عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (127) إلى الآية (129) ]

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واجتمع القراء على نصب قوله: (ويذرك وآلهتك... (127).
واختلف النحويون في علة نصبه، فقال الفراء: هو منصوب على الصرف ومعناه الحال.
[معاني القراءات وعللها: 1/419]
وقال ابن الأنباري: كأنه قال: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض في حال تركه إياك.
وقال الزجاج: نصبه ردٌّ على جواب الاستفهام بالواو.
وقال ابن اليزيدي: نصبه على العطف على قوله: (ليفسدوا في الأرض).
وروي عن ابن عباس أنه قرأ (ويذرك) رفعًا (وإلاهتك)، أي وعبادتك.
وقال الفراء: الرفع معطوف على قوله (أتذر)، أتبع آخر الكلام أوله). [معاني القراءات وعللها: 1/420]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سنقتّل أبناءهم... (127) و(يقتّلون أبناءكم).
قرأ ابن كثير (سنقتل أبناءهم) خفيفة، و(يقتّلون أبناءكم) مشددة، وخففهما معًا نافع.
وشددهما الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/420]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (28- وقوله تعالى: {سنقتل أبناءهم} [127] {ويقتلون أبناءكم} [141].
قرأهما نافع بالتخفيف.
وقرأهما الباقون بالتشديد جعلوه من التقتيل مرة بعد مرة. غير أن ابن كثير كان يخفف {سنقتل} ويثقل: {ويقتلون} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/203] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتشديد من قوله عز وجل: سنقتل أبناءهم [الأعراف/ 127] ويقتلون أبناءكم [الأعراف/ 141].
فقرأ ابن كثير: سنقتل خفيفة، ويقتلون مشددة؛
[الحجة للقراء السبعة: 4/71]
وشدّدهما جميعا أبو عمرو وعاصم وابن عامر، وحمزة، والكسائيّ، وخفّفهما جميعا نافع، يقتلون* وسنقتل [بالتخفيف].
[قال أبو علي] التثقيل حسن. لأنّه يراد به الكثير، والتثقيل لذا المعنى أخصّ، والتخفيف يقع على التكثير، وغيره؛ فمن خفّف فلأنّه يصلح للتكثير أيضا، ومن جمع بين التخفيف والتثقيل كان آخذا بالوجهين). [الحجة للقراء السبعة: 4/72]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي -عليه السلام- وابن عباس وابن مسعود وأنس بن مالك وعلقمة والجحدري والتيمي وأبي طالوت وأبي رجاء: [وَيَذَرَكَ وَإلَاهَتَكَ].
وقرأ: [ويَذَرْكَ] -بإسكان الراء- الأشهب.
وقرأ: [ويذرُك] نعيم بن ميسرة والحسن بخلاف.
قال أبو الفتح: أما [إلَاهَتَك] فإنه عبادتك، ومنه الإله؛ أي: مستحق العبادة، وقد سميت الشمس إِلاهَة وأَلاهة؛ لأنهم كانوا يعبدونها، ويقال: تَأَلَّه تألهًا. قال رؤبة:
سبَّحن واسترجعن من تألهي
[المحتسب: 1/256]
أي: عبادتي، ويقال: لاهِ أبوك، ولهْ أبوك، ولَهْيَ أبوك ولَهِ أبوك، وفي تصريفها بعض الطول؛ فندعه تخفيفًا.
وأما [ويذَرُك] بالرفع فعلى الاستئناف أي: فهو يذرك.
وأما [يذَرْك] بالإسكان فيمن [يذَرُك]، كقراءة أبي عمرو: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرْكُمْ].
وحكى أبو زيد: [رُسُلْنا] بإسكان اللام استثقالًا للضمة مع توالي الحركات، ولم يسكن أبو عمرو [يَأْمُرُهم] كما أسكن [يأمرُكم]؛ وذلك لخفاء الهاء وخفتها فجاء الرفع على واجبه. وليست الكاف في [يأمركم] بخفِّيه ولا خفيفة خفة الهاء ولا خفاءها، فثقل النطق بها فحذف ضمتَها). [المحتسب: 1/257]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال سنقتل أبناءهم}
قرأ نافع وابن كثير {قال سنقتل أبناءهم} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد لكثرة القتل مرّة بعد مرّة فأكثر ما تكلم به العرب التّشديد ومن خفف فإنّه أراد مرّة واحدة). [حجة القراءات: 294]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (35- قوله: {سنقتل أبناءهم}، و{يقتلون أبناءكم} قرأ الحرميان «سنقتل» بفتح النون والتخفيف، جعلاه من «قتل» الذي يدل على القلة والكثرة، وقرأ الباقون بضم النون والتشديد، جعلوه من «قتل» الذي يدل على معنى التكثير مرة بعد مرة، وقرأ نافع «يقتلون» بفتح الياء والتخفيف، جعله من «قتل يقتل» فهو يدل على القلة والكثرة، وقرأ الباقون بضم الياء والتشديد، جعلوه «قتل» إذ فيه معنى التكثير، قتل بعد قتل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/474]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (29- {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ} [آية/ 127] بالتخفيف:
قرأها نافع، وكذلك {يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وتابعه ابن كثير على {سَنُقَتِّلُ} فخففها وشدد {يُقَتِّلُونَ}.
[الموضح: 550]
وقرأ الباقون{سَنُقَتِّلُ} و{يُقَتِّلُونَ} بالتشديد فيهما.
والوجه أن التخفيف يصلح للقليل والكثير، والتثقيل يختص التكثير، وقد ذكرنا ذلك في مواضع). [الموضح: 551]

قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ الأرض للّه يورثها من يشاء... (128)
روى هبيرة عن حفص (يورّثها من يشاء) بفتح الواو، وتشديد الراء. والباقون على (يورثها).
قال أبو منصور: هما لغتان: ورّثت وأورثت، والأجود يورثها، كما قال: (وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون) ). [معاني القراءات وعللها: 1/421]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (29- وقوله تعالى: {يورثها من يشاء من عباده} [128].
روى حفص عن عاصم في رواية هبيرة {يورثها} بفتح الواو وتشديد الراء من ورث يورث كأنه مرة بعد أخرى.
وقرأ الباقون {يورثها} بالتخفيف من أفعل يفعل، وهو الاختيار؛ لأن شاهده قوله تعالى: {كذلك وأورثناها} {وأورثنا القوم الذين كانوا} [137] [كأن حفصًا] ذهب إلى قوله في الحديث «من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم» هكذا لفظ الحديث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائيّ: يورثها [128] ساكنة الواو خفيفة الراء، وكذلك في مريم [63].
واختلف عن عاصم فروى أبو بكر عنه: يورثها خفيفة مثل حمزة.
وأخبرني الخزّاز-[أحسبه] أحمد بن علي- عن هبيرة عن حفص عن عاصم يورثها مشدّدة الراء، ولم يروها [عن عاصم] عن حفص غير هبيرة، وهو غلط، والمعروف عن عاصم يورثها خفيفة. وفي سورة مريم لم يختلفوا في قوله: تلك الجنة التي نورث [الآية/ 62]، أنّها خفيفة.
[الحجة للقراء السبعة: 4/72]
قال أبو علي: حجة التخفيف قوله: وأورثكم أرضهم وديارهم [الأحزاب/ 27]، وقوله: كذلك وأورثناها قوما آخرين [الدخان/ 28]، وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون [الأعراف/ 137].
ووجه التشديد أنّك تقول: ورث زيد مالا، وفي التنزيل:
وورثة أبواه [النساء/ 11]؛ فهو متعدّ فنقول في نقله بالهمزة وبتضعيف العين والتخفيف أولى لمجيء التنزيل عليه.
قال أبو زيد: ورث الرجل أباه يرثه وراثة، وميراثا، وورثا، وأورث الرجل ابنه مالا إيراثا حسنا، وورّث الرجل بني فلان ماله توريثا، وذلك إذا أدخل في ماله على ورثته من ليس منهم، فجعل له نصيبا.
قال أبو علي: فالقراءة بالتثقيل على وجه ما حكاه أبو زيد، وحملها عليه بعيد، ولكنّه يكون على قول الأعشى:
مورّثة مالا وفي الحي رفعة). [الحجة للقراء السبعة: 4/73]

قوله تعالى: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس