكذب، إذا تخرصه، واختلق عليه ما لم يقله.
وروى أبو عبيد عن الكسائي: تقول العرب: قوّلتني ما لم أقل.
وأقولتني ما لم أقل.
ونظير قوله: (أن لّن تقوّل) قوله جلّ وعزّ: (ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44)، أي: لو تخرص علينا ما لم نقله). [معاني القراءات وعللها: 3/97]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والجحدري ويعقوب وابن أبي بكرة، بخلاف: [أَنْ لَنْ تَقَوَّلَ].
قال أبو الفتح: [كَذِبا] -في هذه القراءة- منصوب على المصدر من غير حذف الموصوف معه، وذلك أن {تَقَوَّلَ} في معنى تكذب، فجرى تبسمت وميض البرق، أي: أنه منصوب بعفل مضمر، ودلت عليه تبسمت، أي: أومضت. فعلى هذا كأنه قال: أن لن يكذب الإنس والجن على الله كذبا.
ومن رأى أن ينصب "وميض البرق" بنفس تبسمت؛ لأنه بمعنى أومضت نصب أيضا "كذبا" بنفس "تقول"؛ لأنه بمعنى كذب.
وأما من قرأ {أَنْ لَنْ تَقُول}، بوزن تقوم فإنه وصف مصدر محذوف، أي: أن لن تقول الإنس والجن على الله قولا كذبا، فكذب هنا وصف لا مصدر، كقوله تعالى : {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}، أي: كاذب. فإن جعلته هنا مصدرا نصبته نصب المفعول به، أي: لن تقول كذبا، كقولك: قلت حقا، وقلت باطلا، وقلت شعرا، وقلت سجعا. ولا يحسن أن تجعله مع "تقول" وصفا، أي: تقولا كذبا؛ لأن التقول لا يكون إلا كذبا، فلا فائدة إذا فيه). [المحتسب: 2/333]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ} [آية/ 5] بفتح القاف وتشديد الواو على تفعل:-
قرأها يعقوب وحده.
[الموضح: 1304]
والوجه أنه من التقول، وهو الادعاء على الإنسان ما لم يقله، والعرب تقول: قولتني ما لم أقل، وتقولت علي ما لم أقل، قال الله تعالى {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ}.
وقرأ الباقون {تَقَوَّلَ} بضم القاف وإسكان الواو.
والوجه أنه مضارع قالت تقول قولاً). [الموضح: 1305]

قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)}
قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)}
قوله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
قوله تعالى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)}
قوله تعالى: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس