عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (36) إلى الآية (37) ]

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كذلك نجزي كلّ كفورٍ (36)
قرأ أبو عمر وحده (كذلك يجزي كلّ كفورٍ) برفع اللام، على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون بالنون والنصب.
قال أبو منصور: والمعنى فيهما يرجع إلى شيء واحد؛ لأن الله جلّ وعزّ هو الجازي). [معاني القراءات وعللها: 2/299]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {كذلك نجزي كل كفور} [36].
قرأ أبو عمرو وحده: {يجزي} على مالم يسم فاعله بالياء. و«كل» رفع؛ لأنه أقيم مقام الفاعل، وه نصب في المعنى، لأنه مفعول.
وقرأ الباقون: {كذلك نجزي} بالنون؛ الله تعالى يخبر عن نفسه {كل كفور} نصب مفعول بهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/224]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله جلّ وعزّ: كذلك يجزى كل كفور [فاطر/ 36]، فقرأ أبو عمرو، وكذلك يجزى* بالياء كل كفور رفع.
وقرأ الباقون: نجزى بالنون كل كفور نصبا.
[قال أبو علي]: وجه النون قوله سبحانه: أولم نعمركم [فاطر/ 37] ويجزى* في المعنى مثل نجزي، ومثله: فزع عن قلوبهم وفزع*، وهل يجازى ونجازي، ومن حجة يجزى قوله:
ولا يخفف عنهم من عذابها [فاطر/ 36] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/27]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُون]، وكذلك الثقفي.
[المحتسب: 2/201]
قال أبو الفتح: "يموتون" عطف على [يُقْضَى]، أي: لا يُقْضَى عليهم، ولا يموتون. والمفعول محذوف، أي: لا يُقْضَى عليهم الموت. وحسن حذفه هنا لأنه لو قيل: لا يُقْضَى عليهم الموت فيموتون، كان تكريرا يغني من جميعه بعضه، ولا توكيد أيضا فيه فيحتمل لفظه. وعلى كل حال فقد بينا في كتابنا هذا -وفي غيره- حسن حذف المفعول لدلالة الكلام عليه، وأنه لا يصدر إلا عن فصاحة عذبة.
وقراءة العامة في هذا أوضح وأشرح؛ وذلك أن فيه نفي سبب الموت، وهو القضاء عليهم. وإذا حذف السبب فالمسبب أشد انتفاء، ومن هذا قولهم: لم يقم زيد أمس؛ فنفي الماضي بلفظ المستقبل؛ وذلك أن المستقبل أسبق رتبة في النفس من الماضي، فإذا نفي الأصل كان الفرع أشد انتفاء، ونظائره كثيرة، فتأمله). [المحتسب: 2/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور}
قرأ أبو عمرو {كذلك يجزي} بضم الياء وفتح الزّاي {كل} رفع على ما لم يسم فاعله وحجته أن ما أتى في القرآن من المجازاة أكثره على لفظ ما لم يسم فاعله من ذلك {اليوم تجزى كل نفس} ويقوّي الياء قوله {ولا يخفف عنهم من عذابها}
وقرأ الباقون {نجزي} بالنّون {كل} نصب أي نحن نجزي كل كفور ويقوّي النّون قوله بعدها {أولم نعمّركم} 37). [حجة القراءات: 593]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {كذلك نجزي كل كفور} قرأه أبو عمرو بياء مضمومة، وفتح الزاي على لفظ الغيبة، ورفع {كل} بنى الفعل للمفعول، فرفعه بالفعل، لقيامه مقام الفاعل، وهو {كل} ويقوي ذلك أن قبله فعلًا بُني للمفعول بلفظ الغيبة أيضًا، وهو قوله: {لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم}، وقرأ الباقون بنون مفتوحة، وكسر الزاي، ونصب {كل} بنوا الفعل للفاعل، وهو الله جل ذكره، فهو إخبار من الله عن نفسه، ويقوي ذلك قوله بعده: {أولم نعمركم} «37» وهو في العلة مثل قوله: {وهل نجازي إلا الكفور} «سبأ 17» في القراءتين جميعًا، والنون أحب إلي؛ لأن الجماعة على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/210]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {كَذَلِكَ يُجْزى كُلُّ كَفُورٍ} [آية/ 36] بضم الياء وفتح الزاي من {يُجْزَى} ورفع {كُلُّ}:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على ما لم يُسم فاعله وهو مسندٌ إلى {كُلُّ} ورفعه بذلك، وإنما بُني لما لم يسم فاعله لموافقة ما قبله وهو قوله {وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}.
[الموضح: 1063]
وقرأ الباقون {نَجْزِي} بالنون مفتوحةً، والزاي مكسورةً، ونصب {كُلَّ}.
والوجه أن الفعل لله تعالى فجاء الإخبار عنه بالنون تعظيمًا، لقوله بعده {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ} بالنون). [الموضح: 1064]

قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس