عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 صفر 1440هـ/8-11-2018م, 09:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القلم
[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)}


قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ن والقلم).
قرأ ابن عامر والكسائي ويعقوب " ن والقلم " مدغمة في الواو، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم.
وروى يعقوب عن جعفر عن نافع أنه أخفاها، وأما ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، وحفص عن عاصم فإنهم أظهروا النون.
قال أبو منصور: هما لغتان، فاقرأ كيف شئت.
والنون الأولى متحركة، لا غنّة فيها.
والنون الثانية لها غنّة، وهذا على قراءة من أظهرها.
وقال الفراء: لك إدغام النون الآخرة، ولك إظهارها.
قال: وإظهارها أعجب إليّ؛ لأنها هجاء، والهجاء كالموقوف عليه، وإن اتصل.
ومن أخفاها بناها على الاتصال.
وقال الزّجّاج: من أسكن (نون) وبيّنها فإنما يجعلها حرف هجاء، والذي يدغمها يجوز له إدغامها وهي مفتوحة.
قال: وجاء في التفسير: أن (نون): الحوت التي دحيت عليها الأرض.
وجاء أن نون: الدواة.
[معاني القراءات وعللها: 3/83]
ولم يجئ في التفسير، كما فسّرت حروف الهجاء، فالإدغام - كانت حروف الهجاء، أو لم تكن - جائز.
والإسكان والتبين لا يجوز أن يكون فيه إلا حرف هجاء). [معاني القراءات وعللها: 3/84]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: إنما سمي بذلك، لأن الله تعالى أقسم بنون، وهي الدواة {والقلم وما يسطرون} [1] أي: ما يكتبون من كلام رب العالمين. وقيل: النون: السمكة، ومن ذلك سمي يونس: ذا النون، لأن الحوت التقمه وجمع النون نينان، وجمع الحوت حيتان.
وأخبرني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: كل اسم على فعل أوسطه واو. فإن العرب تجمعه على ثلاثة أوجه، وذلك نحو كوز وأكواز، وكيزان وكوزة، وكذلك نون، وصوف، يقال: صوف وأصواف، وصوف، وصوفة، وصوف، وصيفان.
وقال آخرون: نون اسم من أسماء الله.
وقيل: حرف من حروف المعجم.
1- فاختلف القراء في اللفظ به.
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر والكسائي: {ن والقلم} مخفي غير ظاهر.
قال ابن مجاهد: والاختيار عن عاصم الإظهار.
وقرأ الباقون: {ن والقلم} يظهرون، فمن أظهر قال: هو حرف هجاء، وحكمة أن ينفصل مما بعده، فبني الكلام فيه على الوقف لا على الأصل.
والباقون أخفوا، لأنهم بنوا الكلام على الأصل.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/381]
وفيها قراءة ثالثة ورابعة. قرأ ابن أبي إسحق، وعيسى بن عمر {ن والقلم} معنى اقرأ ن و{ن والقلم} يجعله قسمًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/382]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة: نون والقلم [1] النون في آخر الهجاء من نون ظاهرة عند الواو.
وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يبين النون في يس ونون* وطسم. وروى حفص عن عاصم وحسين عن أبي بكر أنه كان يبين النون في نون*. وروى يعقوب عن نافع أنه أخفاها، وكان الكسائي لا يبين النون في نون*، وقال يحيى عن أبي بكر عن عاصم: نون* جزم على هذا، وهذا يدلّ على أنه يبين.
الحلواني عن قالون عن نافع: يس مخفاة النون، ونون* ظاهرة.
قال أبو علي: وجه إظهار هذه النونات أنها من حروف ينوى بها الوقف، وإذا كانت موقوفة بدلالة اجتماع الساكنين فيها نحو: ميم لام صاد كانت في تقدير الانفصال ممّا قبلها، وإذا انفصل ممّا قبلها وجب
[الحجة للقراء السبعة: 6/309]
التبيين، لأنها إنما تخفى مع حروف الفم، فإذا انفصلت عنها بالوقف عليها ولم تتصل بما قبلها فليس هناك أمر لا يبين له.
ووجه الإخفاء أن الهمزة الوصل معها لم يقطع في نحو: ألف لام ميم الله [آل عمران/ 1، 2] وقولهم في العدد: واحد اثنان، فمن ثمّ حيث لم تقطع الهمزة معها علمت أنه في تقدير الوصل، وإذا وصلتها أخفيت النون معها، وقد بيّن ذلك فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/310]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ن والقلم وما يسطرون}
قرأ ابن عامر والكسائيّ وأبو بكر وابن اليزيدي {ن والقلم} بإخفاء النّون وقرأ الباقون بإظهار النّون
فمن أظهر قال هو حرف هجاء وحكمه أن ينفصل عمّا بعده فبني الكلام فيه على الوقف لا على الوصل والباقون بنوا الكلام على الوصل قال الزّجاج والّذي أختار إدغام النّون في الواو كانت النّون ساكنة أو متحركة لأن الّذي جاء في التّفسير يباعدها من الإسكان والتبيين لأن من أسكنها وبينها فإنّما يجعلها حرف هجاء والّذي يدغمها فجائز أن يدغمها وهي مفتوحة وجاء في التّفسير أن نون الحوت الّتي دحيت عليها الأرضون السّبع وجاء في التّفسير أن نون الدواة). [حجة القراءات: 717]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {ن والقلم} قرأه أبو بكر والكسائي وابن عامر بالإدغام، على نية الوصل، وأظهر الباقون، على نية الوقف على النون، لأنها حروف غير معربة مبنية على الوقف، وعن ورش الوجهان، والإظهار هو الاختيار، لأنه الأصل في الحروف المقطوعة، إذ الوجه الوقف على كل حرف منها، والوقف يمنع من الإدغام، وقد تقدم ذكر هذا في غير موضع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/331]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {ن وَالقَلَمِ} [آية/ 1] بإخفاء النون:-
قرأها نافع ش- وابن عامر والكسائي ويعقوب.
والوجه أنها نونٌ ساكنةٌ؛ لأن حروف التهجي مبنيةٌ على السكون، وبعدها واوٌ، والنون تخفى مع حروف الفم، فإن النون وإن كانت منفصلة عن الواو فإنها يُقدر فيها الاتصال بما بعدها، فلذلك أخفيت النون؛ لأن النون إنما تخفى مع حروف الفم إذا اتصلت بها، وهذه تجري مجرى المتصل.
وروى ياش- عن عاصم بالإخفاء والبيان جميعًا.
والوجه أنهما جميعًا جائزان، فأراد الأخذ بهما إعلامًا بجوازهما.
وقرأ الباقون {ن وَالقَلَمِ} بالإظهار.
[الموضح: 1287]
والوجه أن الإظهار هو الأصل والقياس؛ لأن حروف الهجاء في تقدير الانفصال مما بعدها، لمعنى ذكرناه غير مرةٍ، فوجب تبيين النون لذلك). [الموضح: 1288]

قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)}
قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}
قوله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)}



روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس