عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (33) إلى الآية (38) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)}
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34)}
قوله تعالى: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {وتدعوا إلى السلم} [35].
قرأ عاصم وحمزة بالكسرة.
والباقون بالفتح. وقد ذكرت علته فيما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم: وتدعوا إلى السلم [محمد/ 35] مفتوحة السين.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة بكسر السين السلم.
السّلم والاستسلام والسّلم: من أسلم، كالعطاء من أعطى، والثبات من أثبت. قال: ادخلوا في السلم كافة [البقرة/ 208] ويجوز أن يكون السّلم في الإسلام يراد به الصلح على أن يكون معنى أسلم: صار ذا سلم وخرج من أن يكون حربا للمسلمين، وفيه لغتان:
السّلم والسّلم، وقال أبو إسحاق: والسّلم أيضا والسّلم الذي هو الصلح يذكّر ويؤنث، فمن التأنيث قوله: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها [الأنفال/ 61]. وقال الشاعر:
فإنّ السّلم زائدة نوالا وإنّ نوى المحارب لا تئوب
وقالوا: سالمته مسالمة، ولم نعلم الفعل جاء منه على مثال فعل. قال:
[الحجة للقراء السبعة: 6/198]
تبين صلاة الحرب منّا ومنهم إذا ما التقينا والمسالم بادن المعنى: لا تدعوا إلى السلم، لا توادعوهم ولا تتركوا قتالهم حتى يسلموا لأنّكم الأعلون، فلا ضعف بكم فتدعوا إلى الموادعة). [الحجة للقراء السبعة: 6/199]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك: [فَلا تَهِنُوا وَتَدَّعُوا إِلَى السَّلْمِ]، بالتشديد. قرأ بها السلمي.
قال أبو الفتح: معنى تدعو هنا، أي: تنسبوا إلى السلم، كقولك: فلان يدعى إلى بني فلان، أي: ينتسب إليهم، ويحمل نفسه عليهم. وإلى هذا يرجع معنى قوله:
فما برحت خيل تثوب وتدعى
فأما قوله:
فلا وأبيك ابنه العامري ... لا يدعي القوم أني أفر
فإنه من الدعوى المستعملة في المعاملات، المحوجة إلى البينة. وقد تمكن رجوعها أيضا إلى معنى الانتساب، أي: لا ينسبونني إلى الفرار. وما أقرب أطراف هذه اللغة على ظاهر بعدها وأشد تلاقيها مع مظنون تنافيها! ). [المحتسب: 2/273]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم}
قرأ أبو بكر وحمزة {وتدعوا إلى السّلم} بكسر السّين وقرأ الباقون بالفتح
السّلم بالكسر الإسلام كقوله {وإن جنحوا للسلم} أي الإسلام وبالفتح الصّلح كذا قال أبو عمرو وقال آخرون هما لغتان الفتح والكسر). [حجة القراءات: 670]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {وتدعوا إلى السلم} قرأه أبو بكر وحمزة بكسر السين وفتحها الباقون، وهما لغتان يراد بهما الصلح، وقد ذكرنا ذلك بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/279]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {إِلَى السَّلْمِ} [آية/ 35] بكسر السين:-
قرأها عاصم ياش- وحمزة.
وقرأ الباقون {السَّلْمِ} بفتح السين.
والوجه أن السلم والسلم بالفتح والكسر لغتان، وقد ذكرنا ذلك في سورة الأنفال ملخصًا وفي السورة). [الموضح: 1186]
قوله تعالى: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36)}
قوله تعالى: {إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه الحلواني عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو: [وَيُخْرِجُ أَضْغَانَكُمْ]، مرفوعة الجيم.
[المحتسب: 2/273]
قال أبو الفتح: هو على القطع تقديره {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا}، ثم الكلام هنان ثم استأنف فقال: وهو [يُخْرِجُ أَضْغَانَكُمْ] على كل حال، أي: هذا ما يصح منه، فاحذروه أن يتم منه عليكم، فهو راجع بالمعنى إلى معنى الجزم.
وهذا كقولك: إذا زرتني فأنا ممن يحسن إليك، أي: فحرى بي أن أحسن إليك. ولو جاء بالفعل مصارحا به فقال: إذا زرتني أحسنت إليك لم يكن في لفظه ذكر عادته التي يستعملها من الإحسان إلى زائره. وجاز أيضا أن يظن به عجز عنه، أو وني وفتور دونه. فإذا ذكر أن ذلك عادته، ومظنة منه -كانت النفس إلى وقوعه أسكن، وبه أوثق. فاعرف هذه المعاريض في القول، ولا ترينها تصرفا واتساعا في اللغة، مجردة من الأغراض المرادة فيها، والمعاني المحمولة عليها). [المحتسب: 2/274]

قوله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ها أنتم (38)
روى عليٌّ بن نصر عن أبي عمرو: (ها أنتم) ممدودة مهموزة، مثل حمزة وعاصم والكسائي وابن عامر.
وقرأ نافع وأبو عمرو - في سائر الروايات عنه (هآنتم) بمدة مطولة غير مهموزة.
وقرأ ابن كثير (هأنتم) بوزن (هعنتم).
قال أبو منصور: من قرأ (ها أنتم) فـ (ها) تنبيه، و(أنتم) كلمة على حدة، وإنما مدّ من ما ليفصل ألف (ها) من ألف (أنتم).
وجائز أن يكون (ها أنتم) بمعنى: أأنتم.
بهمزة مطولة قلبت الهمزة الأولى هاء.
ومن قرأ (هأنتم) بوزن (هعنتم) فالمعنى: أأنتم.
قلبت الهمزة الأولى هاء. والله أعلم. والقراءة هي الأولى). [معاني القراءات وعللها: 2/389]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وروي عن نصر عن أبي عمرو {هأنتم} [38] بقطع الألف كقراءة أهل الكوفة، والصحيح من قراءته {هآنتم} بمدة خفيفة من غير همزة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عليّ بن نصر عن أبي عمرو: ها أنتم [محمد/ 38] مقطوعة ممدودة، وقد ذكر ذلك في آل عمران [66]، وهذا خلاف قراءة أبي عمرو.
وقد ذكرنا ذلك في سورة آل عمران). [الحجة للقراء السبعة: 6/199]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس