عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (63) إلى الآية (66) ]

{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {فارسل معنا أخانا نكتل} [63].
قرأ حمزة والكسائي بالياء، أي: يكتال هو، وذلك أن كل رجل يعطي بعيرًا وكيل بعير. والبعير هاهنا: حمار. كذا جاء في التفسير {ولمن جاء به حمل بعير} [72] أي: حمل حمار والبعير: الحمار، والبعير: الجمل، والبعير: الناقة. قال أعرابي: شربت البارحة لبن بعيري، أي: ناقتي.
ومن قرأ بالنون، أي: نكتال جميعًا، وهو يكتال معنا. يكتل ونكتل جميعًا مجزومان؛ لأنه جواب الأمر، وجواب الأمر إنما ينجزم لأنه في معنى الشرط والجزاء، أرسله معنا فإنك إن أرسلته معنا نكتل.
فإن سأل سائل فقال: ما وزنه من الفعل؟
فقل: يفتعل والأصل: يكتيل فاستثقلوا الكسرة على الياء فخزلت فانقلبت الياء ألفًا لانفتاح ما قبها [فصارت] يكتال، فالتقى ساكنان الألف واللام فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وإنما ذكرت ذلك، لأن أبا عثمان المازني سأل يعقوب بن السكيت عن نكتل ما وزنه؟ فقال: نفعل فغلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله عزّ وجلّ: نكتل [يوسف/ 63].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
نكتل بالنون.
وقرأ حمزة والكسائي: يكتل بالياء.
يدلّ على النون قوله: ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير [يوسف/ 65]، ألا ترى أنهم إنما يميرون أهلهم مما يكتالونه، فيكون نكتل مثل نمير، وأيضا فإذا قالوا: نكتل، جاز أن يكون أخوهم داخلا معهم، وإذا قالوا: يكتل بالياء لم يدخلوا هم في هذه الجملة، وزعموا أن في قراءة عبد الله:
نكتل بالنون، وكان بالنون لقولهم: منع منّا الكيل لغيبة أخينا، فأرسله نكتل ما منعناه، لغيبته.
ووجه الياء كأنه يكتل هو حمله، كما نكتال نحن أحمالنا). [الحجة للقراء السبعة: 4/432]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون}
قرأ حمزة والكسائيّ (أخانا يكتل) بالياء أي أخونا يكتال قال الفراء من قال (يكتل) بالياء قال يصيبه كيل لنفسه فجعل الفعل له خاصّة لأنهم يزدادون بحضوره كيل بعير وحجتهما أنه قرب من الفعل فأسند إليه
وقرأ الباقون {نكتل} بالنّون وحجتهم قوله {منع منا الكيل} أي لغيبة أخينا فأرسله معنا نكتل ما منعنا لغيبته فإذا كان معنا اكتلنا
[حجة القراءات: 361]
نحن وهو والنّون أولى وذلك أنا إذا قرأنا {نكتل} بالنّون جاز أن يكون أخوهم داخلا معهم وإذا كان (يكتل) بالياء لم يدخلهم في هذه الجملة). [حجة القراءات: 362]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {أخانا نكتل} قرأ حمزة والكسائي بالياء، على الإخبار عن الأخ أنه أرسله معهم يكتل لنفسه زيادة بعير، على ما يكتالون هم لأنفسهم، لقولهم: {ونزداد كيل بعير} «65» وقرأ الباقون بالنون على الإخبار عنهم كلهم بالاكتيال، ويقوي ذلك أن الأخ داخل معهم إذا قرئ بالنون، وليس يدخلون هم معه إذا قرئ بالياء، فالنون أعم وأيضًا فإن بعده {ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير}، فكله أخبروا به عن أنفسهم، فحمل {نكتل} على ذلك أولى لتطابق الكلام، وأيضًا فإن قبله {منع منا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/12]
الكيل} فأخبروا عن أنفسهم أنهم منعوا الكيل لغيبة أخيهم، فكذلك يجب أن يخبروا عن أنفسهم بإباحة الكيل لهم إذا حضر معهم أخوهم، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/13]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {يَكْتَلْ} [آية/ 63] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى الأخ في قوله تعالى {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا} أي أرسله معنا يكتل حمله كما نكتال نحن أحمالنا، والاكتيال هو قبول الكيل وتسلمه، ويكتل: يفتعل من الكيل.
[الموضح: 683]
وقرأ الباقون {نَكْتَلْ} بالنون.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى جماعة المتكلمين، وهم إخوة يوسف الذين قالوا {نَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}، والمعنى أرسل أخانا معنا نكتل ما مُنعناه لغيبته، ألا ترى أنهم قالوا {مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ}، وفي قوله {نَكْتَلْ} يجوز أن يكون أخوهم داخلًا فيهم). [الموضح: 684]

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (خيرٌ حافظًا.. (64)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (خيرٌ حافظًا)، وقرأ الباقون (حفظًا)
[معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال أبو منصور: من قرأ (حفظًا) و(حافظا) فانتصابه على التمييز، و(حفظًا) مصدر، والحافظ على فاعل). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {فالله خير حافظا} [64].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {حافظًا}.
وقرأ الباقون {حفظًا}.
فمن قرأ {حفظًا} نصبه على التمييز كما تقول: هو أحسن منك وجهًا وأحسن منك رعاية.
ومن قرأ {حافظًا} نصبه على الحال وعلى التمييز جميعًا، واحتج بأن في حرف ابن مسعود {فالله خير الحافظين} جمع حافظ، كما قال: {وتذرون أحسن الخالقين}، والعرب تقول: هو خيرهم أبًا، ثم يحذفون الهاء والميم فيقولون: هو خير أبًا، وكذلك خيرهم حفظًا و{خير حافظًا} بمعنى.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/314]
فإن قال قائل: فما معنى قول العرب: زيد أفره عبدًا وأفره عبد؟
فالجواب في ذلك أنك إذا خفضته مدحته في نفسه، وكان هو العبد الفاره. وإذا نصبت فمعناه: أن عبيد زيد أفره من عبيد غيره، وتقول: الخليفة أفره عبدًا من غيره وأفره عبيدًا. وهذا المملوك أفره عبد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/315]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إسقاط الألف وإثباتها، وفتح الحاء وكسرها من قوله: خير حفظا [يوسف/ 64].
فقرأ ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: خير حفظا بغير ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 4/438]
وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم حافظا بألف.
وجه من قال: خير حفظا أنه قد ثبت قوله: ونحفظ أخانا [يوسف/ 65] وقوله: وإنا له لحافظون [يوسف/ 12]، أنهم قد أضافوا إلى أنفسهم حفظا، فالمعنى على الحفظ الذي نسبوه إلى أنفسهم، وإن كان منهم تفريط في حفظهم ليوسف، كما أن قوله: أين شركائي [النحل/ 27 - القصص/ 62] لم يثبت لله تعالى شريكا، ولكن المعنى على الشركاء الذين نسبتموهم إليّ؛ فكذلك المعنى على الحفظ الذي نسبوه إلى أنفسهم، وإن كان منهم تفريط فإذا كان كذلك، كان معنى: الله خير حفظا من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم لقولكم: ونحفظ أخانا وإنا له لحافظون وإن كان منكم فيه تفريط، وإضافة خير إلى حفظ محال، ولكن تقول: حفظ الله خير من حفظكم، لأن الله حافظ، بدلالة قوله: حافظات للغيب بما حفظ الله [النساء/ 34].
وأما من قال: خير حافظا فينبغي أن يكون: حافظا منتصبا على التمييز دون الحال كما كان حفظا* كذلك، ولا تستحيل الإضافة في قوله: خير حافظا وخير الحافظين كما تستحيل في: خير حفظا فإن قلت: فهل كان ثمّ حافظ كما ثبت أنه قد كان حفظ بما قدّمه، فالقول فيه: إنه قد ثبت أنه كان ثمّ حافظ لقوله: وإنا له لحافظون، ولقوله: يحفظونه من
[الحجة للقراء السبعة: 4/439]
أمر الله [الرعد/ 11] فتقول: حافظ الله خير من حافظكم، كما قلت: حفظ الله خير من حفظكم، لأن لله سبحانه حفظة، كما أن له حفظا، فحافظه خير من حافظكم، كما كان
حفظه خيرا من حفظكم، وتقول: هو أحفظ حافظ، كما تقول: هو أرحم راحم، لأنه سبحانه من الحافظين، كما كان من الراحمين، ولا يكون حافظا في الآية منتصبا على الحال). [الحجة للقراء السبعة: 4/440]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فالله خير حافظًا وهو أرحم الرّاحمين} {ونحفظ أخانا} 64 و65
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {فالله خير حافظًا} بالألف وحجتهم قوله جلّ وعز حكاية عن إخوة يوسف {وإنّا له لحافظون} فقال يعقوب حين قالوا {وإنّا له لحافظون} {فالله خير حافظًا} وأخرى وهي أن في حرف عبد الله بن مسعود (فالله خير الحافظين) جمع حافظ
وقرأ الباقون (فالله خير حفظا) وحجتهم قوله {ونحفظ أخانا} فلمّا أضافوا إلى أنفسهم قال يعقوب (فالله خير حفظا) من حفظكم الّذي نسبتموه إلى أنفسكم قال الفراء (حفظا) تجعل ما بعد خير مصدرا وتنصب على التّفسير وتضمر بعد خير اسم المخاطبين فكأن تقديره فالله خيركم حفظا ويجرى مجرى قولك فلان أحسن وجها تريد أحسن النّاس وجها ثمّ تحذف القوم فكذلك خيركم حفظا ثمّ تحذف الكاف والميم
قال الزّجاج (حفظا) منصوب على التّمييز و{حافظًا} منصوب
[حجة القراءات: 362]
على الحال ويجوز أن يكون {حافظًا} على التّمييز أيضا). [حجة القراءات: 363]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {خيرٌ حافظًا} قرأ حفص وحمزة والكسائي {حافظًا} مثل «فاعل» وقرأ الباقون «حفظًا» على وزن «فعل».
وحجة من قرأ على وزن «فعل» أن أخوة يوسف لما نسبوا الحفظ إلى أنفسهم، في قوله: {ونحفظ أخانا} قال لهم أبوهم: {فالله خير حافظًا}، أي: خير من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم، وقيل: تقديره: فالله خير منكم حفظًا، فأتى بالمصدر الدال على الفعل، ونصبه على التفسير.
24- وحجة من قرأه على «فاعل» أنه أتى به على المبالغة على تقدير: فالله خير الحافظين، فاكتفى بالواحد عن الجمع، فنصبه على التفسير، ويقوي ذلك أنها في مصحف ابن مسعود {خير الحافظين} وأيضًا فإنهم لما قالوا: {وإنا له لحافظون} قيل لهم: {الله خير حافظًا}، وأيضًا فإن {خير حافظًا} مطابق لقوله: {أرحم الراحمين} في الإضافة، لأنك تقول: الله خير حافظًا والله أرحم راحم، ولو قلت: الله خير حفظ، لم يحسن، فمطابقة {خير حافظًا} مع {أرحم الراحمين} أبين من مطابقة «خير حفظًا» مع {أرحم الراحمين}؛ لأن الله جل ذكره هو الحافظ وليس هو الحفظ، إنما الحفظ فعل من أفعاله وكذلك هو الراحم وليس هو الرحمة إنما الرحمة فعل من أفعاله، وصفة من صفاته، وهذه القراءة أحب إلي، لصحة معناها، أعني حافظًا، لولا أن الأكثر على الأخرى، وقد تقدم ذكر {درجات} في الأنعام والحجة فيها.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/13]
وكذلك ذكر {يعقلون} في الأنعام أيضًا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/14]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {خَيْرٌ حَافِظًا} [آية/ 64] بالألف:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
والوجه أن المعنى حافظ الله خيرٌ من الحافظ منكم فإن لله تعالى حفظةً، كما أن إخوة يوسف ادعوا أنهم حفظةٌ لأخيهم في قولهم {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فقال يعقوب عليه السلام {الله خَيْرٌ حَافِظًا} أي الحافظ من جملة حفظته خيرٌ من الحافظ منكم.
وقوله {حافظًا} منصوب على التمييز، كما يقال فلانٌ خيرٌ حسبًا وأكثر مالًا.
وقرأ الباقون {خيرٌ حِفْظًا} بغير ألف.
والوجه أنهم أضافوا إلى أنفسهم حفظًا بقولهم {نَحْفَظُ أَخَانَا}، فقال يعقوب عليه السلام {الله خَيْرٌ حَفْظًا} أي إن حفظه خير من حفظكم،
[الموضح: 684 ]
و{حِفْظًا} منصوبٌ على التمييز كما سبق). [الموضح: 685]

قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ونزداد كيل بعيرٍ ذلك كيلٌ يسيرٌ (65)
أراد بكيل بعير: كيله يحمل على بعير، أضاف (كيل) إلى (بعيرٍ)
وقوله: (ذلك كيلٌ يسيرٌ)، أي: يسهل على الذي يمضي إليه، وإنما قال: (كيل بعيرٍ) لأنه كان لكل رجل منهم وقر بعيرٍ - ولا اختلاف بين القراء في إضافة الأول وتنوين الثاني). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علقمة ويحيى: [رِدَّتْ إلينا] بكسر الراء.
قال أبو الفتح: فُعِل من ذوات الثلاثة إذا كان مضعفًا أو معتلًا عينه يجيء عنهم على ثلاثة أضرب: لغة فاشية، والأخرى تليها، والثالثة قليلة، إلا أن المضعَّف مخالف للمعتل العين فيما أذكره.
أما المضعف، فأكثره عنهم ضم أوله كشُدَّ ورُدَّ، ثم يليه الإشمام، وهو شُِدّ ورُِدّ بين ضم الأول وكسره، إلا أن الكسرة هنا داخلة على الضمة؛ لأن الأفشى في اللغة الضم. والثالث -وهو أقلها- شِدّ ورِدّ وحِلّ وبِلّ، بإخلاص الكسرة، فهذا المضعف.
وأما المعتل العين، فأقوى اللغات فيه كسر أوله، نحو: قِيلَ وبِيعَ وسِيرَ به، ثم يليه الإشمام؛ وهو أن تُدخل الضمة على الكسرة؛ لأن الكسر هنا هو الأفشى، فتقول: قُِيلَ وبُِيعَ وعُِيصَ، والثالث -وهو أقلها- أن تُخلص الضمة في الأول كما أخلصتَ الكسرة فيه مع التضعيف، نحو: رِدّ وحِلّ، فتصح الواو من بعدها؛ فتقول: قُولَ وبُوعَ، وروينا عن محمد بن الحسن، أظنه عن أحمد بن يحيى:
وابْتُذِلَتْ غَضْبَي وأُمُّ الرِّحالْ ... وقُولَ لا أهلَ له ولا مالْ
وقال ذو الرمة:
دنا البيْنُ من ميٍّ فَرِدَّتْ جِمَالُها ... وهاج الهوى تَقْوِيضُها واحتمالُها
[المحتسب: 1/345]
وهذه لغة لبني ضبة، وبعضهم يقول في الصحيح بكسر أوله: قد ضِرْب زيد، وقِتْل عمرو، وينقل كسرة العين على الفاء.
وحُكي عنهم فيما رويناه عن قطرب: بُوعَ متاعُه، وخُورَ له، واخْتُور عليه: أي اخْتِيرَ، وهو الأجود. ومَن أشَمَّ فقال: قُِيل قال: اختير عليه، ومَن قال: شُد قال: اشْتُدَّ عليه، ومن قال: شُِد فأشم أشم أيضًا فقال: اشتُد عليه، ومَن قال: شِدّ قال: اشْتِدَّ عليه.
وحكى الفراء أن بعضهم قرأ: [كشجرةٍ خَبِيثَةٌ اجْتِثَّتْ] بضم تنوين "خبيثة" وكسر تاء "اجتثت". ومن أبيات الكتاب قول الفرزدق:
وما حِل من جهل حُبَا حلمائنا ... ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنِّفُ
بإشمام ضمة الحاء كسرًا كما ترى). [المحتسب: 1/346]

قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس