عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 04:41 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر

[ من الآية (5) إلى الآية (7) ]
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)}


قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)}
قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنزل لكم... (6)
قرأ يعقوب وحده (وأنزل لّكم) مدغمًا.
وأظهر سائر القراء اللامين.
قال أبو منصور: القراءة بإظهار اللامين، لأنهما من كلمتين). [معاني القراءات وعللها: 2/337]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَأَنْزَلَ لَكُمْ} [آية/ 6] بالإدغام:-
قرأها يعقوب يس- وأبو عمرو إذا أدغم.
والوجه أن الإدغام حسن عند اجتماع المتجانسين، وقد اجتمع ههنا متجانسان، وهما اللام من {وَأَنْزَلَ} واللام من {لَكُمْ} فحسن الإدغام وإن كان الحرفان من كلمتين.
وقرأ الباقون {وَأَنْزَلَ لَكُمْ} بالإظهار.
والوجه أنه هو الأصل). [الموضح: 1110]

قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقوله جلّ وعزّ: (وإن تشكروا يرضه لكم)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي (يرضهو لكم) بواو في اللفظ، وقرأ الباقون (يرضه لكم)، بضمة مختلسة.
وروى أبو شعيب السوسي عن اليزيدي عن أبي عمرو (يرضه لكم) جزمًا - وروى سجاع عن أبي عمرو (يرضه لكم) يشمها الضم ولا يشبع.
وروى الكسائي عن أبي بكر (يرضه لكم) جزمًا وكذلك روى هشام عن يحيى عن أبي بكر بالجزم، وقد مر الجواب فيها فيما تقدم من الكتاب). [معاني القراءات وعللها: 2/335]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: يرضهو لكم [7] موصولة بواو.
وقرأ ابن عامر: يرضه لكم، من غير إشباع.
وقرأ نافع مثله في رواية ورش ومحمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع وقالون في رواية أحمد بن صالح وابن أبي مهران أخبرني عن الحلواني عن قالون. وكذلك قال يعقوب بن جعفر عن نافع.
وقرأ نافع في رواية الكسائي عن إسماعيل وابن جمّاز روى أيضا عن نافع: يرضهو لكم، وكذلك قال خلف عن المسيبي، وقال ابن سعدان عن إسحاق عن نافع مشبع أيضا. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: يرضه لكم بإسكان الهاء.
وقال خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم: يرضه لكم يشمّ الضّمّ، وكذلك روى ابن اليتيم عن حفص عن عاصم يشمّ الضّمّ.
وقال أبو عمارة عن حفص عن عاصم: يرضه لكم يشمّها الرفع مثل حمزة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/90]
وقال حمزة عن الأعمش: يرضه لكم ساكنة الهاء وفي رواية سليم عنه مثل نافع: يضمّ من غير إشباع أيضا.
وقرأ أبو عمرو في رواية عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو يشبع يرضهو لكم.
وفي رواية أبي شعيب السّوسي وأبي عمر الدوري عن اليزيدي: يرضه لكم جزم الهاء مثل: يؤده* [آل عمران/ 75]، ونصله [النساء/ 115].
وقال أبو عبيدة عن شجاع عن أبي عمرو يرضه لكم يشمّها الضّمّ، ولا يشبع، وكذلك قرأ أصحاب شجاع.
قد ذكرنا وجه هذه الحروف فيما تقدّم.
ووجه قول من قال: يرضهو لكم، فألحق الواو أنّ ما قبل الهاء متحرك، فصار للحركة بمنزلة ضربه، وهذا له، فكما أنّ هذا مشبع عند الجميع، كذلك يكون قوله: يرضهو لكم.
ووجه قول من قال: يرضه فحرك الهاء ولم يلحق الواو أنّ الألف المحذوفة للجزم ليس يلزم حذفها، فإذا لم يلزم حذفها لأنّ الكلمة إذا نصبت أو رفعت عادت الألف فصارت الألف في حكم الثبات، وإذا ثبت الألف كان الأحسن أن لا تلحق الواو، كقوله:
فألقى موسى عصاه [الشعراء/ 45] خذوه فغلوه [الحاقة/ 30] وذلك أنّ الهاء خفية، فلو ألحقتها الواو وقبلها ألف أشبه الجمع بين الساكنين. وأمّا من أسكن وقال: يرضه لكم فإنّ أبا الحسن يزعم أن
[الحجة للقراء السبعة: 6/91]
ذلك لغة، وعلى هذا قوله:
ومطواي مشتاقان له أرقان فعلى هذه اللغة يحمل، ولا يحملها على إجراء الوصل مجرى الوقف). [الحجة للقراء السبعة: 6/92]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن تشكروا يرضه لكم} 7
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ (يرضهولكم) موصولة بواو لأن ما قبل الهاء متحرك فصار للحركة بمنزلة ضربهو
وقرأ ابن عامر ونافع وحمزة وو عاصم {يرضه} من غير إشباع اكتفوا بالضمة لأنّها تنبي عن الواو
وقرأ يحيى {يرضه} بإسكان الهاء هذه لغة وقد ذكرنا وبينا في سورة آل عمران). [حجة القراءات: 619]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله تعالى: {يرضه لكم} قرأ نافع وعاصم وحمزة وهشام بضم الهاء، من غير واو، وقرأ أبو عمرو، في رواية الرقيين عنه، بالإسكان، وقرأ الباقون وأبو عمرو، في رواية العراقيين عنه بضم الهاء وواو بعدها، وكلهم وقفوا على الهاء من غير واو، والإشمام والروم والإسكان جائز ذلك كله فيها لجميع القراء إلا أبا عمرو، في رواية الرقيين عنه، فإنه يقف بالإسكان كما يصل، وقد تقدمت علة هاء الكناية وصلتها بواو، وبضمة من غير واو، وبالإسكان، وتقدم ذكر الاختيار في ذلك فيما تقدم، فأغنى ذلك عن الإعادة.
2- سؤال، ويقول القائل: ما الفرق في قراءة نافع بين {يرضه} وبين {خيرًا يره}، و{شرًا يره} «الزلزلة 7، 8» إذا وصل الهاء بواو في {خيرًا يره} وفي {شرًا يره}، ولم يفعل ذلك في يرضه.
فالجواب أن {يره} فعل قد حذف منه عينه، وهو الهمزة، حذفت للتخفيف حذفًا مستمرًا، لا يستعمل على أصله بالهمز إلا في شعر، ثم حذف منه لامه للجزم، فلم يبق منه إلا فاؤه، وهو الراء، فلو حذفت الواو، التي هي تقوية للهاء، لخفائها لاجتثت الكلمة لحذف ثلاثة أشياء فثبتت فيه الواو للتقوية للهاء، والكلمة «ويرضه» فعل لم يحذف منه غير لامه
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/236]
للجزم، فسهل حذف الواو، التي بعد الهاء، لقوة الكلمة، ولأن الواو زائدة، ولأنها كانت محذوفة قبل الجزم لسكونها وسكون الألف، التي قبل الهاء، على ما قدمنا من قول سيبويه أنه لا يعتد بالهاء، وذلك لخفائها، ولم تكن حاجزًا حصينًا بين الساكنين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/237] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {يَرْضَهُ لَكُمْ} {آية/ 7} بإشباع الضمة حتى تبلغ واوًا:-
قرأها ابن كثير ونافع -يل- وأبو عمرو والكسائي.
والوجه أن هذه الهاء أصلها أن تلحق بها واو، فإذا كان قبلها حركة أجريت.
[الموضح: 1110]
على الأصل، نحو ضربهو، فإلحاق الواو بالهاء ههنا لذلك.
وقرأ نافع -ش- و- ن- وابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب {يَرْضَهُ لَكُمْ} بضم الهاء غير مشبعة.
والوجه أن هذه الكلمة أعني يرضى آخرها ألف، وإنما حذفت الألف ههنا للجزم، فحذفها غير لازم؛ لأن الرفع والنصب يردانها، فتقول هو يرضاه ولن يرضاه، وإذا كانت الألف ثابتة كانت الهاء مختلسة لا محالة لأجل أن الهاء ليست بحاجز حصين فكأن الساكنين يلتقيان، فكذلك ههنا، وإن كانت حالة جزم اختلسوا ضمة الهاء إجراء لها على أصلها قبل الجزم؛ لأن الألف في حكم الثبات، إذ الجزم ليست بحالة لازمة.
وروي عن أبي عمرو {يَرْضَهُ لَكُمْ} بإسكان الهاء، وبعضهم روى عنه بإشمام الضمة.
وروي عن يعقوب أيضًا بالإسكان.
والوجه أن إسكان الهاء المضمومة في الضمير لغة مسموعة عن العرب، وقد تقدم الاستشهاد عليه بقوله:
149- ومطواي مشتاقان له أرقان.
وبقوله:
150- إلا لأن عيونه سيل واديها). [الموضح: 1111]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس