عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 04:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الواقعة

[ من الآية (81) إلى الآية (96) ]
{أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}

قوله تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81)}
قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جلّ وعزّ: (وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون (82)
روى المفضّل عن عاصم " أنكم تكذبون " بفتح التاء خفيفة.
وقرأ سائر القراء " أنّكم تكذّبون " بالتشديد.
قال أبو منصور: من قرأ بالتشديد فالمعنى: أتجعلون شكر ما رزقتم من الماء الذي هو قوام عيشكم التكذيب، فتقولون مطرنا بنوء كذا، ولا تشكرون الله
[معاني القراءات وعللها: 3/52]
على إنعامه عليكم به، ورزقه إياكم.
ومن قرأ (تكذبون) فمعناه: تجعلون شكر رزقكم الكذب حين تقولون: مطرنا بالنوء. وأنتم كاذبون في ذلكم.
و (أنّ) دخلت مع الفعل بمعنى المصدر في قوله: (أنّكم تكذّبون) ). [معاني القراءات وعللها: 3/53]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- قوله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} [82].
روي المفضل عن عاصم: {تكذبون} بفتح التاء.
والباقون: {تكذبون} مشددًا ومعناه: إن الله تعالى كان إذا أغاثهم ومطرهم وكثر خصبهم نسبوا ذلك المطر إلى الأنواء من النجوم فيقولون: مطرنا بنو المحدج ونوء السماكين، ونحو ذلك فقال الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} أي: شكر رزقكم.
حدثنا الشيخان الصالحان عبد الرحمن السراج وابن مخلد العطار قالا: حدثنا العباس بن يزيد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن عتاب بن جبير عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أمسك الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله عليهم لأصبحت طائفة منهم به كافرين يقولون: مطرنا بنوء المحدج».
وقرأ علي رضي الله عنه: {وتجعلون شكركم أنكم تكذبون} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/248]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: روى المفضل عن عاصم: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون خفيفة منصوبة التاء [الواقعة/ 82].
وروى غيره عن عاصم: تكذبون مشدّدة، وكذلك الباقون.
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون: أي تجعلون رزقكم الذي رزقكموه اللّه فيما قاله: وأنزلنا من السماء ماء مباركا إلى قوله: رزقا للعباد [ق/ 11]، وقوله: وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات
[الحجة للقراء السبعة: 6/264]
رزقا لكم [البقرة/ 22]، أي: تكذبون في أن تنسبوا هذا الرزق إلى غير اللّه، فتقولون: مطرنا بنوء كذا، فهذا وجه التخفيف.
ومن قال: تكذبون فالمعنى: إنكم تكذبون بالقرآن، لأن اللّه عزّ وجلّ هو الذي رزقكم ذلك، على ما جاء في قوله: رزقا للعباد [ق/ 11] فتنسبونه أنتم إلى غيره، فهذا تكذيبهم لما جاء التنزيل به، وروي عن ابن عباس أنه قرأ: وتجعلون شكركم أنكم تكذبون [الواقعة/ 82]، أي تجعلون مكان الشكر الذي يجب عليكم التكذيب. وقد يكون المعنى: تجعلون شكر رزقكم التكذيب، فحذف المضاف). [الحجة للقراء السبعة: 6/265]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي وابن عباس -ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم-: [وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ].
قال أبو الفتح: هو على حذف المضاف، أي: تفعلون بدل شكركم ومكان شكركم التكذيب ومثله قول العجاج:
ربيته حتى إذا تمعددا ... كان جزائي بالعصا أن أجلدا
أي: كان مكان جزائي الجلد بالعصا). [المحتسب: 2/310]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [آية/ 82] بفتح التاء وإسكان الكاف وتخفيف الذال:-
رواها المفضل عن عاصم.
والوجه أنه من الكذب لا من التكذيب، والمراد: وتجعلون شكر رزقكم كذبكم، وذاك الكذب هو قولهم: مطرنا بنوء كذا، فهذا كذب؛ لأن الرب تعالى هو الذي ينزل المطر.
[الموضح: 1242]
وقوله {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} بمعنى المصدر، وهو مفعول ثان لتجعلون والمفعول الأول هو قوله {رِزْقَكُمْ} وهو على حذف المضاف، كأنه قال: وتجعلون شكر زرقكم كذبكم.
وقرأ الباقون {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} بضم التاء وفتح الكاف وتشديد الذال.
والوجه أنه من التكذيب، وتأويل قوله {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} المصدر أيضًا، كأنه قال: وتجعلون شكر رزقكم التكذيب، يعني تكذيب القرآن؛ لأنه تعالى قد ذكر في القرآن أنه هو الرازق والمنزل للغيث، فإذا نسبوه إلى الأنواء فقد كذبوه). [الموضح: 1243]

قوله تعالى: {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83)}
قوله تعالى: {وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84)}
قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ (85)}
قوله تعالى: {فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) }
قوله تعالى: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)}
قوله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88)}
قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) }
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فروحٌ وريحانٌ (89).
قرأ يعقوب وحده (فروحٌ وريحان).
وقرأ الباقون " فروحٌ " بفتح الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (فروحٌ وريحان) فمعناه: فحياةٌ دائمةٌ لا موت
فيها.
(وريحان)، أي: رزق دارٌّ عليكم.
ومن قرأ (فروح وريحان) فالرّوح: الفرج، كأنه قال: فأما إن كان من المقربين فله روح وريحان.
وقد يكون الرّوح، بمعنى؛ الاستراحة والبرد.
حدثنا عبد الملك عن إبراهيم بن مرزوق عن مسلم عن هارون النحوي عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه قرأ: (فروحٌ وريحان) ). [معاني القراءات وعللها: 3/53]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي "صلى الله عليه وسلم وابن عباس وقتادة والحسن والضحاك والأشهب ونوح القارئ وبديل وشعيب بن الحارث وسليمان التيمي والربيع بن خثيم وأبي عمران الجوني وأبي جعفر محمد بن على والضحاك وفياض: [فَرُوْحٌ]، بضم الراء.
قال أبو الفتح: هو راجع إلى معنى الروح، فكأنه قال: فمسك روح، وممسكها هو الروح، كما تقول: هذا الهواء هو الحياة، وهذا السماع هو العيش، وهو الروح). [المحتسب: 2/310]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [آية/ 89] بضم الراء:-
رواها يس- عن يعقوب.
والوجه أن الروح ههنا يراد به الحياة الدائمة التي لا موت فيها، كذا ذكره المفسرون.
وقرأ الباقون {فَرَوْحٌ} بفتح الراء.
والوجه أن الروح الفرح، وقيل الروح: الاستراحة، والريحان: الرزق). [الموضح: 1243]

قوله تعالى: {وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90)}
قوله تعالى: {فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92)}
قوله تعالى: {فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93)}
قوله تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)}
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)}
قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس