عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (34) إلى الآية (36) ]
{ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ (34)
قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (قول الحقّ) نصبًا.
وقرأ الباقون (قول الحقّ) رفعًا.
قال الفراء: من نصب (قول الحقّ) نصبه على اجتماع المعرفة والنكرة، كقولك: هذا عبد الله الأسد عاديًا.
كما يقولون: أسدًا عاديًا. كأنه قال قولا حقا.
وقال غيره من نصب فالمعنى: أقول قول الحق الذي فيه تمترون.
ومن رفع فالمعنى: هو قول الحقّ). [معاني القراءات وعللها: 2/135]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق} [34].
قرأة عاصم وابن عامر {قول الحق} بالنصب فجعل له مصدرًا كما تقول: قلت قولا وقلت حقًا، وقل الحق: قول الله تعالى. والعرب تقول: قال زيد قولاً وقال قيلاً وقال قالاً، فيجعلون الواو ألفًا. وكذلك الياء في العيب والعاب، وفي حرف أيي (ذلك عيسى ابن مريم قال الحق).
والباقون يرفعون على تقدير: ذلك عيسى ابن مريم ذلك قول الحق مبتدأ وخبرًا فعيسى قول الله وكلمة الله، وعبد الله، وروح الله؛ لأنه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/18]
بقوله: {كن فيكون} فهي الكلمة، والقول. وسمى روح الله، لأنه كان رحمة على من بعث إليه إذا آمنوا به). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/19]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: قول الحق [مريم/ 34].
فقرأ عاصم: قول الحق نصبا، وكذلك ابن عامر.
ابن كثير وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي: (قول الحق) رفعا.
الرفع: على أن قوله: ذلك عيسى ابن مريم: كلام، فالمبتدأ المضمر ما دلّ عليه هذا الكلام، أي: هذا الكلام قول الحق، ويجوز
[الحجة للقراء السبعة: 5/201]
أن تضمر هو وتجعله كناية عن عيسى، فيكون الرافع قول الحق، أي:
هو قول الحق، لأنه قد قيل فيه: روح الله وكلمته، والكلمة قول.
وأما النصب فعلى أن قوله: ذلك عيسى ابن مريم يدلّ على: أحقّ قول الحقّ. وتقول: هذا زيد الحقّ لا الباطل، لأن قولك هذا زيد عندك، بمنزلة أحقّ، فكأنك قلت: أحقّ الحقّ، وأحقّ قول الحقّ). [الحجة للقراء السبعة: 5/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الّذي فيه يمترون}
قرأ عاصم وابن عامر {قول الحق} بنصب اللّام على المصدر المعنى أقول قول الحق الّذي فيه يمترون فالله جلّ وعز أخبر عن نفسه بأنّي أقول قول الحق بأن عيسى هو ابن مريم
وقرأ الباقون {قول الحق} بالرّفع ورفعه من وجهين أحدها أن يجعل {قول} نعتا لعيسى قال اليزيدي {قول الحق} رفع على النّعت وقال الزّجاج ويجوز أن تضمر هو وتجعله كناية عن عيسى لأنّه قد قيل فيه روح الله وكلمته والكلمة قول وقال آخرون بل المعنى هذا الكلام الّذي جرى هو قول الحق). [حجة القراءات: 443]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {قول الحق} قرأه ابن عامر وعاصم بالنصب، ورفع الباقون.
وحجة من نصب أنه نصبه على المصدر، أعمل فيه ما دل عليه الكلام، لأن قوله: {ذلك عيسى ابن مريم} يدل على «أحق ذلك» فكأنه قال: أحق قول الحق، هذا كما تقول: هذا زيد الحق لا الباطل؛ لأن قولك: هذا زيد عندك، بمنزلة أحق ذلك، فكأنك قلت: أحقّ الحق، وقولك: قول الحق والحق سواء.
16- وحجة من رفع أنه أضمر مبتدأ، وجعل قوله {الحق} خبره لأنه لما قال: {ذلك عيسى بن مريم} صار معناه: هذا الكلام قول الحق، ويجوز
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/88]
أنه يضمر «هو» ويجعله كناية عن عيسى؛ لأنه كلمة الله، والكلمة «قول»، والرفع الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/89]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {قَوْلَ الحَقِّ}[آية/ 34] بالنصب:
قرأها ابن عامر وعاصم ويعقوب.
والوجه أنه منصوب بفعل مضمر يدل عليه ما قبله، وهو قوله {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}؛ لأنه يدل على أحق كأنه قال: أحق قول الحق، أو على إضمار أقول كأنه قال: أقول قول الحق.
وقرأ الباقون {قَوْلَ الحَقِّ}بالرفع.
والوجه أنه على إضمار مبتدأ، هذا الظاهر خبره، كأنه قال: هذا الكلام
[الموضح: 818]
قول الحق. ويجوز أن يكون المبتدأ المضمر ضمير عيسى، كأنه قال: هو قول الحق؛ لأن عيسى كلمة الله، والكلمة قول). [الموضح: 819]

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (آتاني الكتاب (35)
[معاني القراءات وعللها: 2/134]
أسكن الياء حمزة، وحركها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/135]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون * وإن الله ربّي وربكم فاعبدوه} 35 و36
[حجة القراءات: 443]
قرأ ابن عامر {كن فيكون} بالنّصب وقد ذكرت في سورة البقرة
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وإن الله ربّي وربكم} بنصب الألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال من فتحه حمله على قوله {وأوصاني بالصّلاة والزّكاة} وب {إن الله ربّي وربكم} وكان أبو عمرو يتأولها على {إذا قضى أمرا} وقضى {إن الله ربّي وربكم} ف {إن} في موضع نصب
قرأ أهل الشّام والكوفة {وأن الله} بالكسر على الاستئناف قال الكسائي إن ذلك على قول عيسى حين قال {إنّي عبد الله} و{إن الله ربّي وربكم} ). [حجة القراءات: 444] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {كُن فَيَكُونُ}[آية/ 35] بالنصب:
قرأها ابن عامر وحده.
وقرأ الباقون {كُن فَيَكُونُ}بالرفع، وقد تقدم الكلام في ذلك، ووجه ضعف قراءة ابن عامر في سورة البقرة). [الموضح: 819]

قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله عزّ وجلّ: (وأنّ اللّه ربّي (36)
قرأ ابن كثير ونافع فالمعنى ويعقوب (وأن الله) بالفتح، وقرأ الباقون (وإنّ اللّه) بكسر الألف.
قال أبو منصور: من فتح الألف فالمعنى: بأنّ الله، أو: ولأنّ الله.
ومن قرأ (وإنّ اللّه) بالكسر فهو استئناف). [معاني القراءات وعللها: 2/135]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- قوله تعالى: {وإن الله ربي وربكم} [36] قرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر {إن الله} بالكسر.
وقرأ الباقون و{أن} بالفتح.
فمن فتح أضمر فعلاً وقضى إن الله ربي وربكم. ومن كسر جعله ابتدا لأن «إن» إذا كانت مكسورة كانت ابتداء، واحتجوا بأن في حرف أبي {إن الله ربي وربكم} بغير واو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/19]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله: وإن الله ربي وربكم [مريم/ 36].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (وأنّ الله ربي) بنصب الألف.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: وإن الله خفضا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/202]
حجة من كسر: أنّه حمله على قوله: إن الله ربي وربكم فجعله مستأنفا، كما أن المعطوف عليه مستأنف.
وحجة من فتح أنه حمله على قوله: وأوصاني بالصلاة والزكاة وبأن الله ربي وربكم). [الحجة للقراء السبعة: 5/203]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون * وإن الله ربّي وربكم فاعبدوه} 35 و36
[حجة القراءات: 443]
قرأ ابن عامر {كن فيكون} بالنّصب وقد ذكرت في سورة البقرة
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وإن الله ربّي وربكم} بنصب الألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال من فتحه حمله على قوله {وأوصاني بالصّلاة والزّكاة} وب {إن الله ربّي وربكم} وكان أبو عمرو يتأولها على {إذا قضى أمرا} وقضى {إن الله ربّي وربكم} ف {إن} في موضع نصب
قرأ أهل الشّام والكوفة {وأن الله} بالكسر على الاستئناف قال الكسائي إن ذلك على قول عيسى حين قال {إنّي عبد الله} و{إن الله ربّي وربكم} ). [حجة القراءات: 444] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {وإن الله ربي وربكم} قرأه الكوفيون وابن عامر بكسر الهمزة، وفتحها الباقون.
وحجة من كسرها أنه جعل الكلام مستأنفًا مبتدأ، فكسر لذلك، ودليل الكسر أنها في قراءة ابن مسعود بغير واو، وحذف الواو لا يكون معه إلا الكسر على الاستئناف، ويدل على الاستئناف أن الذي قبل «إن» رأس آية قد تم الكلام على ذلك، ثم وقع الاستئناف بعد تمام الكلام على رأس آية، ويجوز أن تكسر «أن» على العطف على قوله: {إني عبد الله} «30» أو يعطفه على: {فإنما يقول له كن فيكون} «35».
18- وحجة من عطف أنه حمله على معمول {أوصاني} «31» أي: أوصاني بالصلاة والزكاة، وبأن الله ربي وبركم، و«أن» في موضع خفض على العطف على «الصلاة» ويجوز عطف «وأن» على {سبحانه} فتكون «أن» في موضع نصب؛ لأن {سبحانه} في موضع نصب، قاله الفراء، وأجاز الفراء أيضًا أن تكون «أن» في موضع رفع على خبر ابتداء مضمر، تقديره «عنده»: وذلك أن الله ربي، ويجوز أن تفتح «أن» على إضمار اللام، أي: ولأن الله ربي، فتكون «أن» في موضع نصب لحذف الخافض، أو في موضع خفض على إعمال الخافض، لكثرة حذفه مع «أن»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/89]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {وأنَّ الله}[آية/ 36] بفتح الألف من «أن»:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب- يس-.
والوجه أنه معطوف على الصلاة من قوله تعالى {وأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ}كأنه قال: وأوصاني بالصلاة وبأن الله ربي وربكم، أي وبمعرفة ربوبيته والإقرار بها، وقال بعضهم تقديره: ولأن الله ربي وربكم فاعبدوه، أي اعبدوه لذلك.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي و- ح- و- ان- عن يعقوب {وإنَّ الله}بكسر الألف من {إنَّ}.
والوجه أنه كلام مستأنف مبتدأ به، كما أن ما قبله مستأنف، وهو قوله {إذَا قَضَى أَمْرًا}الآية، فعطف المستأنف على المستأنف). [الموضح: 819]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس